أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

مميز أوتوا نصيبا من الكتاب

أوتوا نصيبا من الكتاب
من أعمال اليهود الشائنة التي سجلها القرآن الكريم ما جاء في قوله سبحانه: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} (النساء:51). حديثنا عن سبب نزول هذه الآية.

جاء في سبب نزول هذه الآية ما أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: لما قَدِمَ كعب بن الأشرف مكة، قالت له قريش: أنت خير أهل المدينة وسيدهم؟ قال: نعم، قالوا: ألا ترى إلى هذا المنبتر من قومه -الأبتر من الناس: من لا عَقِبَ له، ومن لا خير فيه، والحقير الذليل- يزعم أنه خير منا؟ ونحن -يعني: أهل الحجيج وأهل السدانة- قال: أنتم خير منه، فنزلت: {إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر:3) ونزلت: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) إلى قوله: {فلن تجد له نصيرا} (النساء:51-52).

وقد روي هذا الحديث من غير وجه، عن ابن عباس، وجماعة من السلف. وذكر ابن كثير أنه في "مسند" أحمد، ولم نقف عليه، ورواه الطبري موصولاً عن ابن عباس. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما في "موارد الظمآن"، ورجاله رجال الصحيح.

ورواه سعيد بن منصور في "سننه"، وابن أبي حاتم في "تفسيره"، والواحدي في "أسباب النزول" ثلاثتهم عن عكرمة مرسلاً.

وقد ذكر جمهور المفسرين هذا الحديث، وجعلوه سبب نزول هذه الآية، منهم: الطبري، والبغوي، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، والطاهر بن عاشور.





والظاهر، أن الصحيح في السبب المذكور أنه مرسل، لكنه يقوى بأمرين:

الأول: مطابقة السبب المذكور للفظ الآية؛ فإن القائل في الآية من {الذين أوتوا نصيباً من الكتاب}، والرجل المذكور في الحديث كعب بن الأشرف اليهودي. وقوله: {ويقولون للذين كفروا} هو قوله لكفار قريش: أنتم خير من محمد.

وقوله تعالى: {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا} هم اليهود، كما أخبر الله عنهم بقوله: {قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} (المائدة:60).

الثاني: أن هذا السبب قد قال به جمهور المفسرين، واعتمدوه سبباً لنزول الآية، ولا ريب أن اجتماع المفسرين على قول كهذا، مع ما يحتف به من قرائن، يوجب غلبة الظن أن للحديث أصلاً.

والحاصل، فإن الحديث المذكور، وإن كان مرسلاً، فإن قرائن السببية تحيط به، وذلك لموافقته للفظ الآية، وتصريحه بالنزول، واحتجاج المفسرين به على النزول.

وقد قال الطبري: "إن الله وصف {الذين أوتوا نصيبا من الكتاب} من اليهود بتعظيمهم غير الله بالعبادة، والإذعان له بالطاعة في الكفر بالله ورسوله ومعصيتهما، وأنهم قالوا: إن أهل الكفر بالله أولى بالحق من أهل الإيمان به، وإن دين أهل التكذيب لله ولرسوله أعدل وأصوب من دين أهل التصديق لله ولرسوله، وذكر أن ذلك من صفة كعب بن الأشرف، وأنه قائل ذلك".

وقال ابن كثير: قوله: {ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} أي: يفضلون الكفار على المسلمين، بجهلهم وقلة دينهم، وكفرهم بكتاب الله الذي بأيديهم.



إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#2

افتراضي رد: أوتوا نصيبا من الكتاب

احسنتي في اختيار الموضوع المناسب
إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة كتاب ربي
#3

افتراضي رد: أوتوا نصيبا من الكتاب

رد: أوتوا نصيبا من الكتابالف شكر يا عدولةرد: أوتوا نصيبا من الكتاب

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصص القرآن الكريم .. حبيبة أبوها القرآن الكريم
من أهل الكتاب أمة قائمة ضــي القمــر القرآن الكريم
مميزات وعيوب الكتاب الإلكتروني في مواجهة نظيره الورقي مونه الامورة فتيات تحت العشرين
الكتاب العملاق والنادر جدا ... تاريخ الدولة العثمانية لـ(يلماز ايزتون ريموووو مكتبة عدلات
حواربين الكتاب والانترنت ملك قلبى المنتدي الادبي


الساعة الآن 10:41 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل