هو انهيار الجسم والعقل الذي فيهما يعمل الجهاز العصبي.
تنشأ عوارض النهك العصبي إثر التفاعل مع الضغوط والضجر والخيبة،
على أن البعض يكون أكثر عرضة له من البعض الآخر.
واشارت الدراسات إلى أن الشخص النحيل الطويل العظام الوتري القوام يكون أكثر حساسية
وأكثر قابلية للإصابة بالهواجس والاضطراب العصبي والقلق،
بينما الشخص العضلي أكثر عرضة لتقلب المزاج وجيشان العاطفة
والقيام بتصرفات مناهضة للحياة الاجتماعية.
وهو يصيب الرجال والنساء على السواء.
كما أن بعض الحِرَف والمهن تسبب الضغوط وبخاصة تلك الأعمال الروتينية التي تثير
الضجر ومع ذلك تتطلب الدقة والتركيز المتواصل. إلا أن الأعمال التي تتطلب المجازفة
والمخاطرة كالجندية أو الجيش أو الإطفائية تبقي صاحبها بعيدا عن النهك العصبي،
بل يتميز العامل في إحدى هذه المهن بقدرة عالية على التكيف مع الضغط ومجابهته بعزم.
وهناك حالات معينة تعجل في بعث الشعور بالإعياء والخمول اللذين يشكلان السمة المميزة للنهك العصبي، مثل فقد عزيز أو مرض شديد.
عوارض النهك العصبي
1. العوارض النفسية:
الشعور بالضيق والتبرم وتدهور الروح المعنوية والتشاؤم، الشعور بالإحباط
وضعف الطموح والشعور بالنقص والضعف والعجز، القلق العابر المصحوب بالتوتر وعدم الاستقرار، تشتت الانتباه وضعف القدرة على التركيز، وضعف الذاكرة، وعدم القدرة على مواصلة التفكير في موضوع معين،
الاستغراق في أحلام اليقظة،
سرعة التهيج والغضب وعدم تحمل الضجيج والأصوات العالية، الاكتئاب والهم،
الحساسية والانفعالية الزائدة، القابلية الشديدة للاستثارة، ضعف العزيمة والإرادة،
فتور الهمة وضعف الحماس وعدم الرغبة في العمل وعدم القدرة على إتمام ما يبدأ في إنجازه،
عدم القدرة على تحمل المسؤوليات، التردد وعدم القدرة على اتخاذ القرارات،
الهروب من مواجهة المشاكل وحلها، الارتياب في الناس، السلبية، التمركز حول الذات،
فتور النشاط الاجتماعي، الاعتماد على الغير، سوء التوافق المهني، وتوهم المرض.
2. الأعراض الجسدية: إرهاق وانحطاط في القوى،
الإجهاد والإعياء لأقل مجهود، الخمول والكسل ونقص الحيوية والنشاط والضعف الصحي والعصبي والنفسي،
ضعف الشهية وعسر الهضم والإمساك، هبوط ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وشحوب الوجه،
صداع متكرر، ضيق نفس، آلام الظهر واضطراب النوم والكوابيس، التعب عند الاستيقاظ من النوم، الضعف الجنسي عند الرجال واضطراب العادة الشهرية عند النساء.
الشخصية قبل الإصابة بالمرض
تتسم الشخصية قبل الإصابة بالنهك العصبي بالسمات التالية:
قلة الكلام وقلة العمل، التهرب من المسؤولية، استمرار الشكوى، التشاؤم، الشعور العام بعدم الرضا، الانطواء والميل إلى العزلة، الشعور بعدم الأمن والرفض والإحباط الانفعالي، الإتكالية والحاجة إلى الدعم والمساندة.
أسباب النهك العصبي
1. الصراع النفسي نتيجة تضارب الرغبات، الإحباط المتكرر وعدم إشباع حاجات الفرد، الفشل والحرمان واليأس والشعور بالنقص، الاضطرابات الانفعالية العنيفة الطويلة، محاولة مقاومة العدائية المكبوتة.
2. النمو المضطرب للشخصية، عدم ضبط النفس، عدم وجود خطة وهدف للحياة،ضعف الثقة في النفس وسهولة الإيحاء والاستهواء،نقص الميول والاهتمامات.
3. الاضطرابات الأسرية والانهيار الأسري وأساليب التربية الخاطئة، وجود اضطراب مماثل لدى أحد الوالدين أو الأشقاء واكتساب وتعلم الأعراض منه،ضعف الروح الاجتماعية وسوء التوافق الاجتماعي.
4. العمل الشاق المرهق تحت الضغط المصحوب بالقلق والمجهود الكبير المرهق الذي يستنفذ الطاقة العصبية ويعوق الاسترخاء ويحول دون الاستمتاع بالحياة.
5. ضغوط ومطالب الحياة ومشاكلها وعدم الاستعداد لمواجهتها والضغوط النفسية المتعلقة بالإهانات والخضوع والحروب
6. التكوين الجسمي، حيث أن ذوي التكوين الجسمي النحيف الواهن يتصفون بشدة حساسية الجهاز العصبي أكثر من سواهم.
فوائد النهك العصبي
من "أهداف وفوائد "النهك العصبي للمريض:
1. لفت الأنظار إليه واسترعاء الانتباه.
2.الفوز بالعطف والتعاطف والاهتمام من الآخرين.
الحصول على الدعم النفسي وإشباع دافع الاعتماد على الآخرين دون المساس بالكرامة الشخصية.
4. تلقِّي الإعجاب لما يبذله المريض من جهود فوق طاقته كشخص مريض ضعيف الأعصاب مرهق القوى ، والنظر إليه كبطل مناضل.
علاج النهك العصبي
هناك طرق متعددة لمعالجة المريض بالنهك العصبي، منها:
1. على المريض أن يسعى إلى مداهنة الخيبة والتحايل عليها.
2. إيجاد هواية محببة إلى نفسه تشغل وقته.
3. ضرورة استمتاعه بالعطلة (الأجازة) التي يحصل عليها فتهدىء من أعصابه وتلطِّف مزاجه.
4. العلاج الطبي الذي يعتمد على استخدام المنشطات والمقويات والمهدئات مع الاهتمام بالراحة والنوم.
5.العلاج النفسي عبر التحليل النفسي وتقوية وتأكيد الثقة بالنفس ومساعدة المريض على فهم امكاناته ، مع الاهتمام بتنمية وتطوير شخصيته نحو النضج.
6. العلاج الاجتماعي: تحسين الظروف الاجتماعية والتوافق الأسري، مع الاهتمام بالعلاج البيئي والاهتمام بالتوجيه المهني.