ورد اسم الله القهّار في السنة النبوية
في الحديث الذي روته أمنا عائشة أن رسول الله كان إذا تضوَّر من الليل قال : لا إله إلا الله الواحد القهار ، رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار.
[الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4693
خلاصة حكم المحدث: صحيح]
... تضوَّر أي تقلب
يقول الخطابي:- القهَّار هو الذي قهر الجبابرة من عُتاة خلقه بالعقوبة وقهر الخلق كلهم بالموت.
يقول ابن القيم (وكذلك القهَّار من أوصافه فالخلق مقهورون بالسلطان لو لم يكن حيا عزيزا قادرا ما كان من قهر ولا سلطان"
ماذا يستفيد المؤمن من اسم الله القهّار
أول شيء يستفيده العبد من قهر الله سبحانه وتعالى أن يقهر نفسه، وهذا يكون بالاستغفار والتوبة.
فالنفس كي تلجمها وتعلو عليها تحتاج إلى مجاهدة عظيمة والذي يذلل لك هذا هو التوبة والاستغفار. فهما يجعلا نفسك مقهورة وذليلة بين يديك فتستطيع أن تتغلب عليها.
وكذلك يقهر العبد وساوس الشياطين وذلك بالاستعاذة، ويقهر الشبه والجهل وذلك بنور العلم واليقين، ويقهر كل ظالم جبار يخافه وهذا بالاستعاذة بالله الواحد القهار
المعنى الثاني : قلنا أن حظ المؤمن من صفات الجلال أن يتلبس بعكسها، فقلنا في صفة العزة مثلا أن يكون المؤمن ذليلا لإخوانه عزيزا على الكافرين.
أما معنى القهر فيستوجب أن يلين المسلم للفقراء ويعطيهم ويحنو عليهم ويعفو عنهم عند المقدرة وأن يخضع لهم خضوع مشفق، قال تعالى:{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} [الضحى: 9 ] {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} ( الضحى: 10 )
فيكون أثر ذلك أن يورثك الله سبحانه وتعالى الغلبة.
روى الإمام أحمد وصححه الألباني من حديث عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه أن النبي قال (والذي نفسي بيده إن كنت لحالفا عليهن : لا ينقص مال من صدقة ، فتصدقوا ، ولا يعفو عبد عن مظلمة ؛ إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة ، ولا يفتح عبد باب مسألة ؛ إلا فتح الله عليه باب فقر.)[ صححه الألباني]
فأولا:
أنه يعرف ويثق تمام الثقة أنه (قال الله : أنفق يا ابن أدم أنفق عليك.)[ رواه البخاري]
المال يتناقص كمًا نعم لكن يعوض ذلك في كيفه..أي في البركة، فتجد نفسك وكأن المال الذي تصدقت به معك وزاد عليه وتقضي كل متطلباتك كما هي وكأن شيئا لم ينقص. أو يأتيك عوضا عن مالك الذي أنفقت كمًا، فمثلا لو أخرجت مائة جنيه ترزق بألف والقصص كثيرة في ذلك
ثانيا:
"ولا يعفو عبدٌ عن مظلمة إلا زاده الله بها عزا يوم القيامة" فهنيئا لمن ظُلم وعامل من ظلمه بعفو يسأل به عفو الله سبحانه وتعالى يوم القيامة
ثالثا:
"ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر" فإذا سألت فاسأل الله،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاهد أصحابه على ألا يسألوا الناس.