حياتنا مليئة بالسعادة و الفرح فقط لو ندرك قيمة النعم التي رزقنا المولى و نعيش بقلوب نقية يملؤها الصفاء
كذلك كانت حياة الطفلة " براءة " ذات الخمس سنوات
هادئة و مليئة بالوان الطيف الجميلة .
براءة تلك الصغيرة اللطيفة التي تفرح لشروق الشمس و تحزن لغروبها
تراها تقفز هنا و هناك مع رفيقاتها
تقطف الزهر و تعطر الجو بصدق أحاسيسها المرهفة
علمها والدها " يوسف " فن العزف على البيانو منذ نعومة أظافرها حتى أتقنت هاته الهواية في سن مبكرة ..
وصارت ملاذها الوحيد لتفرغ آهات قلبها الصغير .
كانت تحب عائلتها وبالأخص والدها الذي عوضها عطف أمها التي لا تحلم يومآ برؤياها إلا في صفحات ذاك الألبوم المليء بحنين الذكريات .
هي " حنان " والدة " براءة " التي تلفظت آخر أنفاسها و هي ترى صغيرتها تبكي حين أبصرت النور
كانت تعلم بأن العملية ستؤدي بها إلى الهلاك ولكنها ضحت بحياتها من أجل طفلتها لتكون عبرة لنا و قصة يضرب بها المثل في التضحية .
كبرت " براءة " و أتمت عقدها العاشر في وسط دافئ و لكن والدها لم يصبر على فراق زوجته " حنان " لتشاء الصدفة و يلتحق بها إثر حادث مرور و هنا تبدأ معاناة الطفلة " براءة " ..
لم تكن تتوقع يومآ أنه سيفارقها من كان أبا و أما و أخا و كل المعاني الجميلة بالنسبة لها .
تلك الفاجعة أثرت في نفسية الصغيرة " براءة " و لم تتحمل هذه الصاعقة
التي جعلتها تنعزل عن العالم و تعيش في عالمها العتم المليء بالسواد و الشوق و الأسى .
بعد أن رفضت جدتها تولي أمرها لعجزها عن ذلك تولت رعايتها سيدة من طبقة ثرية غير أنها قاسية القلب
تدعى السيدة " أناهيد "
كانت تعاملها كخادمة لا أكثر بغض النظر عن الأوامر التي لا تكاد تنتهي و الأعمال الشاقة التي ترغمها على القيام بها .
قد حولت حياتها السعيدة إلى جحيم و عيشة يرثى لها .
عاشت براءة بصبر شديد وهي تكابد مرارة الأيام
و تتذكر ذكرياتها الجميلة مع والدها وفي كل نبضة من قلبها ترتسم لها صورة أمها بين عذوبة عينيها الحالمة.
ويومآ بعد يوم تدهورت صحة السيدة " أناهيد " ولم تعد قادرة حتى على قضاء حاجتها ..
رغم كل قساوتها مع " براءة " إلا أن طيبة قلبها ونضجها جعلاها تهتم بها و تقدم لها المساعدة
وتطمئن عليها بين حين وآخر .
بعد مرور 9 سنوات تزوجت " براءة " لتنجب بعدها طفلين وسيمين و تعيش حياتها بهناء و بهجة مع من تحب
و إلى يومنا هذا لازالت تعتني بالسيدة " أناهيد " و تسعى لإرضائها دوما ..❤
حرر يوم الاثنين 20 جوان 2025 _بقلمي
نَقاء الرُّوح