تذهب أيام جميلة و تأتي أيام أجمل كذلك كانت حياة الآنسة فيروز تلك الشابة المخلصة لوالديها المطيعة لهما
ذات الخصال الطيبة العذبة التي لطالما يضرب بها المثل في حيّنا .. و بدعواتهما المستجابة لها
شاء القدر يوما أن يتقدم لطلب يدها شاب وسيم ميسور الحال و عن طيب خاطر وافقت الزواج به .
بعد مرور شهرين من زواجها توفي والداها إثر حادث و هنا كانت الصاعقة حيث لم تتمالك نفسها
و حاولت الانتحار لو لم يلمحها زوجها كريم في اللحظة الأخيرة .
لم تقف حياة الزوجين هنا بل تشاركوا الحلو و المر طيلة الخمس السنين بعدها
و لكن و لسوء الحظ لم تنجب السيدة فيروز أطفالا حيث أصيب كريم بالتعاسة بعدما علم من زيارتهم للطبيب بأنه زوجته عقيم .
في ذاك الشهر تغيرت سلوكاته و ساءت حالته و أصبح لايهتم لشؤون زوجته حتى قرر أن يطلقها .. و هنا بدأت قصة كفاح فيروز .
بعد أن تطلقت لم يكن لديها أي مأوى تلجؤ اليه ولا أي حضن تسند إليه رأسها المثقل بالهموم .
فقد تشردت و تمردت و لكنها لم تفقد الأمل و ضلت تنتظر فارس أحلامها بصبر جميل ، إلى أن جاء يومها
و بصدفة التقت بشاب أحس بها و تفهم مشاعرها بصدق أحاسيسه
و منذ أن تزوجها هجروا تلك المنطقة و لم أسمع عنهما أي خبر بعدها .
و تتوالى الأيام بحلوها و مرها .. بعد مرور عام و نصف تقريبا عاد السيد كريم للبحث عن طليقته فيروز و لكن ..
و للأسف كان قد فات الأوان و قد علم مني ماحدث جراء تهوره و ظلمه للسيدة فيروز ، فأخذ نفسا عميقا ليُنبأني بأنه اكتشف
وبعد زواجه من ابنة عمه بأن العيب فيه و ليس كما بان في التحاليل .
لم أفاجأ بهذا النبأ بقدر ما فوجئت باتصال فيروز بعد مغادرته لتزف لي بشرى ولادتها و هي تبكي فرحا
و ليس هذا فقط بل و أنها أنجبت توأما بالمقابل من أن طليقها كريم يعيش و زوجته وحيدان .
سبحان الله
كان مزيجآ بين الفرحة و الصدمة التي تلقيتها آنذاك و لكني أدركت أنها ليست صدفة بل موعد مع قدر .