يا حبيبتي ويا اختي
احببت أن اكتب هذا الموضوع ليكون سبباً في فرحك
وقد قدر الله لكي ان تقرأي هذا الموضوع لأنه يريدك ان تكوني سعيدة
ولا يريدك ان تكوني حزينة
فإنه سبحانه لا يحب أن تحزن النساء
لأنه يعلم أن حزنهن عميق وقلوبهن رقيقة وعاطفية
ففي قصة مريم رضي الله عنها يقول تعالى { فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي } وفي قصة أم موسى يهيء الله تعالى لها عجائب في إنقاذ وليدها موسى ( عليه السلام ) ليعيش في كنف عدوه معززززززززززززا مكرما
ثم يعيده تعالى إليها لترضعه
وكل تلك الأقدار الغريبة يقدرها الله تعالى لكي ( لا تحزن )
فيقول اللهُ تعالى عند أمرها بما تعجز الأم عن فعله وهو أن تلقي ولدها في الماء وتلقيه ليحف به الموت من كل مكان فيبشرها الله تعالى بأن تفعل ذلك ثقة بالنجاة فلا تحزن : { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } ثم يقول تعالى عنها بعد أن أرجعه إليها { فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ }
نعم قدر الله كل تلك العجائب لأمر في عين الله عظيم وهو لكي لا تحزن! !
لماذا كل هذه العناية بعدم إصابة المرأة بالحزن؟ !
هذا يدل أن حزن المرأة عميق وأنه عذاب شديد لا يستحقه قلبها العاطفي
وهو يدل على أن الله تعالى يكره للمرأة أن تحزن
وأن عدم نزول الحزن بقلب المرأة مما يحبه الله تعالى
ويتولى سبحانه تهييء الأسباب له خاصة إذا كانت امرأة صالحة تحب الله تعالى ورسوله
يا حبيبتي اعلم انك تعبتي
ولكن يا حبيبتي ابشري
فإن مع العسر يسر
عليك بالصبر
تذكرين قصة موسى عليه السلام والخضر؟
قال له الخضر ان يصبر ولا يسأله عن شيء حتى يقول له سبب اعماله هذه
قام الخضر بفعل اشياء غريبة جداً
قتل طفل
خرق سفينة
اقام جدار كاد ان يسقط في قرية اناس لم يضيفوهما اي شيء ولا قطرة ماء
تعجب موسى عليه السلام منه
قال اقتلت طفل بريء؟؟
اخرقت السفينة لتغرق اهلها؟؟!
لماذا لم تأخذ اجر على اقامة الجدار؟ فإن اهلها لم يضيفونا اي شيء!!
فرد عليه الخضر
فقال
الطفل عاق لوالديه وهما مؤمنان فأراد الله أن يبدلهما طفل خير منه
والسفينة اردت ان اعيبها لأن هناك ملك يأخذ كل سفينة غصبا
واما الجدار فكان هناك يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان ابوهما رجل صالح فأراد الله أن يبلغا اشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وهذا تأويل مالم تصبر عليه
فلقد قص الله هذه القصة علينا لكي نعلم أن لكل شيء سبب
والله سبحانه رحيم ورؤوف بعباده
فلا تخافي ولا تحزني
واعلمي ان ما يحصل لكي وراءه شيء عظيم ورائع
انتي فقط عليكي ان تصبري
وبعد الصبر ستعلمين التأويل
تأويل الاشياء السيئة والغريبة التي تحصل معك
هل مازلتي حزينة؟
ابشري يا اختي وحبيبتي في الله
فلقد قال رسول الله ﷺ ( ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه )
ترى كم خطأ كفره الله عنك؟
هل ما زلتي حزينة؟
ابشري يا حبيبتي
ففي هذه الدنيا يوجد الكثيير من الكفار
لا ملجأ لهم
لا مأوى
لا يوجد لديهم أي احد يشتكون اليه
لأنهم غير مؤمنون بخالقهم
غير مؤمنون بالله
وانتي الحمدلله مؤمنة
تعلمين أن لك اله رحيم
يسمعك اذا دعوته
ويستجيب لك
ينزل الة السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله كل يوم
حتى يسمع كلام المهمومين والحزينين
فيسمعهم ويستجب لهم
وهو الغني عن عباده سبحانه
يسأل كل يوم في جوف الليل فيقول هل من سائل فأعطيه؟
قولي ( اجل ياااارب انا! )
اذهبي واحضري سجادة الصلاة
وارفعي يديك للودود
مجيب الداعي اذا دعاه
ارفعي يديك للحي القيوم
واسأليه من فضله
وقولي ياااارب انما اشكو بثي وحزني اليك
فأنت الذي ينفـــــــس الكرب
ويفـــــرج الهم
ويذهب الغـــم
ويقــــضي الدين
ويغنــــي من الفقر
إليك تبث الشكوى والأحــــــزان
يا ملجأ الملتجئين وأمـــــان الخائفين
اغلقت الملوك ابوابها وبـــابك مفتوح للسائلين
غارت النجوم ونامت العيون وانت الحــــي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
يا انيسي يا خــــالقي
انت اعلم بي مني وتعلم ما يحزنني وتعلم ما يفرحني
فيـــــــا من تسبح له الســـماوات والأرض ومن فيهن
ارح قلبي واذهـــب عني المي وحزني
انــــت خالق الســـعادة فأعطني اياها
ياربي انــــت ملجأي انــــت حبيبي واشهدك على حبك
يا مجيب الداعي اذا دعـــــــاه ويا من لا يقطع رجاء من رجـــــــاه
يا من يســـتحي اذا رفعنا ايدينا اليه ان يردهما صفـــــــرا خائبتين ♥
افرحي بأنك مؤمنة فقد قال الله {
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين }
واياكي ان تشتكي الى خلقه
فهو خالقهم!!
وهو أعلم منهم وهو اغنى منهم!!
إن الشكوى إلى الناس لا تزيد المصاب إلا شدة وجزعا
كالعطشان الذي يشرب ماء البحر فأنى يروى
قال عمر رضي الله عنه : " ما في الشكوى أي – إلى من حولك – إلا أن تحزن صديقك وتشمت عدوك "
وقال الأحنف : " شكوت إلى عمي في بطني فنهرني ، ثم قال : يا ابن أخي لا تشكو إلى أحد ما نزل بك ، فإنما الناس رجلان صديق تسوؤه – بهذه الشكوى وتؤلمه – وعدو تسره ، يا ابن أخي : إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة ، وما اطلعت على ذلك امرأتي ولا أحد من أهلي " .
قد يفقد المرء بين الناس عزته إذا شكى أمره أو سب محنته
فكن كليث الشرى ما باع هيبته ولا تشك إلى خلق فتشمته وذلك الشكوى إلى الله
يقول ابن القيم : الجاهل يشكو الله إلى الناس
وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه
فإنه لو عرف ربه لما شكى
ولو عرف الناس لما شكى إليهم
رأى بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته
فقال يا هذا : والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك !
قال شيخ الإسلام : " وكل من علق قلبه بالمخلوقين أن ينصروه أو يرزقوه ، خضع قلبه لهم ، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك "
إن الوقوف على الأبواب حرمان .. والعجز أن يرجو الإنسان إنسان
متى تؤمل مخلوقا وتقصده .. إن كان عندك بالرحمن إيمان
ثق بالذي هو يعطي ويمنع .. ذا في كل يوم له في خلقه شان
الشكوى إلى الله ليست ضعفا
بل الضعف إلى الله هو القوة
لأن الشكوى إلى الله تحقق العبودية وتظهر الإنسان كما يريده ربه
فالله يبتلي عبده ليسمع تضرعه إليه
لأن الله يحب الشكوى إليه ولا يحب التجلد عليه
وأحب ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه
وأن يتذلل إليه شاكيا فقره وحاجته وضعفه وعجزه وقلة صبره
فأظهري التضرع والتمسكن عنده
همسة في أذنك أختي
فرحمة الله أقرب من اليد إلى الفم
فكم تبدلت أحوال المشتكين وانقلبت أمور الملتجئين
فشفي السقيم وولد للعقيم ورزق الفقير وتزوج الأعزب
ومن أكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم .. يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا .. وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
إذا كان وجودك لا يرجوه ذو سفه .. فمن يجود على العاصين بالكرم
وقد قال الله فابتغوا عند الله الرزق لا عند غيره
فيا أيتها المظلومة
يا من انقطعت بكي الأسباب وأغلقت في وجهك الأبواب ولم تجدين من يرفع عنك مظلمتك
ارفعي أكف الضراعة إلى الجبار العظيم
يجبر كسرك ويكسر خصمك
وبثي إليه الشكوى
هل ما زلتي حزينة؟
ابشري يا حبيبتي فإن الناس لا تحزن في
الجنة
والجنة هي دار الافراح
فاسعي واعملي حتى تحصلي على بيت وعائلة جميلة في الجنة
يقول اهل الجنة بعد دخولها (
الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن
كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم
لا تخافي ولا تحزني
واقتدي باولياء
الله الذين لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون
هل ما زلتي حزينة؟
يا اختي
قد ابتلاكي
الله
فيجب عليكي ان تختاري
هناك اربع درجات
اي درجة تختارين؟
هناك درجة السخط والغضب
ثم درجة الصبر
ثم درجة الرضا بقضاء الله
ثم درجة الشكر وهي افضل درجة
والشكر ليس باللسان فقط بل هو
بالجوارح أيضاً
قال
الله تعالى (
وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)
فقليل من الناس تختار درجة الشكر
اللهم اجعلنا من القليل
منقول للامانه