والإنسان بطبعه كائن اجتماعى فلا يعقل أن يعيش دون التعامل مع الأشخاص المحيطة به،
وفى حياتنا الاجتماعية نصادف العديد من الشخصيات ذات الطباع المختلفة،
ومن بين هؤلاء الشخصيات، الإنسان "المتكبر أو المغرور"
الذى دائما ينظر إلى نفسه على أنه فوق الجميع.
ويوجد العديد من العوامل التى تؤثر على الشخصية المتكبرة أو المغرورة وهى
(الوراثة، المظهر الخارجى والداخلى، العادات والتقاليد، الخبرات اللى يكتسبها على مدار حياته)
ومن السهل أن تتعرفي على هذه الشخصية فهي تتميز بالقسوة والعنف ولفت الأنظار إليها دائما.
وتتسم هذه الشخصية أيضا بمدح النفس دائما بمناسبة وبدون مناسبة وينسبون لأنفسهم إنجازات غيرهم ومصلحتهم أهم من أى شىء آخر، ويكاد لا يعترفون بأخطائهم.
ولكى تتعامل معه يجب أن تعلم أن هذه الشخصية سوية عقليا ولكن لديه تضخم فى الأنا نفسياً،
فاذا تقربت من هذا الشخص ستجده محل شفقة لا استفزاز.
وهناك عدة خطوات لا بد أن نتعامل بها مع هذا الشخص وهى:
1: يجب أن تعطيه اهتماما خاصاً ولا تستفز من تصرفاته.
2: اجعله يكمل كلامه وتحدث معه بصوت هادئ دون صدام.
3: إن قاطعك أثناء حديثك رد بهدوء شديد.
4: اظهر له دائماً اهتمامك به كطفل صغير.
5:النصيحة والإرشاد له بكل هدوء والاستعانة ببعض آيات القران التى تدعو إلى عدم التكبر والغرور.
عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار)، وروي بألفاظ مختلفة منها (عذبته) و(قصمته)، و(ألقيته في جهنم)، و(أدخلته جهنم)، و(ألقيته في النار).
تخريج الحديث الحديث: أصله في صحيح مسلم (2620) وأخرجه الإمام أحمد (7078)، وأبوداود (4090)، و ابن ماجة (4174)، و ابن حبان في صحيحه (328)وغيرهم، وصححه الألباني.
معاني المفردات:
نازعني: المعنى اتصف بهذه الصفات وتخلق بها. قذفته: أي رميته من غير مبالاة به. قصمته: القصم الكسر، وكل شيء كسرته فقد قصمته.
معنى الحديث: هذا الحديث ورد في سياق النهي عن الكبر، والاستعلاء على الخلق.
ومعناه أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه، اختص بهما، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما. وضُرِب الرِّداءُ والإزارُ مثالاً على ذلك. فكما أن الرداء والإزار يلصقان بالإنسان ويلازمانه، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره، فكذلك الخالق-جل وعلا- جعل هاتين الصفتين ملازمتين له، ومن خصائص ربوبيته وألوهيته. فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد.
وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر، ودعا الناس إلى تعظيمه، وإطرائه، والخضوع له، وتعليق القلب به محبة وخوفاً ورجاء، فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته.
وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان، ويذله غاية الذل، ويجعله تحت أقدام خلقه، قال -صلى الله عليه وسلم-:
(يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال) رواه الترمذي (2492) وحسنه الألباني.