أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

14 وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير قوله تعالى
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
الأعراف 96- 99
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
أما بعد :
فمما تلي في هذه الليلة قوله تعالى :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{96} أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ{97} أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ{98} أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ{99}
قوله تعالى :
{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
بالإيمان والتقوى تسعد المجتمعات ويعم الأمن ويعم والرخاء ، وليست هذه الآية هي الدليل الوحيد بل هناك أدلة كثيرة ، منها قوله تعالى {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم }المائدة66، ومنها قوله تعالى { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
ولو قال قائل :
ذكر هنا الإيمان والتقوى أليس التقوى من الإيمان ، والإيمان من التقوى ؟
الجواب / بلى ، لا شك أن الإيمان تقوى ، والتقوى إيمان ، لكن ذكرا من باب أن يبين عز وجل أن الإيمان لا ينفع إلا إذا كان معه عمل ، ولذلك يفرده عز وجل بالذكر { الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ } مع أن العمل الصالح من الإيمان .
أو من باب أن يبين أن الإيمان هو ما يتعلق بالباطن والتقوى ما يتعلق بالظاهر ، فيكون الإنسان من حيث الباطن ومن حيث الظاهر على حالة ترضي الله عز وجل ، فإذا كان على هذه الحال فليبشر بموعود الله عز وجل ، ما هو موعود الله عز وجل ؟
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } وفي قراءة بالتشديد { لفتَّحنا }
ولم يذكر بركة وإنما قال { بَرَكَاتٍ } ولا تسأل عن أنواع هذه البركات وأنواعها وأجناسها وأحوالها ، عممها عز وجل ، من أين تأتي هذه البركات ؟ { مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ } شريطة ان يتحقق هذان الأمران الإيمان والتقوى ، ولا يقل
أحد إن هناك من اتصف بالإيمان والتقوى ولم يحصل له مثل هذا الأمر ، وهناك أناس عصوا الله عز وجل واتسعت أرزاقهم ، لا يقل أحد مثل هذا القول ، لأن البركة ليست محصورة في المحسوسات أي في الشيء الذي يحس – لا – تجد لدى بعض الناس مال كثير لكنه في شقاوة ، قال تعالى {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ }التوبة55
يقول ابن القيم رحمه الله : " يعذبهم الله عز وجل بأموالهم في الدنيا ثلاث مرات ، عذاب من أجل أن يجمعوا هذا المال ، وإذا جمعوه تعذبوا بأن يزيدوا في هذا المال ثم يأتي عذاب ثالث وهو المحافظة على هذا المال حتى لا يذهب وحتى لا يزول "
وقد يعطى الإنسان مالا قليلا لكن تكون معه البركة ، ثم إن هناك من المؤمنين المتقين من يُضيَّق عليه لأن الله عز وجل أراد به خيرا من هذا الخير الذي وعد به في الدنيا وهو الخير في الآخرة ، ألم يوعك النبي صلى الله عليه وسلم كما يوعك الرجلان ؟ بلى ، لرفعة درجاته ، ألم يشدد عليه في سكرات الموت مع أنه عليه الصلاة والسلام قال في حديث البراء ( إن المؤمن تخرج روحه كما تخرج القطرة من في السقاء ) مثل ما تنزل قطرة الماء من القربة ، ما أسهل خروجها ، ومع ذلك شدد على النبي صلى الله عليه وسلم ، لا ذنوب ولا لتقصير منه عليه الصلاة والسلام وإنما لرفعة درجاته ، ألم يشج في غزوة أحد ؟ ألم تكسر رباعيته صلوات ربي وسلامه عليه في غزوة أحد ؟ بلى ، كل هذا من أجل أن ترفع درجاته ، ولكن من حيث الأصل فالإنسان لن يحصل على خير وبركة إلا بالإيمان والتقوى .
قال عز وجل :
{ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }

كثير من المفسرين يقول { بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ } المطر
{ وَالأَرْضِ } الزرع ، لا شك أن هذا القول في محله ، ولكن الآية لم تذكر شيئا من ذلك ، بل الآية عممت ، وأذكر لكم بعض الأمثلة ، هناك امرأة يقال لها أم أيمن وهي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت أمةً عند أبي النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ، فلما توفي أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت وفاة أبيه والنبي صلى الله عليه وسلم حمل في بطن أمه ، تولت حضانته أم أيمن وهي بركة بنت ثعلبة ، فلما كبر عليه الصلاة والسلام أعتقها وزوجها زيد بن حارثة وولدت منه أسامة بن زيد رضي الله عنهما .
الشاهد من هذا : أن هذه المرأة كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء وابن حجر في الإصابة " أنها خرجت من مكة إلى المدينة لتهاجر بدينها من دولة الشرك إلى دولة الإسلام ، وكانت صائمة ، فلما بلغت الروحاء – وهو مكان بين مكة والمدينة يبعد عن المدينة ستة وثلاثين ميلا – أصابها العطش الشديد فكادت أن تهلك وليس معها ماء ، فلما أشرفت على الهلاك " خرجت من أجل ماذا ؟ من أجل الدين ، من أجل أن تحافظ على إيمانها وتقواها " فلما بلغت ما بلغت من العطش وكادت أن تهلك دلي عليها بدلو من السماء فشربت منه ، فنجاها الله عز وجل ، فمضت الأيمان والسنون وكانت تصوم رضي الله عنها حتى قالت ( إني أصوم في اليوم شديد الحرارة وأتعرض للشمس كي ما أعطش فما أعطش )
هذه بركة .
يتبع





وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ



إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#2

افتراضي رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

خبيب بن عدي الذي قتله الكفار ، وكانوا قبل ذلك أوثقوه وسجنوه ، وجاء ذلك عند البخاري ، وحكت ذلك امرأة من قريش من بني الحارث ، قالت ( لقد كانت خبيب رجلا تقيا صالحا ، رأيته وهو موثق بالحديد ومعه قطف من العنب يأكله وليس بمكة حينها ثمرة ) متى ما احتاج المؤمن التقي إلى فرج من الله عز وجل أتاه الفرج ، ولا يحصر الرزق في المال – لا – الرزق والبركة تكون في المال كما أسلفنا ، يمكن أن يكون لدى الإنسان مال قليل ويبارك الله له في ذلك المال فلا يتعرض لحوادث ولا مشاكل ، البركة تكون في الأولاد ، يصلح الله جل وعلا لك أولادك ، وأعظم بها من بركة ، ولذلك عباد الله الصالحون يدعون الله عز وجل رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ }الفرقان74، يعني تقر بهم الأعين ، متى يكونون قرة أعين ؟ قال المفسرون إذا كانوا صالحين ، ما تقر العين بالولد إلا إذا كان صالحا ، والله لو كان صالحا في دنياه وليس بصالح في دينه فإن العين لا تقر به .
البركة في الصحة ، يمكن أن يكون من في هذا المكان مبتلىً بمرض ، أين تقواك وأين إيمانك ؟ إذا اتقيت الله عز وجل وآمنت به حق الإيمان تأتيك بركات الله عز وجل من الشفاء والعافية ، إذا كنت في عافية من المرض تأتيك بركة بقاء الصحة ، ولذلك القاضي الطيب – كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية – يقول بلغ عشرا ومائة سنة ، وعقله معه ويفتي ، فلما ركب قاربا وثب وثبة لا يثبها الشباب ، فتُعجب من هذه الوثبة ، فقيل له ما هذه الوثبة في مثل هذا السن ؟ فماذا قال ؟ قال " هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا في الكبر " حفظها مما حرم الله جل وعلا .
ثم ما الذي يخسره ابن آدم إذا أطاع الله عز وجل واتقاه وآمن به ؟ {وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ اللّهُ وَكَانَ اللّهُ بِهِم عَلِيماً }؟ فلن يجدوا إلا الخير .
ولكن خلاف ذلك ؟
{ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون }
أتاهم العذاب بسبب ذنوبهم .
أين نمرود وكنعان ومن ملك الأرض وولى وعزل ؟
أين هؤلاء ؟
ألم نقرأ في كتاب الله عز وجل تلك القوى التي تتبجح بها عاد {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً }فصلت15 ، أين قوتهم لما جاء أمر الله ؟ ما نفعتهم { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }
أين قوم ثمود { الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ }الفجر9 ؟
{ وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً }الأعراف74 ، أين هؤلاء ؟
فلا يغتر أحد بأن كان عنده مال وفير أو عنده مصب أو ما شابه ذلك ، فهذه لا تغني عن العبد شيئا { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6
{ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُون }
انظروا إلى هذا الأسلوب ، الإنسان إذا كان نائما هو في غفلة من أمره ، لو أتاه إنسان وضربه ولو كان قويا لما استطاع أن يرد ذلك ، لم ؟ لأنه في غير وعيه ، بل ولو كانوا غير نائمين بل متيقظين فإن بأس الله عز وجل إذا جاء فلن تنفعهم قوتهم ، فكيف إذا كانوا نائمين وبالليل ؟
ولا يظن أن بأس الله عز وجل إنما هو ما يفعله عز وجل فحسب – لا – بل قد يسلط الله عز وجل قوما على قوم .
{ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ }
من يلعب غير مستعد لما يأتيه .
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون }
متى يأمن العبد من مكر الله عز وجل ؟
إذا غلَّب جانب الرجاء على جانب الخوف ، فالعبد لا يمكن أن يكون آمنا مطمئنا يسير في طريق الله عز وجل إلا إذا جمع بين الرجاء والخوف ، يعني إذا تذكر الآيات التي جاءت بالوعد وبنعيم أهل الجنة وما أعده الله عز وجل للتائبين وأن رحمته واسعة هذا رجاء ، ولكن لا يغفل جانب نصوص الوعيد التي جاءت بعقوبة الله عز وجل للمعتدين ، يقول بعض السلف " لا تأمن عقوبة من أمر بقطع يد السارق في ربع دينار " فالله عز وجل حكم على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام بأن من سرق تقطع يده ، ولذلك يقول الحسن رحمه الله " إن قوما خرجوا من هذه الدنيا وقالوا نحسن الظن بالله وكذبوا لو أحسنوا الظن بالله لأحسنوا العمل "

بعض الناس يقول رحمة الله واسعة ، لا شك أن رحمة الله واسعة ، لكن لا تغفل الجانب الآخر { نبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ{49} وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ{50}
{ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُون }
يعني من غلَّب جانب الرجاء وترك جانب الخوف فإنه من الخاسرين .
وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
منقول للامانه

إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#3

افتراضي رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

تسلم ايدك
ويسلم نقلك الحلو

إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة كتاب ربي
#4

افتراضي رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

إظهار التوقيع
توقيع : ضــي القمــر
#5

افتراضي رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

تسلم اديك

إظهار التوقيع
توقيع : للجنة اسعى❤
#6

افتراضي رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

رد: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير



الساعة الآن 10:07 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل