ماهي سلبيات وايجابيات الكافيين
العديد منا لا يستغني عن فنجان القهوة أو الشاي في أي وقت من أوقات النهار، فهو المحفز لاستقبال يوم جديد مليء بالكثير من النشاطات، وهو افضل محسن للمزاج في الأوقات العصيبة. ويتضح لنا هذا الأمر في الصباح الباكر بداية من قدح الشاي الذي نحتسيه في بداية اليوم، وحتى فنجان القهوة في اجتماع منتصف النهار، فضلاً عن مشروب الاسبرسو الذي يفضله الكثيرون بعد الغداء، وفنجان القهوة باللبن الذي يتناوله البعض بعد الظهر. بطريقة أو بأخرى، بدأنا نستخدم الكافيين للفصل بين الفترات الزمنية في حياتنا اليومية، لكن ثمة سؤالا يلوح لنا في الأفق، هل تعتبر الأغذية والمشروبات الغنية بالكافيين خطرة على صحتنا؟.
* لندن: «الشرق الأوسط»
* حتى فترة قصيرة، حذرت الدراسات البحثية من أن إدمان الكافيين يهدد الصحة، كما كان يحظر استخدام الكافيين خلال الحميات الغذائية التي يتبعها الرياضيون والنساء. ومع ذلك، أظهر عدد من الدراسات الأخيرة، أن استخدام الكافيين بصورة معتدلة قد يكون مفيدًا للصحة. ونتيجة لذلك، رفعت الوكالة العالمية لمكافحة الإدمان عام 2004 حظرها المفروض على استخدام الكافيين واعتبرته بمثابة عقار يعزززززززززززز من الأداء الرياضي.
* ما هو الكافيين؟
* الكافيين هو الاسم الشائع لمادة (1,3,7-trimethylxanthine)، والتي عندما يتم تنقيتها، تنتج مسحوقا مرا يضفي طعمًا متميزًا في المشروبات غير المحلاة. ويتم تصنيفه بصور عدة على أنه من المنبهات، والمركبات المسببة للإدمان، والعقارات المعززززززززززززة للأداء، علاوة على أنه من المواد المساعدة على التخسيس.
* مصادر الكافيين:
* يوجد الكافيين في العديد من المشروبات والأطعمة والعقاقير الطبية، مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والمشروبات الأخرى الباعثة للطاقة مثل «ريد بول»، والشوكولاته، والعقاقير الطبية الموصوفة. كما تحتوي بعض أقراص الصداع والمسكنات وأدوية السعال وأقراص التخسيس على الكافيين أيضًا.
* ما هي أعراضه الجانبية؟
قد تتضمن أعراض الكافيين الجانبية: سرعة وعدم انتظام ضربات القلب، الأرق، العصبية وحدة الطبع، الارتعاش، الصداع، آلام البطن، الغثيان والتقيؤ، الإسهال وزيادة إدرار البول. كما أن هناك أثرًا جانبيًا آخر للكافيين ألا وهو احتمال إدمانه والاعتياد عليه، فجميعنا يعرف أشخاصًا لا يمكنهم العمل من دون «ضبط نسبة الكافيين لديهم». وللوصول إلى نفس النشاط الذي تحصل عليه لدى بداية تناولك للكافيين، فإنك تحتاج تدريجيًا لزيادة استخدامك له. وبالتالي، يتعين أن تسأل نفسك عندما تصبح مرهقًا وبحاجة إلى تعديل نسبة الكافيين: هل تمنح نفسك طاقة أم أنك تعالج آثار انسحاب نسبة الكافيين من جسدك؟. يعمل الكافيين أيضًا على زيادة ضغط الدم، حتى مع الأفراد الأصحاء، لكنه يزيد بصورة أكبر مع كبار السن على وجه الخصوص. لذا، يجد الأفراد الذين يعانون فعليًا من ارتفاع ضغط الدم، أن تناول كميات كبيرة من الكافيين يزيد من نسبة ارتفاع ضغط الدم لديهم إلى مستويات غير مقبولة. وتوصل بحث إلى أن النساء اللائي يتناولن كميات مفرطة من الكافيين لا ترتفع لديهن نسبة الحمل مقارنة بمن يتناولن نسبا معتدلة من نفس المادة.
ومن إحدى القضايا الأخرى هي وجود حمض التانيك والمثيرات المعوية في الكثير من المشروبات التي تحتوي على الكافيين. لذا، فعند الإفراط في شرب تلك المشروبات فإنها تعوق الامتصاص المناسب للمواد المغذية والمعادن التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه بالصورة الملائمة.
* ما هي وجهات النظر المؤيدة؟
* تشير دراسات أخيرة إلى أن تناول الكافيين يمكن أن يقلل من خطورة تطور مرض الشلل الرعاش واحتمالية الإصابة بسرطان الكبد، كما أن هناك دلالات تفيد بأن الكافيين يمكنه أن يقلل من تليف الكبد. وهناك تأثير إيجابي آخر، وهو أن الكافيين يمكنه زيادة راحة معدل امتصاص الغذاء بالنسبة للنحيلين والبدينين وهذا ما يبرر سبب احتواء أقراص ومنتجات التخسيس بما فيها أقراص الحمية العشبية على مادة الكافيين. أما الأمر الجيد بخصوص تلك المادة، فهو أنها منبه للنظام العصبي المركزي، حيث تزيد من معدل التمثيل الغذائي الذي يساعد على حرق الكثير من السعرات الحرارية (رغم أن ممارسة التمارين الرياضية تعتبر أكثر فعالية). وتزيد أيضًا بصورة مؤقتة من صفاء الذهن، بالإضافة إلى تهيئة العضلات من أجل ممارسة الأنشطة. ونظرًا لخواص الكافيين المنبهة، فمن الممكن أن يساعد الأشخاص على البقاء متيقظين ومنتبهين في الأوقات التي تتطلب منهم التركيز البالغ.
* ما هي كمية الكافيين المناسبة لتي يتعين علينا تناولها؟
يتفق الخبراء على أن الاستخدام المعتدل للكافيين لن يكون مضرًا للأفراد بصورة عامة، حيث يجب أن تكون أعلى نسبة لتناول الكافيين هي 500 ملجم يوميًا، والنسبة المتوسطة 250-500 ملجم، أما النسبة القليلة فهي أقل من 250 ملجم. وقد تظهر الأعراض الجانبية السلبية المذكورة آنفًا حتى مع تناول كمية قليلة يبلغ معدلها 100 ملجم يوميًا بالنسبة للبعض. فلكل منا نسب استجابة مختلفة للمواد التي يتم تناولها.
لهذا يجب على الفرد أن يضع نصب عينيه عند احتساب نسبة الكافيين التي يتناولها يوميًا احتمالية زيادة الكافيين إثر بعض العقاقير الطبية التي يتناولها، فتناول 3 أقراص للصداع سيضيف 150 ملجم من نسبة الكافيين على مدار اليوم.
* ما هي البدائل؟
* يمكن أن يساعد تناول عصير الليمون أو الشاي بالزنجبيل على تنظيم مستويات ضغط الدم، وتسكين أعراض البرد والانفلونزا والغثيان، كما يخففان من تقلصات المعدة، وتحسين عملية الهضم، وسيولة تدفق الدم، فضلاً عن تقوية جهاز المناعة. ومن أجل إضفاء طعم حلو للشاي، يمكن إضافة بعض العسل العضوي.
كما يعتبر «التيشينو» Teeccino أحد أعشاب القهوة منزوعة الكافيين، بديلا معقولا، خصوصا أن طعمه سيروق لمحبي احتساء القهوة. ويمكن أيضا تجربة بديل البامبو العضوي سريع التحضير. وتجدر الإشارة هنا إلى أن القهوة الحقيقية يمكن أن تحتوي على بقايا المبيدات الحشرية، فعادة ما يتم رش القهوة بالمبيدات الحشرية والعشبية على الحقول. أما البامبو فيعطيك مذاق القهوة الذي يرضيك لكن من دون كافيين أو مبيدات، فهو لتُصنع من الهندباء البرية، وثمار التين والبلوط المنقوع في الماء. وهناك الشاي الأحمر بلا كافيين ويُصنع من عشب الرويبوس، Rooibos shrub وهو غني بالمواد المضادة للأكسدة، وهي مكونات مضادة أيضا للتشنجات والالتهابات والحساسية. ويمكن لعشب الرويبوس أن يساعد في علاج مشاكل صحية مثل الصداع والمغص والربو وحمى الهشيم والأرق. كما يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا لمن يعانون من آلام البنكرياس، ويسكن من الآلام وعسر الهضم
عافانا الله و اياكم