أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل



https://3dlat.com/showthread.php?t=300505
960 8
#1

14 فَتَيات مُسلمات

فَتَيات مُسلمات
فسالي وأماني وإيمان، ثلاث فتيات مسلمات، لهن حكايات شائقات، بها الكثير من الفوائد والمعلومات، لهن ميزات متعدِّدة، ثلاثة في واحدة: واقعية في مناقشاتها، هادئة في طباعها، لبقة في حديثها، عاقلة في انفعالاتها ومشاعرها وسلوكها.

فى يوم من الأيام خرجت الفتيات الثلاثُ من منازلهن ذاهبات إلى المدرسة، وفي الطريق قابلن زميلة لهن نصرانية ودار بينهن حوار:
قالت الفتاة النصرانية: السلام عليكن يا بنات.
قلن: وعليك.

قالت الفتاة: هل تسمحن لي بالسير معكن إلى المدرسة؟
قلن: نعم، هيا بنا.

قالت إيمان: هلا حدثتِنا عن (ديانتك)؛ لنَزداد ثقافة؟
قالت الفتاة: لا أعرف شيئًا غير أنَّني نصرانيَّة، ولكن أنا التي أريد أن أطرح عليكن بعض الأسئلة التي تدور في ذهني دائمًا، ولا أعرف لها إجابة، فهل يمكن ذلك؟

قالت أماني: اسألي عما شئتِ.
قالت الفتاة: يا أماني، من ربُّك؟ ومن الذي خلقك؟

قالت أماني: ربي الله، الذي خلقني وخلق الناس جميعًا، وهو الذي خلق الليلَ والنهار، والشمس والقمر، والأرض والبحار والأنهار، وخلق الأشجار، وأخرج منها الثمار، وهو الذي يُنزل المطر من السماء، وهو الذي يحيي ويميت، وهو الحي القيوم الذي لا يموت.

قالت الفتاة: ما معنى الإسلام؟
قالت أماني: الإسلام هو توحيد الله، وطاعة الله، وترك مخالفة أمر الله تعالى.

قالت الفتاة: وما أساس الإسلام لمن أراد الدخول فيه؟
قالت أماني: أساس الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.

قالت الفتاة: مَن هذا الرسول الذي أرسله الله إليكم؟
قالت أماني: النبي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وسلم، هو الرسول الذي أرسله الله إلينا، وإلى الناس جميعًا، وإلى الجن أيضًا.

قالت الفتاة: لماذا أرسله الله إلى الناس جميعًا؟ وإلى ماذا يدعو؟
قالت أماني: أرسله الله إلى الناس جميعًا؛ ليعلمهم الإسلام، ويدْعوَهم إلى عبادة الله وحده وترْك عبادة غير الله.

قالت الفتاة: لأيِّ شيء خلقكِ الله يا أماني؟
قالت أماني: خلقني وخلق الناس جميعًا لعبادته؛ قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ [الذاريات: 56 - 58].

قالت الفتاة: وما معنى عبادته؟
قالت أماني: عبادته - تبارك وتعالى - هي توحيده وطاعته.
والعبادة هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال.

قالت الفتاة: لماذا تقومون جميعًا كمسلمين لأداء الصلاة عند سماع الأذان؟
قالت سالي: دعيني يا أماني أجيبها عن هذا السؤال، اعلمي أيتها الفتاة أن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ولا يكون الإنسان مسلمًا إلا بفعلها؛ ولذلك نقوم جميعًا للصلاة عند سماع الأذان.

قالت الفتاة: وما أركان الإسلام يا سالي؟
قالت سالي: أركان الإسلام خمسة، وهي:
1 - شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
2 - إقام الصلاة.
3 - إيتاء الزكاة.
4 - صوم رمضان.
5 - حج بيت الله الحرام مع الاستطاعة.

قالت الفتاة: إنه حقًّا دين مختلِف عن غيره، ولكن ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله؟
قالت سالي: أي: لا معبود بحق إلا الله.

قالت الفتاة: هل لغير المسلمين حقوق في الإسلام؟
قالت سالي: إن علاقة المسلمين بغيرهم (مثل اليهود والنصارى) هي علاقة تعارف وتعاون وعدل، ولقد قرَّر الإسلام لغير المسلمين حقوقًا عديدة، منها:
عدم إكراه أحد منهم على ترك دينه أو إكراهه على عقيدة معينة.

ومن حقهم أن يمارسوا شعائر دينهم؛ فلا تُهدَم لهم كنيسة، ولا يُكسر لهم صليب.

لهم الحرية في قضايا الزواج والطلاق والنفقة.

حمى الإسلام كرامتهم، وصان حقوقهم، وأعطاهم الأمان ما لم يقاتلوا المسلمين.

أحلَّ الإسلام الأكل من ذبائحهم ما لم يكن محرَّمًا علينا مثل الخنزير، وأحلَّ أيضًا التزوُّج من نسائهم، وقبول هديتهم، ما لم تكن مودَّة بينهم.

يجوز البيع والشراء مع غير المسلمين فيما لا يستعينون به على المسلمين.

ويجوز الانتفاع بعلومهم الدنيوية التي لا يُتقنها المسلمون.

ويجوز رد السلام عليهم بأن نقول: وعليكم، ولا يجوز ابتداؤهم بالسلام كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم.

قالت الفتاة: نِعْمَ الدينُ دينُ الإسلام، إنه حقًّا دين الرحمة والسلام، وسوف أفكِّر في كل هذا الكلام.
.. ثم وصلت الفتيات الثلاث إلى المدرسة وتفرقن إلى فصولهنَّ، وبعد انقضاء اليوم الدراسي خرجت الفتيات الثلاث من المدرسة متوجهات إلى منازلهنَّ، وفي الطريق تناقشن فيما قالتْه سالي وأماني للطالبة النصرانية، ودار بينهن حوار:
إيمان: إن كلامك يا سالي كان جميلاً، وكذلك كلامك يا أماني، حقًّا لقد استفدت كثيرًا، جزاكما الله خيرًا.

سالي وأماني: وجزاك الله خيرًا.
إيمان: ولكن دار في عقلي أسئلة كثيرة في التوحيد والعقيدة، فهل أجد لديكما إجابات لهذه الأسئلة؟

سالي: وما معنى التوحيد يا فتيات؟
أماني: إن هذا الأصل ليس من السهل الحوار والمناقشة فيه؛ لأن التوحيد أهم علوم الدين على الإطلاق؛ إذ هو أول واجب على المكلَّف؛ فعند دخول الشخص الإسلام يجب عليه معرفة التوحيد قبل تعلم العبادات.

إيمان: حقًّا لقد صدقت يا أماني، فلا ينبغي أن نتحدَّث فيما لا نعلم؛ فقد قال الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النحل: 43]، ولذا فالأفضل أن نتقابل بعد العصر عند معلمتنا التي نحفَظ عندها القرآن الكريم؛ فهي أعلم منا كثيرًا، فنتناقش معها ونعرف ما نريد إن شاء الله.

وتقابلت الفتيات الثلاث بعد العصر في مجلس العلم عند الأخت المعلمة، وبعد الانتهاء من درس القرآن الكريم قالت المعلمة: هل لديكنَّ أي أسئلة يا فتيات؟
قلنَ لها: نعم؛ لدينا الكثير.

المعلمة: حسنًا.
سالي: أريد أن أعرف ما معنى التوحيد؟
المعلمة: التوحيد هو إفراد الله تعالى بالربوبية، والألوهية، وكمال الأسماء والصفات.

أماني: وهل للتوحيد أنواع؟
المعلمة: نعم؛ للتوحيد أنواع ثلاثة هم:
الأول: توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله؛ مثل: الخلق، والإماتة، والرزق، وتدبير الأمور.

الثاني: توحيد الألوهية: هو توحيد الله بأفعال العباد التي أمرهم بها، فتُصرف جميع أنواع العبادة لله وحده لا شريك له؛ مثل: الدعاء، والتوكل، والخوف، والاستعاذة، وهذا النوع من التوحيد هو الذي جاءت به الرسل عليهم السلام، وهو الذي أنكره الكفار قديمًا وحديثًا.

الثالث: توحيد الأسماء والصفات: هو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة من أسماء الله وصفاته؛ مثل: الرحمن، والرحيم، والسميع، والبصير.

إيمان: لقد سمعت من قبل في أحد البرامج التلفزيونية أن هناك أنواعًا للعبادات، فهل هذا صحيح؟
المعلمة: نعم، هذا صحيح؛ إن للعبادات أنواعًا أربعة هي:
1- عبادات قلبية؛ مثل: الحب، والخوف، والرجاء، والإخلاص، والتوكل.
2- عبادات قولية؛ مثل: الذكر، والدعاء، والاستغفار.
3- عبادات بدنية؛ مثل: الصلاة، والصيام، والحج.
4- عبادات مالية؛ مثل: الزكاة، والنفقة.

سالي: أريد أن أعرف ما مدى أهمية معرفة وتعلم التوحيد؟
المعلمة: إن التوحيد هو أساس جميع ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم، وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد بعثته ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى تصحيح العقيدة وإلى التوحيد، فلا حياة للقلب ولا طمأنينة ولا سعادة إلا بمعرفة التوحيد وتصحيح العقيدة.

وللتوحيد فضائل عظيمة، وآثار حميدة، ونتائج جميلة؛ منها:
1- التوحيد من أجله خلَق الله الخلق؛ قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات: 56]، ومن أجله أرسل الله الرسل؛ قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء: 25]، ومن أجله أنزل الله الكتب، فهو شرط في دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار.

2- التوحيد هو السبب الأعظم في نَيل رضا الله وثوابه.





3- التوحيد يمنع دخول النار بالكلية إذا كمل في القلب.

4- التوحيد الخالص يُثمر الأمن التام في الدنيا والآخرة؛ قال الله - عز وجل -: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].

5- التوحيد يُخفف عن العبد المكاره ويهوِّن عليه الآلام، فبحسب كمال التوحيد في قلب العبد يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرِح، ونفس مطمئنة، وتسليم ورضًا بأقدار الله، وهو مِن أعظم أسباب انشراح الصدر.

6- التوحيد هو أول ما ندعو الناس إليه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما بعثه إلى أرض اليمن: ((إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله تعالى، فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات))؛ رواه البخاري.

7- التوحيد هو حق الله على العبيد، وهو أول ما يُسأل عنه العبد في قبره.

8- تكفل الله لأهل التوحيد بالفتح، والنصر، والعز، والشرف، وحصول الهداية، وإصلاح الأحوال، والسداد في القول والعمل.

9- يسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ويسليه عن المصائب، وهو سبب في حلول البركة.

سالي: جزاكِ الله خيرًا أيتها المعلمة.

إيمان: لقد نسيت أن أسألك سؤالاً مهمًّا، وهو سبب مجيئنا إلى هنا اليوم؛ حيث إننا قد تناقشنا في صباح اليوم مع زميلة لنا نصرانية، وذكرت لها سالي بعض حقوق غير المسلمين في الإسلام، فهل يمكن أن تُخبرينا بما يجب علينا نحن المسلمين في تعاملنا مع غير المسلمين؟

المعلمة: نعم؛ إن المسلم يجب أن يلتزم بأمور عديدة في تعامله مع غير المسلمين، وأن يحذر من أمور أخرى، ومنها:
الحذر من التشبه باليهود والنصارى المنهيِّ عنه؛ فيجب أن يكون للمسلمين كيانهم المتميز الذي يعتزون به في كل الأمور؛ ذلك لأن دينهم هو الدين الحق وهو دين تام ليس فيه نقص؛ قال الله تعالى:الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3]، فالذي يتشبه بالكفار فكأنه مقرّ بما عندهم من الكفر والمنكرات، راضٍ بها، وأن ما عندهم خير مما عندنا في ديننا، وهذا قد يصل به إلى الكفر؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من تشبَّه بقوم فهو منهم))؛ متفق عليه، وقال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ [المائدة: 51]، ومَن تشبَّه بقوم حُشر معهم يوم القيامة؛ لأن التشبه يدل على محبة المتشبِّه به؛ لذلك وجب على المسلم أن يتشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في الظاهر والباطن.

ويَحرم على المسلمات التشبه بالنساء الكافرات في عاداتهن التي يُعرَفن بها في الأكل والشرب واللباس والكلام، وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالرجال الكفار؛ مثل: حلق اللحية وإطالة الشوارب، وقصات الشعر المنهي عنها.

ولا يجوز التشبه بهم في أعيادهم ومشاركتهم إياها وشهودها؛ لأنها من الزور؛ قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان: 72].

ويحرم مجاملة الكفار على حساب الدين، فينسلخ المسلم من إسلامه حتى لا يقال عنه: متعصِّب أو متطرف، فيخشى الكفار أكثر من خشيته لله، فيترك شعائر دينه الظاهرة خوفًا أو مجاملة للكفار، بل عليه أن يتبع أمر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرًا وباطنًا.

ولا ينبغي التسمي بأسمائهم، وليعلم المسلم أن خير الأسماء ما عُبِّد وما حُمِّد.

يجب الالتزام بالتاريخ الهجري (تاريخ المسلمين) وتقديمه على التاريخ الميلادي المكذوب، وتطبيق ذلك في كل شؤون حياتنا.

لا يجوز تولية الكفار أمرًا من أمور المسلمين المهمة من الوظائف والمناصب والمهام التي فيها سلطان على المسلمين؛ كالإمامة العظمى، أو رئاسة الدولة وقيادة الجيوش والوزارة والقضاء؛ قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ [آل عمران: 118].

إيمان: جزاكِ الله خيرًا أيتها المعلمة، ونفع الناس بعلمك.
أماني: بارك الله فيكِ؛ فقد استفدت كثيرًا.
سالي: شكرًا لكِ، أسال الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، هيا بنا يا فتيات فقد تأخَّرنا كثيرًا.
المعلمة: بارك الله فيكنًّ.. في حفظ الله تعالى.

ثم انصرفت الفتيات الثلاث إلى منازلهنَّ بعد هذا اللقاء الطيب المبارك.
يتبع



إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#2

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

إن التربية تفاعُل بين الوالدَين وأولادهما، وشرط التربية الأول هو المعايشة والمخالطة، وعندما يبخل الوالدان بأوقاتهما على أبنائهما، فإن آمالهما في إصلاح أبنائهما لن تكون سوى أضغاث أحلام!

خرجت إيمان من حجرتها، وبالقرب من أبيها وقفت تنظر إليه وقد بدَت عليها علامات الحرج والحيرة، لمحها الأب فأدرك على الفور سبب حرجها وحيرتها.

الأب: تعالَي يا حبيبتي، أتريدين شيئًا؟
إيمان: بعد أن تفرغ من القراءة يا أبي.
الأب: ابتسَمَ وقال: ومتى كانت القراءة أهمَّ منكِ؟ وأشار إلى مقعد أمامه قائلاً: اجلسي، وجلست إيمان.
الأب: ماذا تطلبين اليوم؟
إيمان: لا شيء، فقط أريد أن أسأل حضرتك عن شيء؟
الأب: سلي ما شئتِ، أسئلتك تُعجبني دائمًا.
إيمان: أمسِ كنتُ أشتري كتابًا، وفي داخل المكتبة تقابلتُ مع أماني وسالي، واشترى كل منا كتابًا، وعند خروجنا من المكتبة وجدنا لوحةً على الحائط مكتوبًا عليها: "أجب عن السؤال واحصل على كتاب هدية"، وكان السؤال هو: "اذكُر أركان الإيمان".

فأجاب كلٌّ منا عن السؤال ولكن بإجابة خاطئة، فهل من الممكن أن تخبرني بالإجابة الصحيحة يا أبي؟
الأب: لا بد أولاً أن تعلمي - يا إيمان - أن للدين الإسلامي مراتب ثلاثًا، وهي:
1- الإسلام؛ وهو: الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك وأهله.
2- الإيمان؛ وهو: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيرِه وشرِّه.
3- الإحسان؛ وهو: أن تعبُد اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

أما عن أركان الإيمان، فهي ستة أركان، وقد ذكرتُهم من قبل.

إيمان: حسنًا يا أبي، ولكن ما معنى الإيمان بالله؟
الأب: الإيمان بالله هو الاعتقاد الجازم بأنه ربُّ كل شيءٍ ومليكُه، وأنه متَّصف بصفات الكمال، منزَّه عن كل عيب ونقص، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له.

والله يعلم كل أحوال العبد من طاعة ومعصية، فوجب على العبد أن يَمتلئ قلبُه مهابة لله - سبحانه وتعالى - وتعظيمًا وحبًّا، ويَخجل من معصيته فيَنتهي عنها؛ لأن الله يَراه وهو يَعملها.

ومن ثمرات الإيمان بالله تعالى: حصول الأمن التامِّ، والاهتداء التام، والاستِخلاف في الأرض، والتمكين والعزة، وحلول الخيرات، ونزول البركات، ودخول الجنان، والنجاة من النِّيران، وزيادة الإيمان والثبات عليه، ويبعَث على الشجاعة والإقدام والهداية لكل خير، وكل سعادة ونعمة في الدنيا والآخرة سببُها الإيمان بالله تعالى.

إيمان: اللهمَّ ارزقنا صدق الإيمان بالله، آمين.

وما معنى الإيمان بالملائكة؟ وهل لهم أسماء يُسمَّون بها؟
الأب: الإيمان بالملائكة أي: التصديق بوجودهم، وأنهم نوع من مخلوقات الله، وهم عبيد الله، ليسوا بنات، خلقهم الله من نور، وجعل لهم أجنحة مثنى وثلاث ورباع، وهم لا يأكلون ولا يشربون، ولا ينامون ولا يتزوجون، أمرهم الله بوظائف ومهامَّ فهم بها قائمون.

ومن ثمرات الإيمان بالملائكة: العلم بعظمة خالقهم عز وجل، وكمال قدرته وسلطانه، ومحبة الملائكة على ما هداهم الله إليه، وطمأنينة المسلم التي يورِثُها الإيمان بالملائكة، وشكر الله على لطفِه وعنايتِه بعباده.

ومنهم الحفَظة والكرام الكاتبون، والمسبِّحون والسيَّاحون، وحمَلة العرش "عددهم ثمانية، وهم خلقٌ عظيم من خلقِ الله، يَطير الطائر من طرفِ أذنِ أحدِهم إلى عنقِه خمسمائة عام".

أما عن أسماء الملائكة، فهم لهم أسماء يُسمَّون بها، منها:
• جبريل: وهو على رأس الملائكة، والموكل بالوحي إلى الأنبياء والرسل، وله ستمائة جناح، وقد رآه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على هيئتِه.
• ملك الموت: الذي يقبِض أرواح العباد بأَمرِ الله، وله أعوان.
• إسرافيل: الذي ينفُخ في الصُّور قبل يوم القيامة.
• ميكائيل: وهو الموكَّل بالقَطْر (المطر).
• رضوان: خازن الجنة، وله أعوان.
• مالك: خازن النار، وله أعوان؛ رؤساؤهم تسعة عشر.

وعدد الملائكة لا يعلمه إلا الله.

إيمان: سبحان الله.. حقًّا إن الله على كل شيء قدير. وما المراد بالإيمان بالكتب يا أبي؟
الأب: الإيمان بالكتب هو: التصديق بأن لله كتبًا أنزلها على رسله إلى عباده، وأن هذه الكتب كلام الله تعالى، وأنها حقٌّ ونور، وهدى للناس في الدارَين الدنيا والآخرة، وهذه الكتب هي:
1- القرآن الكريم المنزَّل على محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الإنجيل المنزَّل على عيسى عليه السلام.
3- التوراة المنزَّلة على موسى عليه السلام.
4- الزبور المنزل على داود عليه السلام.
5- الصحف المنزلة على إبراهيم عليه السلام، وبعضها منزل على موسى.

والإيمان بأن القرآن الكريم هو المهيمن على هذه الكتب، والحاكم على جميع شرائعها وأحكامها، والناسخ لما يُخالف أحكامه منها بمجرد نزوله، وأن القرآن مناسب لجميع الخلق في كل عصر ومكان، وأن الله لا يقبل يوم القيامة إلا العمل بالقرآن، وأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّته، فالقرآن يطهِّر القلوب من الشبهات والشهوات، ويُقرِّبها من خالقها - سبحانه وتعالى.

ومن آداب قراءة القرآن: الطهارة والوضوء، واستقبال القِبلة، والجلوس في أدب ووقار، وعدم الإسراع في تلاوته، والخشوع والتدبُّر، وتحسين الصوت به.

ولا بد أن نوقِنَ أن إقامة أحكام هذا الكتاب في الناس من أعظم أسباب التمكين في الأرض والنصر على الأعداء.

إيمان: اللهمَّ اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور عيوننا، وزوال همومنا وأحزاننا.. آمين.

ولكن ما معنى الإيمان بالرسل؟
الأب: الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقِه؛ أي: التصديق الجازم بأن الله بعَث في كل أمة رسولاً منهم يَدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأن الرسل كلهم صادقون مصدَّقون، أتقياء أنقياء أُمناء، هُداة مهتدون، وهم أفضل خلقِ الله، ومَعصومون من المعاصي، وأنهم بلَّغوا رسالات ربهم.

ومن خصائصِهم أن الكفرَ بواحد منهم هو كفرٌ بجميعِهم، وأنهم لا يورَّثون، وما يتركونه صدقةٌ، وحرَّم الله على الأرض أن تأكل أجسادهم.

ومن ثمرات الإيمان بالكتب والرسل: العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه؛ حيث أرسل إليهم رسلاً، وأنزل عليهم كتبًا، وشكره تعالى على هذه النعمة، ومحبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم.

أما عدد الرسل، فلا يعلمه إلا الله، ذكر الله منهم في القرآن: محمدًا صلى الله عليه وسلم، وإبراهيم خليل الرحمن، وموسى كليم الله، وعيسى كلمة الله، ونوحًا، وهم أولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام، وإسماعيل، وإسحق، ويعقوب، وهارون، وأيوب، ويونس، وسليمان، وداود، ويحيى، وزكريا، وهودًا، وصالحًا، ويوسف، وشُعيبًا، وإلياس، ولوطًا، وذا الكفل، وإدريس، وغيرهم كثير، منهم من قصه الله في القرآن ومنهم من لم يقصصه.

وأول الرسل نوح، وخاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم.

إيمان: وبماذا فضَّله الله على غيره من الأنبياء والمرسلين؟
الأب: أعطاه الله ما لم يعطِ أحدًا من الأنبياء قبله، ومنها:
• الوسيلة؛ وهي: أعظم درجة في الجنة، أعدها الله للنبي صلى الله عليه وسلم.
• الكوثر؛ وهو: نهر في الجنة يَجري من تحت عرش الرحمن.
• الحوض؛ وهو: الذي لا يشرَب منه إلا المسلمون يوم القيامة.
• الشفاعة؛ وهي: المقام المحمود يوم القيامة، فإنه صلى الله عليه وسلم يشفَع عند الله حتى يُخرج عصاة المسلمين من النار.
• أرسله الله إلى الإنس والجن جميعًا، وأرسل كل نبي إلى قومه خاصة.
• وأنه أول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفَّع، وأول من يَطرُق باب الجنة، وجُعلت الأرض له وللمسلمين مسجدًا وطهورًا، وأن الله نصَرَه ونصَرَ جُندَه وأتباعه إلى يوم القيامة بأن بث الرعب في قلوب أعدائهم مسيرةَ شَهرٍ.
• ومن مُعجزاته صلى الله عليه وسلم: انشقاقُ القمر له، واستشهاده بالشجرة، والإسراء به والمعراج، ومعجزة القرآن الكريم، وتكثير الطعام والماء بين يديه صلى الله عليه وسلم، وأنه ردَّ عينَ قَتادة لما فُقئت يوم أُحُد، وردَّ ساق ابن الحكم لما كُسرت يوم بدر، وبكاء جذع الشجرة الذي كان يَخطب عليه صلى الله عليه وسلم حين تركه، ولم يسكُت حتى وضع يديه عليه.

إيمان: وما المراد بالإيمان بالبعث واليوم الآخر؟
الأب: هو التصديق الجازم بوقوع هذا اليوم، وأن يؤمن كل مسلم بأن الله سيُخرج الموتى من قبورهم أحياءً يوم القيامة؛ لفصل القضاء بينهم، ومجازاتهم بأعمالهم على الصفة التي بيَّنها الله في كتابه وبيَّنها الرسول صلى الله عليه وسلم في سنَّته؛ فالجنة أعدَّها الله للمؤمنين المتَّقين المطيعين لله ورسوله، وأما النار فهي دار العذاب المقيم، أعدَّها الله للكافرين الذين كفروا بالله وعصوا رسله، وفي يوم القيامة يوضع الميزان ويُعطى كل عبدٍ كتابه، فمَن أخذ كتابه بيمينه كان في الجنة، ومن أخذ كتابه بشماله كان في النار.

إيمان: وهل ليوم القيامة أَمَارات أو علامات يا أبي؟
الأب: نعم، ليوم القيامة علامات كثيرة، منها:
علامات صغرى؛ مثل: ضياع الأمانة، وكثرة القتل، وأن يتولى الفُساق الحكم قهرًا، وأن يتكلَّم السفهاء في الأمور المهمَّة.

وعلامات كبرى؛ مثل: ظهور المهدي، وقيام خلافة راشدة على منهاج النبوة قبل قيام الساعة، وخروج المسيح الدجال، ونزول عيسى ليقود المسلمين ويُقاتل الكافرين، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ولا يَقْبَل إلا الإسلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وكذلك خروج الدابة التي تكلِّم الناس، وطلوع الشمس من مغربِها، ورفع القرآن... وغيرها.

ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر: استشعار كمال عدل الله؛ حيث يجازي كلاًّ بعملِه مع رحمته بعباده، والحِرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوم، والبُعد عن معصيتِه خوفًا من عقاب ذلك اليوم، وتسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها، بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.

إيمان: بقي لي يا أبي أن أعرف معنى الإيمان بالقضاء والقدر.
الأب: هو التصديق بأن الله سبحانه عَلِمَ مقاديرَ الأشياء وأزمانها قبل وجودها، ثمَّ كتبَها في اللوح المحفوظ، ثم أوجدها بقدرته ومشيئته في مواعيدها المقدَّرة، فكل حدث من خير أو شر فهو صادِر عن علمِه وتقديره ومشيئته وإرادته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فالله لا غالبَ له، هو مقلِّب القلوب، يهدي من يشاء بفضله ورحمته، ويُضِلُّ من يشاء بعدله وحكمته، والله لا يُسأل عما يفعل ولكن الناس يُسألون.

والمؤمنين يرضَون بقضاء الله وقدرِه، خيرِه وشرِّه، في المِحَن والمِنَح، ويُوقنون أنه لا يستطيع أحد أن ينفعهم إلا بقدَرِ الله، ولا يضرهم إلا أن يكون قد كتبه الله.

ولن يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر:
1 - الاعتماد على الله عند فعل الأسباب؛ لأن السبب والمسبب كليهما بقضاء الله وقدره.

2 - راحة النفس وطمأنينة القلب متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى، وأن المكروه كائن لا محالة.

3 - طرد الإعجاب بالنفس عند حصول المراد؛ لأن حصولَ ذلك نعمة من الله بما قدَّره من أسباب الخير.

4 - طرد القلق والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه؛ لأن ذلك بقضاء الله تعالى، وهو كائن لا محالة، فيَصبر على ذلك ويحتسب الأجر.

5 - التوكل واليقين والاستسلام لله، والاعتماد عليه.

6 - إحسان الظن بالله، وقوة الرجاء به في كل أحواله.

7 - التواضع؛ فالمؤمن بالقدر يتواضَع؛ لعِلمه بأن الخير الذي هو فيه من الله وبقدر الله، ولو شاء لانتزعه منه، إن الله على كل شيء قدير.

8 - الجد والحزم في الأمور، والحرص على كل خير ديني أو دُنيوي، فلا يتواكَل، ولا يهاب المخلوقين، ولا يَعتمِد عليهم، وإنما يتوكَّل على الله، ولا يقول: لو أنني فعلت كذا لكان كذا وكذا، بل يقول: قَدَرُ الله وما شاء فعل، ويَمضي في طريقِه متوكِّلاً على الله، مع تصحيحِ خطئه ومحاسبته لنفسه.

9 - الشكر لله، والرضا بقضائه، والفرح بقدره.

10 - علو الهمة، وكبَر النفس، وعدم الرضا بالدون أو الواقع الأليم، ولا يَستسلِم له محتجًّا بالقدر، فالاحتِجاج بالقدر إنما يَسُوغ عند المصائب دون المعائب، ويحول المِحَن إلى مِنَح، والمصائب إلى أجر حسب القدرة والاستطاعة وَفق الضوابط الشرعية.

11 - تحرير العقل من الخرافات والأباطيل والأمراض التي تفتِك بالمجتمعات وتزرَع الأحقاد بينها.

الأب: اللهمَّ يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلوبنا على دينِك، وهَب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب... آمين.
إيمان: آمين... آمين، يا ربَّ العالَمين.

الأب: ابتسمَ وسأل إيمان: هل فهمتِ يا بُنيتي؟
إيمان: نعم، وجزاك الله خيرًا يا أبي.
يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#3

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

دخلت معلمة التربية الإسلامية الفصل، فألقت السلام على الطالبات، فرددن عليها السلام.

المعلمة: بناتي الأعزاء، اليوم سنرصد درجات أعمال السنة في مادة التربية الإسلامية لهذا الشهر، من خلال بعض الأسئلة الشفوية.
الطالبات: على الرحب والسَّعة.

المعلمة: إن حب الله تعالى هو حياة القلوب، ونعيم الأرواح، وبهجة النفوس، وقرة العيون، وأعلى نعيم الدنيا والآخرة، فما الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها؟

سالي: الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها كثيرة؛ منها:
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
3- دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال.
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى؛ أي: ترك الشهوات وإن كانت شديدة.
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومعرفتها.
6- مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة.
7- انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى.
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته، وتلاوة كلامه (كقيام الليل).
9- مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب كلامهم.
10- مباعدة كل سبب يَحُول بين القلب وبين الله عز وجل.
رد: فَتَيات مُسلمات
المعلمة: أحسنت يا سالي، ولكن هناك أنواع للمحبة، فهل تعرفينها؟
سالي: نعم أعرفها، فالمحبة أنواع:
1- محبة الله عز وجل: وهي أصل الإيمان والتوحيد.

2- محبة في الله: وهي محبة أنبياء الله ورسله وأتباعهم من العلماء والصالحين، ومحبة ما يحبه الله من الأعمال الصالحة والأزمنة الفاضلة والأمكنة المقدسة، وهذه المحبة تابعة لمحبة الله عز وجل ومكملة لها.

3- المحبة الطبيعية: وهي المحبة التي جبل عليها الإنسان من حب أنواع من الطعام والشراب، وحب أنواع من اللباس، وحب الوالدين والزوجات والأبناء وغير ذلك، وهذا من الحب المباح إن أعان على طاعة الله.

4- محبة مع الله: وهي محبة الأنداد؛ كمحبة المشركين لآلهتهم، وتعلق قلوبهم بالأشجار والأحجار، أو الملوك والرؤساء، وغيرهم مما يشرك بالله بسببهم، وهي أصل الشرك وأساسه، وهذا يعرف في التوحيد بشرك المحبة والتعظيم، قال الله تعالى:وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165].
رد: فَتَيات مُسلمات
المعلمة: جزاك الله خيرًا، وهل تعرفين معنى الحب في الله والبغض في الله؟
سالي: نعم أعرف، الحب في الله: أي: الحب والنصرة والموالاة الواجبة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولازمها حرمة الحب للكافرين، أما البغض في الله فيعني: التبرؤ من الشرك وأهله، وعداوتهم، وبغضهم، ولازمه حرمة البراءة من المسلمين والمؤمنين أو عداوتهم أو بغضهم، وهذا ما يعرف في علم التوحيد بالولاء والبراء، والأدلة عليه كثيرة؛ منها: قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51]، وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: ((أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله))؛ رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

ومن صور الموالاة الكفرية: حب الكفار ومودتهم، والرضا بما عليه الكفار من الكفر أو بجزء منه، أو المناداة بالمساواة بين الأديان، فلا يجوز المناداة بالدين لله والوطن للجميع، أو تعانق الهلال والصليب، ونصرة الكفار في قتالهم المسلمين، أو طاعتهم ومتابعتهم فيما حرم الله تعالى؛ مثل: الانخراط في الأحزاب العلمانية أو الإلحادية أو الماسونية، والتزين بشعار الكفر، والتشبه بالكفار؛ ففي الحديث: ((من تشبه بقوم، فهو منهم))؛ أخرجه أحمد.

ومن صور الموالاة المحرمة غير المكفرة: التشبه بالكفار في عاداتهم وأعيادهم وملابسهم، ومداهنتهم ومجاملتهم على حساب الدين ما لم يكن كفرًا، وتوليتهم أمرًا من أمور المسلمين العامة، ومصاحبتهم واتخاذهم أصدقاء، ففي الحديث المرفوع: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل))؛ رواه الترمذي وحسنه.

وهناك صور جائزة في معاملة الكفار؛ منها: المؤاجرة والعمل عندهم، وقبول الهدايا منهم والإهداء إليهم، والبيع والشراء معهم، والرهن عندهم، والزواج منهم (اليهود والنصارى)، والانتفاع بما عندهم من علوم الدنيا بما يوافق تعاليم الإسلام، وردُّ السلام عليهم وعدم مبادأتهم به.
رد: فَتَيات مُسلمات
المعلمة: إجابة صحيحة، لقد حصلت على الدرجة النهائية يا سالي.

فعدم البراءة من الشرك وأهله نوع من أنواع الشرك، فهل تعرف إحداكن أنواعًا أخرى للشرك؟ وما تعريف كل نوع؟
أماني: نعم، بداية لا بد أن نعرف أن الشرك نوعان:
1- شرك أكبر: وهو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى، فيجعله ندًّا لله، بأن يدعوه أو يرجوه أو يخافه كخوف الله، أو يحبه كحب الله، أو يذبح له، أو ينذر له... وهذا النوع من الشرك مخرِج من الملة، ومحبط لجميع الأعمال.

2- شرك أصغر: وهو كل ما ورد بالنص تسميته شركًا ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر، وكل ما كان وسيلة للوقوع في الشرك الأكبر؛ مثل: الرياء، والحلف بغير الله تعالى.

وللشرك أنواع أخرى من جهة الفعل؛ مثل:
1- الشرك في الدعاء.
2- وعدم البراءة من الشرك وأهله، وموالاتهم.
3- والشرك في الحكم والتشريع.
4- والشرك في المحبة والتعظيم.
يتبع

إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#4

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

المعلمة: أحسنت يا أماني، وما المراد بالشرك في الدعاء؟

أماني: قال الله تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا [الإسراء: 56، 57]، فكل من دعا ميتًا أو غائبًا من الأنبياء، سواء كان بلفظ الاستغاثة أو غيرها، فقد تناولته الآية، كما تناولت من دعا الملائكة والجن، فقد نهى الله عن دعائهم، وبين أنهم لا يملكون كشف الضر عن الداعين، ولا تحويله من موضع إلى آخر؛ كتغيير صفته أو قدره، وهذا هو الشرك في الدعاء، فالدعاء عبادة، والإنسان إذا دعا لا بد له من دعاء الله وحده، ولا يجوز له دعاء غيره من خلقه، وأما الوسيلة التي أمر الله بها فهي طلب القربة إلى الله بالعمل بما يرضيه (وللوسيلة معنى آخر هو الدرجة الرفيعة في الجنة)، ومن المعلوم أن مقصود الداعي إجابة دعائه؛ ولذلك فهو يتوسل في دعائه بما يقربه من هذا المقصد.


والتوسل قسمان:

1- التوسل المشروع: وهو ما ثبت شرعًا جواز اتخاذه وسيلة للتقرب إلى الله، والتوسل المشروع في الدعاء يتضمن:

• التوسل بأسماء الله وصفاته، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]؛ مثل: يا عليم علمني، أو: يا رزاق ارزقني.


• توسل الداعي بعمل صالح قام به لله؛ كما في قصة أصحاب الغار الثلاثة.


• التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء الحاضرين؛ كقوله تعالى عن أبناء يعقوب عليه السلام: قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [يوسف: 97، 98].


2- التوسل الممنوع (غير المشروع): وهو كل ما يفعله الناس ويسمونه توسلاً، ويتقربون به إلى الله بزعمهم، ولا يعد شرعًا قربة ولا وسيلة إلى الله؛ لعدم وروده في الشرع، ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه من بعده، وهو أنواع:

• دعاء غير الله أو الاستغاثة به، أو طلب ما لا يقدر عليه إلا الله من غير الله؛ كالأموات أو الغائبين، سواء أكانوا من الأنبياء أم الصالحين أم الملائكة أم الجن أم غيرهم، وحكمه شرك أكبر.


• أن يقول للميت أو للغائب: ادع الله لي، أو: اسأل الله لي، أو: اشفع لي في كذا، وهذا بدعة غير جائزة.


• التوسل بجاه أو بحق فلان أو بذات النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا بدعة غير جائزة.


• ونستخلص مما سبق أن الدعاء نوعان:

1- دعاء عبادة: وهو التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة التي شرعها الله لعباده وأمرهم بها.

2- دعاء مسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع أو دفع ضر.


المعلمة: جزاك الله خيرًا، حصلت على الدرجة النهائية يا أماني.

رد: فَتَيات مُسلمات

المعلمة: هل تعرف إحداكن ما المراد بالشرك في الحكم والتشريع؟

طالبة: نعم، هو ما يتعلق بمسألة وجوب الحكم بما أنزل الله وتحريم الحكم بغير ما أنزل الله، ومن المعلوم أن قضية إفراد الله بالحكم وحده لا شريك له من أهم قضايا العقيدة، وركن من أركان التوحيد، ومخالفتها من أعظم أسباب الشرك على ظهر الأرض، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة: 31]، وقال تعالى - أيضًا -: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44]، وقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة: 45]، ويكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرًا أكبر في الحالات الآتية:

1- أن يجحد شريعة الله المعلومة من الدين بالضرورة؛ كمن يقول: إنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين، ويعتقد أن الدين شعائر فقط، ويجحد حكم الله عالمًا بمعنى ذلك.


2- أن يعتقد ثبوت حكم الله ولا يجحده، ولكن يعتقد أن حكم غير الله أحسن من حكمه؛ كمن يقول: إن القوانين الوضعية الحالية أفضل وأكثر مناسبة من حكم الله تعالى.


3- أن يعتقد أن حكم غير الله مثل حكم الله تعالى ومساوٍ له؛ أي: مساواة حكم المخلوق بحكم الخالق.


4- أن يعتقد أن شريعة الله أفضل، ولكنها ليست واجبة، ويجوز له مخالفتها وتركها إلى ما يراه.


5- جعل القوانين الوضعية أصلاً في الحكم من دون الشرع وإلزام الناس بذلك.


6- ما يحكم به كثير من رؤساء العشائر والقبائل من البوادي وغيرهم من حكايات تلقوها عن آبائهم وأجدادهم، يعلمون مخالفتها الشرع ويرضون بها، ويقدمونها في الحكم على شرع الله؛ إعراضًا عن حكم الله.


المعلمة: إجابة صحيحة.


رد: فَتَيات مُسلمات


سؤال آخر: يثبت حكم الإسلام للإنسان في الدنيا بأمر من ثلاثة:

1- النطق بالشهادتين.

2- أن يولد لأبوين مسلمين أو أحدهما.

3- ومن أظهر شعار الإسلام مثل الصلاة.


ولكي يحقق الإنسان الشهادتين كما يريد الله ورسوله لا بد له من أن يستوفي شروطهما التي حددها علماء الإسلام، فهل تعرفين أيًّا من هذه الشروط؟


الطالبة: نعم أعرف، فـ "لا إله إلا الله" معناها أن يشهد الإنسان بها مقرًّا بقلبه ناطقًا بلسانه أن ليس في الكون إله يستحق أن يعبد سوى الله.


وشروطها التي حددها علماء الإسلام هي: العلم، والقبول، واليقين، والتسليم، والإخلاص، والصدق، والمحبة.


أما معنى "محمد رسول الله"؛ أي: أن يشهد الإنسان بها مقرًّا بقلبه ناطقًا بلسانه أن لا أحد يستحق الاتباع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


وشروطها التي حددها علماء الإسلام هي: العلم بسنته، ومحبته صلى الله عليه وسلم، والتصديق بما أخبر به، وطاعته، وتحقيق عبادة الله على منهاجه، والإيمان بأفضليته وخاتميته صلى الله عليه وسلم.


المعلمة: أحسنت، لقد حصلت أنت - أيضًا - على الدرجة النهائية.


رد: فَتَيات مُسلمات

ثم رن جرس الفسحة، فاستعدت الطالبات للخروج.


المعلمة: بناتي الحبيبات، سوف نكمل في حصة قادمة إن شاء الله.
يتبع



إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#5

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

وفي فناء المدرسة التقت الطالبات الثلاث؛ سالي وأماني وإيمان، وتبادلن السلام والترحاب، ودار بينهن حوار:
أماني: قامت معلمة التربية الإسلامية اليوم برصد درجات أعمال السنة.

سالي: نعم، وحصلنا على الدرجات النهائية، والحمد لله.

إيمان: أحسنتما، لقد قامت معلمة التربية الإسلامية في فصلي برصد درجات أعمال السنة - أيضًا - وحصلت على الدرجة النهائية.

أماني: ما الأسئلة التي وجهتها المعلمة لك يا إيمان؟

إيمان: وجهت المعلمة لي سؤالين؛ هما:
1- اذكري تعريف الشفاعة، وبيِّني الفرق بين الشفاعة المثبتة والمنفية.
2- اذكري أنواع الشفاعات الثابتة في الشرع للنبي صلى الله عليه وسلم.

سالي: وبمَ أجبت عليهما يا إيمان؟
إيمان: الشفاعة: هي طلب التوسط عند الغير في جلب نفع أو دفع ضر، وهي نوعان:
1- شفاعة مثبتة (شرعية): وهي التي تُطلب من الله بإذنه لمن يرضى قوله وعمله، أو من المخلوق فيما يقدر عليه، وقد أثبتها الله في كتابه وأثبتها نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا[الزمر: 44]، وقال تعالى - أيضًا -: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ [البقرة: 255].

2- شفاعة منفية (شركية): وهي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، والشفاعة بغير إذنه أو لأهل الشرك به، وهي الشفاعة التي نفاها القرآن الكريم وبيَّن أنها لن تكون، قال تعالى: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ * قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ [سبأ: 22، 23].


• أما أنواع الشفاعات الثابتة في الشرع للنبي صلى الله عليه وسلم، فتتضمن:
1- الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولو العزم من الرسل حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((أنا لها))، وذلك حين تهرع الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم، حتى يريحهم من كرب الموقف.

2- الشفاعة لأهل الجنة في استفتاح الجنة لدخولها.

3- شفاعته في دخول أقوام من أمته الجنة بغير حساب.

4- شفاعته لقوم من العصاة من أمته ألا يدخلوا النار.

5- شفاعته في إخراج العصاة من أهل التوحيد من النار.

6- شفاعته صلى الله عليه وسلم لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفع درجاتهم، وهي له ولغيره من النبيين والصالحين.

7- شفاعته في تخفيف العذاب عن عمه أبي طالب.

• وهناك شفاعات أخرى؛ مثل: شفاعة الأفراط (هم الأولاد الذين ماتوا صغارًا) لوالديهم المؤمنين، وشفاعة المؤمنين بعضهم لبعض...

سالي: جزاك الله خيرًا يا إيمان.

إيمان: وجزاك، فالفضل بعد الله عز وجل لأختنا (الشيخة) التي تلقينا على يديها دروس القرآن والتوحيد، ثم لمعلمة التربية الإسلامية بالمدرسة أيضًا.

أماني: صدقت يا إيمان.

ثم رن جرس الدخول من الفسحة لإكمال اليوم الدراسي، وتفرقت الفتيات الثلاث إلى فصولهن.

رد: فَتَيات مُسلمات

إظهار التوقيع
توقيع : ربي رضاك والجنة
#6

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

رد: فَتَيات مُسلمات

إظهار التوقيع
توقيع : Пourα ღ !
#7

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

رد: فَتَيات مُسلمات

إظهار التوقيع
توقيع : عہاشہقہة الہورد
#8

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

شكرا حبيبتى
يسلمووووو

إظهار التوقيع
توقيع : الاميرة النائمه
#9

افتراضي رد: فَتَيات مُسلمات

راااائع
جزاكى الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك

إظهار التوقيع
توقيع : اسطورة مصرية



الساعة الآن 11:40 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل