بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
فى الحرب بين المسلمين والفرس وقبل البدء بالحرب بينهما
يتفاجىء المسلمين بأن الفرس قد جلبوا معهم أسد مدرب على القتال
وبدون سابق إنذار يركض الأسد نحو جيش المسلمين وهو
يزءر ويكشر عن انيابه
فيخرج من جيش المسلمين رجل بقلب أسد ويركض البطل
نحو الأسد فى مشهد رهيب لا يمكن تصوره
الجيشان ينظرون ويتعجبون فكيف لرجل مهما بلغت قوته أن يواجه أسد
انطلق بطلنا كالريح نحو الأسد لا يهابه بل أعتقد ان الاسد هو الذي يهابه
ثم قفز عليه كالليث على فريسته وطعنه عدة طعنات حتى قتله
تملك الرعب في قلوب الفرس ؛ كيف سيقاتلون رجال لا تهاب الأسود
فدحرهم المسلمون عن بكرة أبيهم
--
ثم ذهب سيدنا سعد بن أبي وقاص إلى بطلنا وقبل رأسه
فانكب بطلنا بتواضع الفرسان على قدم سيدنا سعد فقبلها
وقال -ما لمثلك أن يقبل رأسي
أتدرون من الأسد إنه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص قاتل الأسود
----
هو: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف
بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان ، الزهري القرشي. وهو ابن عتبة
بن أبي وقاص أخو سعد بن أبي وقاص.
-----------
وكان صالحًا زاهدًا وهو أخو مصعب بن عمير لأمه,
أسلم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك.
كان هاشم المرقال رجلاً ضخماً، وقد قال قبل مصرعه:
أيّها الناس، إنّي رجل ضخم، فلا يَهولَنّكم مَسقَطي إذا سقطت.
--------
أسلم يوم الفتح وذهبت عينه يوم اليرموك قال الدولابي
: لقب بالمرقال؛ لأنه كان يرقل في الحرب أي يسرع
، من الإرقال وهو ضرب من العدو. كان قائد جيش مسلم
. قاتل المرتدين بعد وفاة النبي لكي يعيدهم إلى الإسلام.
وقد قاتل في معركة اليرموك ضد الروم بقيادة خالد بن الوليد،
حيث اختاره خالد ليضمه إلى مائة من المقاتلين.
أصيبت عينه اليمنى يوم اليرموك كما كان له دور في معركة القادسية،
حيث قاد الجيش لفتح مدينة المدائن، عاصمة كسرى
ومدينة بعقوبة وباقي مدن محافظة ديالى العراقية.
---
ومن شجاعته واقدامه استشهد في معركة صفين
وهو أحد قادة جيش أمير المؤمنين علي. افتتح جلولاء,
فعقد له سعد لواء ووجهه وفتح الله عليه جلولاء .
حين أراد أبو عبيدة بن الجرّاح أن يختاره على الرجّآلة في وقعة اليرموك،
قال: أُوَلِّيها إن شاء الله مَن لا يُخاف نكولُه ولا صدوده عند البأس
، أُولّيها هاشمَ بن عتبة بن أبي وقّاص.
--------------
سألت عائشة عمّن قُتل من الناس (في صفين)،
فقيل لها فيما قيل: هاشم بن عتبة، فقالت:
ذاك رجل ما كادت أن تزلّ دابّته.
وفي ذكره وذكر عمّار بن ياسر وعبد الله بن بُدَيل قال الخوارزميّ:
كانوا فرسان العراق، ومَرَدة الحرب، ورجال المعارك وحُتوف الأقران،
وأمراء الأجناد وقد فعلوا بأهل الشام ما بقي ذكره على ممرّ الأحقاب.
---------
وقال ابن عبدالبَرّ فيه: كان من الفضلاء الخيار، وكان من الأبطال البُهْم
. فُقئت عينه يوم اليرموك، وشهد القادسيّة وأبلى فيها بلاءً حسناً،
وقام منه في ذلك ما لم يَقُم من أحد، وكان سببَ الفتح على المسلمين.
وقال ابن الأثير: كان من الشجعان الأبطال، والفضلاء الأخيار.
وذكر الذهبيّ أنّه: كان موصوفاً بالشجاعة والإقدام.
وكتب ابن قُتيبة: كان مع عليّ يوم صِفّين، وكان من أشجع الناس.
-----------
قال هذه الأبيات في صفين:
قد أكثروا لومى وما اقلا انى شريت النفس لما اعتلا
أعور يبغى أهله محل ا لا بد ان يفل أو يفلا
قد عالج الحياة حتى ملا اشلهم بذى الكعوب شلا
معَ ابن عمّ أحمدَ المُعلّى فيه الرسولُ بالهدى استهلاّ
أوّلُ مَن صدّقه وصلّى فجاهدَ الكفّارَ حتّى أبلى
وفاته
أخرج يعقوب بن سفيان من طريق الزهري قال:
قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة يوم صفين.
بكاه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبكى عماراً أيضاً،
ودفنهما إلى جنب بعض، في الموضع الذي استشهدا فيه،
وقبرهما اليوم في محافظة الرقة في سوريا.