مذكراتى...هذه اول مرة اكتب اليكى...لا اعلم بماذا ابدأ وماذا اقول...
انا ابداً لم اتخيل ان الجأ الى الورق لأتحدث اليه
ولكننى ان لم اتحدث الان واعبر عما يجيش بداخلى سوف انفجر بالتاكيد...
لذا دعينى اعرفكى بنفسى اولا...انا مريم...بالثامنة والعشرون من عمرى...متزوجة...او بالأصح كنت...انا الان مطلقة..
وليس كباقى قصص الطلاق الرتيبة...قصتى بها القليل من الاكشن. لن استبق الاحداث...
سوف ابدأ من البداية...
انا كنت متزوجة عن حب..قصة تتمنى جميع الفتيات بدايتها وليس نهايتها بالتاكيد..
تعرفت على زوجى فى الجامعة .اعجااب ثم حب ثم خطوبة ثم..زواج
عشت فترة رائعة فى فترة خطوبتى واول زواجى...كما تمنيت تماما عندما كنت مراهقة اقرأ قصص الحب..زوج يعشقنى ويفعل المستحيل لرضاى..
وبعد مرور خمسة اشهر من زواجنا..بدأ القلق يساورنى انا وزوجى بسبب تأخر الحمل..ذهبنا الى الطبيبة وهنا كانت الصدمة...انا لا انجب.. لن استطيع ان اكون ام...لن احمل فى احشائى طفل...ولن اسمع صوته وهو يقول مااما...ولن يوقظنى فى الليل ببكاءه
حزنت كثيرا عندما علمت بهذا الامر وجاءنى الاكتئاب لفترة...ولكننى كنت شاكرة لان لدى زوج يحبنى ولم يتخلى عنى فى هذه الفترة ثم بعدها بدأت اعتاد الامر.....ولكننى لاحظت التغير فى المعاملة من والدته...اصبحت تتجنبنى ولا تتكلم معى الا لماما...لم اعرف وقتها لماذا..ولكننى وبمرور الوقت ادركت انها كانت حزينة لاننى لا انجب..لان ابنها الوحيد لن يكون لديه طفل..
وبمرور الوقت بدأت الاحظ تغير زوجى معى..اصبح يتعامل معى بجفاء..لا يمطرنى بكلمات العشق كما كان يفعل...يبدو ان والدته لها اثر كبير عليه..تحملت وقلت اننى احبه وهذا يكفى..ولكننى فعلا تعبت...فقد كانت والدته بمرور الوقت تعاملنى بطريقة بشعة جدا...وهو ايضا لم يكن بافضل منها..
الى ان جاء يوم..لن انساه لبقية حياتى ..يوم اشعر وكانه البارحة ...كنت اعد الطعام فى المطبخ وكان زوجى ووالدته يجلسان بالصالة خارجا..سمعت كلامهم آنذاك ولم استطع ان انساه الى الان..اسطيع تذكر كل كلمة وكل حرف قيل..كانت تقول له "هل ستربط نفسك بامرأه لا تنجب طويلا...انت شاب ومازالت امامك الحياة طويلة...انا اريد ان ارى اطفالك قبل ان اموت.."
قال زوجى "لا تقولى هذا يا امى...بعيد الشر عنك...ولكن ما الحل..؟"
فاسرعت والدته تقول بلهفه "تزوج يا بنى..تزوج امرأه تنجب لك الطفل الذى طالما تمنيتهز...امرأه انا من سأختارها لك..ستكون جميلة وذات اخلاق عالية...وسترضيك"
قال زوجى بصدمة"اتزوج...ماذا تقولين يا امى....اتزوج على مريم ..لا يمكن"
"لماذا لا يمكن ...الشرع يحلل لك مثنى وثلاث ورباع...وانت ستتزوج لانك تريد الطفل ليس اكثر..."
قال زوجى بتردد"ولكننى احبها يا امى"
"وماذا فى ذلك..انا لا اجبرك على حب زوجتك الثانية..فقط عاملها بمودة لا اكثر..وابقى على حالك تحب هذه التى لا تسمى"
صمت زوجى وهو يفكر ووالدته تعبث بعقله وتقنعه بشتى الطرق...
الى ان وافق زوجى وهو يقول لها "حسنا...اختارى انت العروس...ولكن لا تخبرى مريم الان...انا سوف اقول لها فى الوقت المناسب"
قالت والدته بامتعاض"وتخاف على مشاعرها ايضا...حسنا انا لن اخبرها"
محطمة...ربما هذه هى الكلمة المناسبة لوصف مشاعرى
مخذولة..
منكسرة..
مصدومة..
ومهما قلت لن استطيع ان اعبر عما يجيش بداخلى من مشاعر
ربما لاننى لم اتوقع هذا..ومنه تحديدا
ومرت الايام...كنت اشعر بانه يحاول ان يتجنبنى ولا ينظر لعينى...ربما لشعورة بالذنب..
حسنا..انا لن انكر انه يتمنى ان يصبح اب..ولكننى انا الاخرى اتمنى ان اصبح ام..لماذا لا يشعر بى ولو قليلا...لو كان يحبنى كما يزعم لكان تقاسم معى المى ووجعى...ولكن وكما يبدو انه اصبح لا يحبنى..
كنت اشعر بوالدته وهى تبحث له عن العروس ..كانت تسال عن الفتيات امامى...بدون اى مراعاة لمشاعرى ابدا...وكنت انا انتظر اللحظة التى سيخبرنى فيها زوجى ...الى ان جاءت هذه اللحظة...ولم اكن انا مستعدة لها ابدا..
جاء زوجى واخبرنى انه يريدنى فى شئ هام...انقبض قلبى وعلى الفور علمت ما كان سيخبرنى به..اخبرنى واخذ يبرر لى اسبابه..وانا طوال الوقت كنت جالسة جامدة الملامح تماما..
كان من المفترض ان يكون وقع الخبر اقل وطأه علىّ...لاننى كنت اعرف مسبقاً..الا اننى تآلمت كما لو كانت المرة الاولى التى اسمع بها هذا الخبر...
تالمت وبــشـده
ولكننى اخفيت الالم ببراعه...
انتهى من الحديث وهو ينظر الىّ منتظرا اى بادرة لاثبات اننى سمعته...الى ان قلت له وبعد فترةطويلة جدا..."مبارك...وهل وجدت العرس ام تريدنى ان ابحث لك عن واحدة..."
انا شخصيا لم اعلم كيف خرجت هذه الكلمات من فمى...بدون اى لمحة من السخرية...كانت لهجتى باردة تماماً...
وهو نظر الىّ وكان كمن لم يتوقع هذ الرد نهائياً...
صمت لفترة هو ينظر الىّ..الى ان قال"لا...امى تبحث لى عن واحدة وفى اعتقادى انها وجدتها"
نظرت له نظرة جمعت كل الام بداخلى ومن ثم ذهبت...
وبعد فترة ليست بالطويلة ابداً..وجدت والدته ترتب له غرفة مجاورة لغرفتى تماماً....ومن خلال الترتيبات والعاملات علمت ان زواجه اليوم...لن يوجد زفاف فقط عقد قران ويذهبون للمنزل...كنت اجلس فى المنزل وحيدة...والالم بداخلى يتعاظم....الى ان مر اليوم بسلام...
ومرت الايام وزوجته الجميلة...الجميلة جدا...كانت تعاملنى كالخادمة...طبعاً فهى الزوجة الجديدة الحامل بعد شهر فقط من الزواج...واصبحت انا كقمامة البيت...ليس لى وجود الا للتنظيف وطهى الطعام...والدلال يذهب لسيدة الحسن والجمال..
طفح بى الكيل تماما....فانا كنت اعامل اسوأ معاملة...من زوجته ومن زوجى..ومن والدته....كنت وباختصار..اعانى....
الى ان جاءت القشة التى قصمت ظهر البعير...
ضربتنى..
انا الى الان لا اصدق الامر...انا...اضُرب...وعلى يد من...
على يد هذه الشمطاء...ولماذا...لاننى لم انفذ لها اوامرها وهى فى شهور حملها الاخيرة....لا لقد طفح بى الكيل...الى هنا وتنتهى القصة...انا لم اضُرب فى حياتى ابداً...تأتى هذه التى لا تسمى...وتضربنى انا..
اخبرت زوجى عله يعيد بعضاً من كرامتى المهدورة...الا انه قالى لى"اسف...اعذريها...فهى هرمونات الحمل كما تعلمين...ولكن كيف لكى ان تعرفى وانتى لم تجربيه من قبل...ذُهلت...تصحيح..لقد صُعقت.....هذه اول مرة ياتى بذكر هذا....لقد آلمنى .....وبشدة
طلبت منه الطلاق على امل ان يتمسك بى ولو قليلاً ويجدد حبه بداخلى..ولكننى ولدهشتى..وجدته القى على يمين الطلاق وكانه كان ينتظر هذه الكلمه منذ زمن...وكم آلمنى هذا كثيراً...
وها هو الان يعيش بجانب زوجته واطفاله...وها انا ذا اجلس مطلقة لا اجد من اتحدث اليه...فاتحدث الى الورق
انتهى