(الرد على من قال أن كلمة مطر للعذاب والهلاك)
بسم الله الرحمن الرحيم:
رسالتي هذه في الرد على الرسالة التي يتداولها الكثير من الناس عبر الواتس وغيره، والمتضمنة (النهي عن لفظ كلمة مطر، وأنها تدل على الاذى أو العذاب)
طبعا هذا الكلام ليس صحيحاً ..
والرد على ذلك:
إذا أمعنا النظر في معاني لفظ مطر في جميــع معاجم اللغة العربية لوجدنا أن لهذا اللفظ معاني كثيرة، ولا يوجد ولا معنى من تلك المعاني يدل على العذاب ..
فلسنا ندري ما هو السند الذي استند إليه أصحاب الرسالة في اعتبار أن المطر يدل على العذاب من حيث اللغة ؟!!.
أما من حيث مصادرنا التشريعية فقد استدلوا بتسع آيات من القرآن الكريم، لكنه استدلالاً ليس صحيحاً،وبيان ذلك:
1ـ دليلهم الاول الآية (102) من سورة النساء:
{وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ}
فلا دليل فيها أبداً على أن المطر بمعنى الأذى، وإنما هي في بيان حكم حمل السلاح أثناء الصلاة في حالة الخوف، وللعلماء أقوال فيه لا مجال له هنا ..
2ـ استدلوا بـ :
- الآية (84) سورة آل عمران
- والآية (74) سورة الحجر
- والآية (173)سورة الشعراء
- والآية (58)سورة النمل
- والآية (32) سورة الانفال
- والآية (82) سورة هود
- والآية (40) سورة الفرقان
استدلالهم في جميع تلك الآيات إنما هو استعمال لفظ (أمطرنا) بالمعنى المجازي، وليس بالمعنى الحقيقي؛
قال صاحب كتاب ''معارج التفكر ودقائق التدبر" :
" الأصل فيها هو الماء النازل من السماء، وقد يطلق على ما ينزل من السماء من غير الماء كالحصباء وغيرها .. "
واستعمال هذا بالمعنى المجازي -عندما نقول قد يطلق ـ فالاصل هو الماء النازل من السماء، لكن قد يطلق مجازاً، واستعمال اللفظ بالمعنى المجازي هو أسلوب من أساليب البلاغة .
3ـ أما استدلالهم بقوله تعالى في الآية (24) من سورة الاحقاف: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}
هذا الدليل يشهد عليهم لا لهم؛ لأن كلمة (بل) في اللغة العربية تأتي بين لفظين متغايرين، تلغي معنى اللفظ الذي قبلها، وتثبت اللفظ الذي بعدها
فلما كان في الآية ما بعد (بل) في قوله تعالى: {هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أليم}، فكان ما قبلها وهو قولهم: (عارض ممطرنا) هو ليس عذاباً؛ لأن كلمة (بل) أثبتت العذاب فألغت غير العذاب الذي هو ممطرنا
أضف إلى ذلك ما جاء عند البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مَخِيلَةً ـ أي سحابة ـ في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغيَّر وجهه، فإذا أمطرت السماء سُرِّيَ عنه، فعرفتُ ذلك في وجهه، قالت عائشة: فسألته،
فقال: " لعله، يا عائشة كما قال قوم عاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ} [الأحقاف: 24]
إذاً رؤية الغمامة تُبِّشر بالمطر الماء النازل من السماء بدليل: (فإذا أمطرت السماء سُرِّيَ عنه)
يعني كان صلى الله عليه وسلم عندما يرى الغمامة يتلون ويتغير ويضطرب حتى تمطر يعني ينزل الماء زال عنه ما كان فيه ..
وفي هذا الباب الكثير من الكلام، لكننا
نكتفي بما ذكرنا للعودة إلى كلمة المطر الدالة على الخير ليس كما قيل فيها ...
إخوتي أخواتي ..
النت والشبكات هي معرض للنتاج الفكري، وليست مصدراً علمياً موثوقاً؛ لذلك يُرجى الانتباه والتحقق فبل نشر أي معلومة مأخوذة من هذا المصدر .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته