كلكم تعرفون قصة الرجل الذي احتل اللص بيته عنوة، وانتهك عرضه، وطعن شرفه، واستمرأ قوته، ثم أتى على بستانه فسطى على خيراته، وبعد تدخل مخاتير الحي من سماسرة البستان، أعيدت للرجل غرفة بائسة وضيقة بجوار كوخ كلب الحراسة (بولي؛) ليتخذها مسكناً له بداخل سياج بيته المحتل، فيقع هذا المغبون تحت رحمة الجلاد ومزاجيته، الذي سيمن عليه بفتات الطعام واليابس من الثمار، حيث طلب منه اللص الجائر إزاء ذلك حراسة البيت بالتنسيق مع الكلب بولي الذي لا يسكت عن النباح: “دير بالك على البستان من عبث صغارك المشاغبين”.
وتمر الأيام وهذا الساقط يقبل يد اللص المحتل لداره صباحاً و مساءاً طلباً لرضاه ” فالقط يحب خناق سيده”، ثم يعتذر منه لأن أبناءه الذين عقرهم كلب الحراسة، على إثر مطالبتهم ببقية الدار، قد أزعجوا سيادته. وذات يوم توشحت الدار المحتلة بالسواد، وخرج من يعلن للمخاتير من سماسرة البستان بأن اللص المحتل قد مات، تطارد روحه النجسة عصافير خضر وأرواح بريئة لشهداء ما زالت دماءهم ساخنة كي تقتص من زاهقها.
وخلافاً لرغبة أبنائه هرول الرجل ومعه بعض المخاتير السماسرة خانعي الرؤوس إلى بيت الأجر، وذرف صاحبنا دموع التماسيح، وهو يترحم على منتهك عرضه وحريته ومحتل داره ، مما أغضب الناس من حوله. ومن يدافع عن المهزوم غير ذليل مثله.. إذ كان لهذا الرجل المطأطئ الرأس عراف مستشار منافق خانع وكذاب، والذي انبرى للدفاع عنه حينما تعرض الرجل لهجمة مستعرة من الشتائم بسبب الإذلال الذي نال أهل الحي من وراء زيارته المستهجنة تلك.
هكذا تفهم قصة مستشار عباس للشؤون الدينية المدعو محمود هباش مع مشاركة عباس في جنازة القاتل بيريز والتي قاطعها حتى أعضاء الكنيست العرب، فقد دافع الهباش عن مشاركة الاخير ووفد موسع من السلطة في جنازة شمعون بيرس ، وقال ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا بيننا لشارك بهذه الجنازة .
وكأن النبي محمد كان سيشارك في جنازة من احتل أرضه وانتهك عرضه وعراه من ملابسه، فهل من أحد روى عن الرسول بأنه شارك في جنازة عمه أبو لهب!!!؟. لكن هباش الذي تجاوز في علمه الترمذي، حين قال سعادته: “ان هذه المشاركة تاتي في اطار الحنكة السياسية وقطع الطريق على المتربصين بالمشروع الوطني، الذين ارادوا ان يضعوا الرئيس في موقف محرج، وكأني به يشير إلى منتقدي سياسته من الأسرى أو أهالي الشهداء ورجال المقاومة الصناديد؛ ليرفض المشاركة ويظهر بانه معادي للسلام والتوجهات الدولية، السلام ذاته الذي تنازل فيه عباس عن ورقة التوت فبانت عورته (يا زعيم المنافقين).
واضاف الهباش الذي وصلت به الجرأة ليستشهد بالحديث النبوي كي يزور الحقائق ويهدم القيم مغطياً على نذالة رئيسه المهزوم، حين قال:”ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لو كان حيا بيننا لشارك بهذه الجنازة ، واكد على قوله هذا بأن الرسول عليه السلام شارك بجنازة جاره اليهودي دون أن يشير إلى أنه لم يكن صهيونيا يحتل يثرب كما هو حال بيريز القاتل المحتل لوطن عباس السليب. ”.
كما أن هباش لم يأتِ على ذكر كيف أهين عباس في الجنازة حتى أن جون كيري رفض مصافحته، لأن عباس ارتضى لنفسه غرفة نائية إلى جوار كوخ كلب الحراسة في طرف بستانه الذي اغتصبه المجحوم بيريز.