أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي المواعظ الغالية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد.
فإني كتبت إليك بكتاب لم آلك فيه رشدًا، ولم أدخرك فيه نصحًا، تحميدًا لله، وأدبًا عن رسول الله  فتدبره بعقلك، وردد فيه بصرك، وارعه سمعك، ثم اعقله بقلبك، وأحضره فهمك، ولا تغيبن عنه ذهنك.
فإن فيه الفضل في الدنيا، وحسن ثواب الله تعالى في الآخرة، اذكر نفسك في غمرات الموت وكربه، وما نازل بك منه، وما أنت موقوف عليه بعد الموت من العرض على الله سبحانه، ثم الحساب، ثم الخلود بعد الحساب.
وأعد لله عز جل ما يسهل به عليك أهوال تلك المشاهد وكربها؛ فإنك لو رأيت أهل سخط الله تعالى، وما صاروا إليه من ألوان العذاب، وشدة نقمته عليهم، وسمعت زفيرهم في النار وشهيقهم، مع كلوح وجوههم، وطول غمهم، وتقلبهم في دركاتها على وجوههم، لا يسمعون ولا يبصرون، ويدعون بالويل والثبور.
وأعظم من ذلك حسرة إعراض الله تعالى عنهم، وانقطاع رجائهم، وإجابته إياهم بعد طول الغم بقوله:  اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ  [المؤمنون: 108]- لم يتعاظمك شيء من الدنيا إن أردت النجاة من ذلك، ولا أأمنك من هوله، ولو قدمت في طلب النجاة منه جميع ما ملك أهل الدنيا – كان في معاينتك ذلك صغيرًا.

ولو رأيت أهل طاعة الله تعالى وما صاروا إليه من كرم الله عز وجل، ومنزلتهم مع قربهم من الله عز وجل، ونضرة وجوههم، ونور ألوانهم، وسرورهم بالنعيم المقيم، والنظر إليه والمكانة منه؛ لتقلل في عينك عظيم ما طلبت به صغير ما عند الله، ولصغر في عينك جسيم ما طلبت به صغير ذلك من الدنيا.
فاحذر على نفسك حذرًا غير تغرير، وبادره بنفسك قبل أن تسبق إليها، وما تخاف الحسرة منه عند نزول الموت، وخاصم نفسك على مهلٍ، وأنت تقدر بإذن الله على جر المنفعة إليها، وصرف الحجة عنها، قبل أن يتولى الله حسابها.
ثم لا تقدر على صرف المكروه عنها، واجعل من نفسك لنفسك نصيبًا بالليل والنهار، وصل من النهار اثنتي عشرة ركعة، واقرأ فيهن ما أحببت، إن شئت صلهن جميعًا، وإن شئت متفرقات؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة بني الله له بيتًا في الجنة».
وصل من الليل ثمان ركعات بجزء من القرآن، وأعط كل ركعة حقها، والذي ينبغي فيها من تمام الركوع والسجود, وصلهن مثنى مثنى؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه كان يصلي من الليل ثمان ركعات، والوتر ثلاث ركعات سوى ذلك يسلم من كل اثنتين.
وصم ثلاثة أيام من كل شهر: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر، فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «ذلك صيام الدهر».
وأعط زكاة مالك طيبة بها نفسك حين يحول عليها الحول ولا تؤخرها بعد حلها، وضعها فيمن أمر الله تعالى، ولا تضعها إلا في أهل ملتك من المسلمين، فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إن الله تعالى لم يرض من الصدقة بحكم نبي ولا غيره حتى حدها هو على ثمانية أجزاء. قال عز وجل:  إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ  [التوبة: 60]».
واحجججججججججججج حجة الإسلام من أطيب مالك وأزكاه عندك؛ فإن الله تعالى لا يقبل إلا طيبًا، وبلغني أن قوله تعالى:  فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ  [البقرة: 203] غفر له.

مر بطاعة الله وأحبب عليها، وانه عن معاصي الله تعالى، وأبغض عليها؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر؛ فإنما هلك من كان قبلكم بتركهم نهيهم عن المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار»؛ فمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر من قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم؛ فإن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لا يقدم أجلاً، ولا يقطع رزقا.
أحسن إلى من خولك الله تعالى، واشكر تفضيله إياك عليهم؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يصلي فانصرف، وقال: «أطت السماء، وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه جبهة ملك ساجد، فمن كان له خول فليحسن إليه، ومن كره فليستبدل، ولا تعذبوا خلق الله».
الزم الأدب من وليت أمره وأدبه، ومن يجب عليك النظر في أمره؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال للفضل بن العباس: «لا ترفع عصاك عن أهلك، وأخفهم في الله».
لا تستسلم إلى الناس واستجرهم في طاعة الله، لا تغمص الناس، واخفض لهم جناحك؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «ألا أحدثكم بوصية نوح ابنه؛ قال: آمرك باثنين، وأنهاك عن اثنين، آمرك بقول لا إله إلا الله، فإنها لو كانت في كفة، والسموات والأرض في كفة وزنتها، ولو وضعتها على حلقة قصمتها».
وقل: سبحان الله وبحمده؛ فإنها عبادة الخلق، وبها تقطع أرزاقهم؛ فإنهما يكثران لمن قالهما الولوج على الله عز وجل، وأنهاك عن الشرك والكبر؛ فإن الله محتجب عنهما فقال له بعض أصحابه: أمن الكبر أن يكون لي الدابة النجيبة؟ قال: لا. قال: أمن الكبر أن يكون لي الثوب الحسن. قال: لا، قال: أفمن الكبر أن يكون لي الطعام أجمع عليه الناس؟ قال: لا.
إنما الكبر أن تسفه الحق، وتغمص الخلق، وإياك والكبر والزهو؛ فإن الله عز وجل لا يحبهما، وبلغني عن بعض العلماء أنه قال: «يحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر تطؤهم الناس بتكبرهم على الله عز وجل».
وسل العياذ من التكبر والهوى

فهما لكل الشر جامعتان

وهما يصدان الفتى عن كل طر

ق الخير إذ في قلبه يلجان

فتراه يمنعه هواه تارة

والكبر أخرى ثم يجتمعان

والله ما في النار إلا تابع

هاذين فاسئل ساكن النيران

وقال آخر:
قل للوضيع إذا تكبر لا تبل

ته كل تيهك بالولاية والعمل

ما ازددت حين وليت إلا خسة

كالكلب أنجس ما يكون إذا اغتسل

لا تأمن على شيء من أمرك من لا يخاف الله، فإنه بلغني عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال: شاور في أمرك الذين يخافون الله، احذر بطانة السوء، وأهل الردى على نفسك.
فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ما من نبي ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً، وهو مع التي استولت عليه، ومن وقي بطانة السوء فقد وقي».
واستبطن أهل التقوى من الناس، وأكرم ضيفك؛ فإنه يحق عليك إكرامه، وارع حق جارك ببذل المعروف، وكف الأذى عنه؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه».
وتكلم بخير أو اسكت؛ فإنه بلغني عن النبي(صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليمسك».
واتق فضول المنطق؛ فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال: أنذركم فضول المنطق، وأكرم من وادَّك، وكافئه بمودته، وإياك والغضب في غير الله، لا تأمر بخير إلا بدأت بفعله، ولا تنه عن سوء إلا بدأت بتركه، دع من الأمر ما لا يعنيك؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه».

صل من قطعك، واعف عمن ظلمك، وأعط من حرمك؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «إنها أفضل أخلاق الدنيا والآخرة».
اتق كثرة الضحك؛ فإنه يدعو إلى السفه؛ فإنه بلغني عن النبي  أن ضحكه كان تبسمًا.
لا تمزح فتدم نفسك؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إني لأمزح ولا أقول إلا حقًا».
لا تخالف إلى ما نهيت عنه، وإذا نطقت فأوجز؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «وهل يكب الناس في نار جهنم إلا هذا»؛ يعني لسانه.
لا تصعر خدك للناس؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إن أهل الجنة كل هين لين سهل طلقٍ».

اترك من أعمال السر ما لا يحسن بك أن تعمله في العلانية، اتق كل شيء تخاف فيه تهمة في دينك ودنياك، بلغني عن النبي  أنه قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقف مواقف التهم».
أقلل طلب الحوائج من الناس؛ فإن في ذلك غضاضة، وبلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال لرجل: «لا تسأل الناس، وليكن مجلسك بيتك أو مسجدك»، وبلغني عن النبي  أنه قال: «المساجد بيوت المتقين».
لا تكثر الشخوص من بيتك إلا في أمر لا بد منه؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ستة مجالس المسلم ضامن على الله ما كان في شيء منهن: في سبيل الله، أو في بيت الله، أو في عيادة مريضٍ، أو شهود جنازة أو جمعة، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره».
أحسن خلقك مع أهلك، ومن اعتز بك؛ فإن ذلك رضا لربك، ومحبة في أهلك، ومثراة في مالك، ومنسأة في أجلك؛ فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال ذلك.
أحسن البشر إلى عامة الناس، واتق شتمهم وغيبتهم؛ فإن الله تعالى قال:  أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ  [الحجرات: 12]، وبلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «لا تشتم الناس».
اتق أهل الفحش، ومجالسة أهل الردى، ومحادثة الضعفة «أي ضعفاء العقول» من الناس؛ فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: اعتبر الناس بأخدانهم فإنما يخادن الرجل الرجل مثله.

أكرم اليتيم، وارحمه، واعطف عليه؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من كفل يتيمًا له أو لغيره كنت أنا وهو في الجنة كهاتين». وأشار بأصبعيه فضمهما.
اعرف لابن السبيل حقه، واحفظ وصية الله تعالى فيه؛ فإنه بلغني أن أول من ضاف الضيف إبراهيم الخليل عليه السلام.
أعن المظلوم، وانصره ما استعطت، وخذ على يد الظالم، وادفعه عن ظلمه؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «من مشى مع مظلومٍ حتى يثبت له حقه، ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام».
اتق اتباع الهوى في ترك الحق؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إني أخاف عليكم اثنتين: اتباع الهوى، وطول الأمل»؛ فإن اتباع الهوى يصد عن الحق، وطول الأمل ينسي الآخرة.
أنصف الناس من نفسك ولا تستطل عليهم؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «أشرف الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حالٍ، ومواساة الأخ من المال، وإنصاف الناس من نفسك».
اغضض بصرك عن محارم الله؛ فإنه بلغني عن علي – رضي الله عنه – أنه قال: لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك النظرة الأولى، وليست لك الأخرى.
اتق المطعم الوبي، والمشرب الوبي، والملبس الوبي؛ فإن ذلك تذهب أنفته، وتبقى عاقبته، وإن الله سبحانه أدب رسله فقال:
 كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا  [المؤمنون: 51].
وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «من أكل بأخيه المسلم أكلة، أطعمه الله مكانها أكلة من نار، ومن سمع بأخيه المسلم سمع الله به يوم القيامة، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبًا، ألبسه الله مكانه ثوبًا من نار».
اقبل عذر من اعتذر إليك، وارجع عما كرهت؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «من اعتذر إلى أخيه المسلم فلم يعذره كان عليه مثل وزر صاحب مكس».

لتكن يدك العليا على كل من خالطت؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى».
اصحب الأخيار؛ فإنهم يعينونك على أمر الله عز وجل؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ما تحاب رجلان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه».
صل رحمك وإن قطعك، ولا تكافئه بمثل ما أتي إليك؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أن رجلاً قال له: «إن لي أقرباء، أعفو ويظلموني، وأصل ويقطعوني، وأحسن ويسيؤوني، أفؤكافئهم؟» فقال : «إذن تتركوا جميعًا؛ ولكن إذا أساؤوا فأحسن؛ فإنه لن يزال لك عليهم من الله ظهير».
ارحم المسكين المضطر، والغريب المحتاج، وأعنه على ما استطعت من أمره؛ فإنه بلغني عن ابن عباس أنه قال: «كل معروف صدقة».
ارحم السائل، واردده من بابك بفضل معروفك، بالبذل منك، أو قولٍ معروف تقوله له؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «رد عنك مذمة السائل بمثل رأس الطير من الطعام».
لا تزهد في المعروف عند من تعرفه، وعند من لا تعرفه؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «لا تزهد في المعروف ولو أن تصب من دلوك في إناء المستقي».
أرد بكل ما يكون منك من خير إلى أحدٍ لله؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أن قوله عز وجل:  فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ ...... [الماعون: 4 – 5] الآية. قال: المنافق الذي إن صلى راءى، وإن فاتته لم يبلغ إليها  وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ  [الماعون: 7]؛ قال: الماعون: الزكاة التي فرضها الله عز وجل.
إياك والرياء؛ فإنه بلغني أنه لا يصعد عمل المرائي إلى الله عز وجل، ولا يزكيه عنده، إن استطعت أن تعمل بعملٍ ما عملت فيما بينك وبين الله فافعل؛ فإنه بلغني عن النبي(صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها حتى يبلغها غيره، فرب غائب أحفظ من شاهد ورب حامل فقهٍ غير فقيهٍ».

لا يغفل قلب امريٍ مسلم عن ثلاث خصال: إخلاص العمل لله، والنصيحة للإمام العادل، والنصيحة لعامة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحبط من ورائهم.
إياك وسوء الخلق؛ فإنه يدعو إلى معاصي الله تعالى، وقد بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «خياركم أحسنكم أخلاقًا».
اخضع لله إذا خلوت بعملك؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ): «أن ملكًا أتاه فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت أجعلك ملكًا نبيًا أو عبدًا نبيًا، فأشار إليه جبريل- عليه السلام- أن تواضع، فما أكل متكئًا حتى مات».
لا تظلم الناس فيديلهم الله عليك؛ فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أنه قال: ما ظلمت أحدًا أشد علي ظلمًا من أحدٍ لا يستعين علي إلا بالله تعالى.
احذر البغي فإنه عاجل العقوبة؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إن أعجلَ الخير ثوابًا صلة الرحم، وإن أعجل الشر عقوبة اليمين الغموس تترك الديار بلاقع».
لا تحلف بغير الله في شيء؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «لا تحلفوا بآبائكم، ليحلف حالف بالله أو ليسكت» ولا تحلف بالله في كل شيء؛ فإنه بلغني أن ذلك قوله تعالى:  وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ  [البقرة: 224].
ارحم الناس يرحمك الله؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله».
أحبب طاعة الله يحبك الله، ويحببك إلى خلقه، قال عز وجل لنبيه:  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ  [آل عمران: 31].
وقال عليه الصلاة والسلام: «إن الله جعل قرة عيني في السجود»، وقال بعض العلماء: ما أسر عبد قط سريرة خير إلا ألبسه الله رداءها، ولا أسر سريرة شر قط إلا ألبه الله رداءها.

وليكن عليك السكينة والوقار في منطقك ومجلسك ومركبك؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «إذا ركبتم هذه الدواب العجم فأعطوها حظها من الأرض».
عليك بالحلم والإغضاء عما كرهت، ولا تتبع ذلك من أحدٍ بلغك عنه أذي، ولا تكافئه؛ فإن في ذلك الفضل في الدنيا والآخرة؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إن الله يحب الحليم الحيي العفيف المتعفف».
ادفع السيئة بالتي هي أحسن؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «أيها السلمي اتق العقوق وقطعية الرحم؛ فإن في ذلك شيئًا في الدنيا وتباعدًا في الآخرة».
وبلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «اشتكت الرحم إلى الله عز وجل ممن يقطعها، فرد الله عليها أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك».
إذا غضبت من شيء من أمر الله فاذكر ثواب الله على كظم الغيظ، قال عز وجل:  وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ  [آل عمران: 134] الآية.
وبلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ما امتلأ رجل غيظًا فكظمه لله إلا ملاه الله رضوانًا يوم القيامة».
إذا وعدت موعدًا في طاعة الله فلا تخلفه، وإذا قلت قولاً فيه رضا الله فأوف به ودم عليه؛ بلغني عن النبي  أنه قال: «من تكفل بست أتكفل له بالجنة: إذا حدث لم يكذب، وإذا وعد لم يخلف، وإذا ائتمن لم يخن، وغض بصره، وحفظ فرجه، وكف يده».
إذا حلفت على يمين ليست من طاعة الله فلا تهمن بها وكفرها؛ فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا نذر في معصية الله وكفارتها كفارة يمين، والنذر يمين، وإذا حلفت على يمين ثم رأيت غيرها خيرًا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك»؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال ذلك.
إياك والتزيد في القول، وأن تقول قولاً وأنت تعلم أنه لم يكن؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، الإمام الكذاب، والعائل المزهو، والشيخ الزاني».
بر والديك وخصهما منك بالدعاء في كل صلاة، وأكثر لهما الاستغفار، وابدأ بنفسك قبلهما؛ فإن إبراهيم – عليه السلام – قال:  رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ  [إبراهيم: 41]؛ فبدأ بنفسه قبل والديه، وبلغني عن النبي  أنه قال: «من سره أن ينسأ له في عمره، ويزاد في رزقه، فليتق الله ربه، وليصل رحمه».

اشكر الناس ما أتوا إليك من خيرهم، وكافئهم إن قدرت عليه؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله».
إذا ركبت دابة فوضعت رجلك في الركاب، فقل: بسم الله، وإذا استويت راكبًا فقل:  سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ... [الزخرف: 13] الآية؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يقول ذلك كلما ركب دابة.
إذا أكلت أو شربت فاذكر اسم الله؛ فإن نسيت في أول حالك فاذكره إذا ذكرت؛ بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: تذكر اسم الله حين تذكر؛ فإنه يحول بين الخبيث، وبين أن يأكل معك، ويتقيأ ما أكل، فإذا فرغت فقل: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يقول ذلك إذا أكل وشرب.
وإذا أكلت ومعك آخر، فكل مما يليك بيمينك، ولا تأكل من فوق الطعام ولا من بين يدي أحد؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال لرجلٍ يفعله: «اذكر اسم الله، وكل مما يليك»، وكل بيمينك ولا تأكل بشمالك، ولا تشرب بشمالك، وبلغني عن النبي  أنه قال: «إنها أكلة الشيطان».
لا تسافر ما استطعت إلا في يوم الخميس؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يستحب أن يسافر يوم الخميس؛ لا يسافر إلا فيه.
إذا أصابك كرب فقل: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يقول ذلك عند الكرب.

احترس ممن يقرب إليك بالنميمة، ويبلغ الكلام عن الناس؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «ملعون من لعن أباه، ملعون من لعن أمه، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون كل صقار» وهو النمام.
لا تجر ثيابك؛ فإن الله لا يحب ذلك، وبلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من جر ثيابه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة».
أطع الله في معصية الناس، ولا تطع الناس في معصية الله؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».
إذا أصابك حزن أو سقم أو ذلة أو لأواء – يعني الجوع – فقل: الله ربي لا أشرك به شيئًا: ثلاث مراتٍ، بلغني عن النبي  أنه كان يأمر بذلك من أصابه شيء من ذلك.
اصبر على ما أصابك من فجائع الدنيا وأحزانها؛ لقول الله تعالى:  إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ  [الزمر: 10]، والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
لا تمارين أحدًا وإن كنت محقًا؛ بلغني أن قول الله عز وجل:
 فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ  [البقرة: 197] أنه المراء.
إذا هممت بأمرٍ الدنيا ففكر في عاقبته، بلغني عن النبي  أنه قال: «إذا هممت بأمر الدنيا ففكر في عاقبته، فإن كان رشدًا فامضه، وإن كان غيًا فانته عنه».
إياك والتجريد خاليًا؛ فإنه ينبغي لك أن تستحيي من الله إذا خلوت؛ فإنه بلغني عن النبي  أنه قال: «لا أحب أن يلي لي شيئًا من لا يستحيي من الله في الخلاء»؛ وإياك أن تدخل الحمام والماء إلا بإزار، ولا يدخل معك أحد الحمام إلا بإزار وأنت تقدر على ذلك.
فإن لم تقدر فغض طرفك عن كل أحدٍ كان مكشوفًا؛ بلغني عن النبي  أنه قال: «لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بإزار».

أفش السلام، وإن استطعت أن لا يسبقك أحد إليه فافعل، تعط بذلك فضلاً عن الناس، وبلغني عن ابن مسعود أنه قال: السلام اسم من أسماء الله، وضعه فيكم فأفشوه فيكم؛ فإن الرجل إذا سلم كتب له عشر حسناتٍ.
أدب ولدك، ومن وليت أمره على خلقك وأدبك، حتى يتأدبوا على ما أنت عليه؛ فيكونوا لك عونًا على طاعة الله؛ بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: كل مؤدب يحب أن يؤخذ بأدبه، وإن أدب الله هو القرآن.
وإذا استشارك أحد فإن شئت تكلمت، وإن شئت سكت، واجتهد رأيك؛ فإنه بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «المستشار بالخيار إن شاء تكلم وإن شاء سكت».
لا تفش على أحدٍ سرًا أفشاه إليك، فإنما هي أمانة استودعكها، وائتمنك عليها إلا أن يكون إفشاؤه خيرًا له في دنياه وآخرته، فأفقشها عليه وانصحه فيها، بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «من حق المسلم على المسلم إذا استنصحه أن ينصحه».
إذا تعلمت علمًا من طاعة الله فلير عليك أثره، ولير فيك سمته، وتعلم للذي تعلمه، وتعلم له السكينة والحلم والوقار بلغني عن النبي  أنه قال: «العلماء ورثة الأنبياء».
رد جواب الكتاب إلى كل أحدٍ كتب إليك؛ فإنما هو كرد السلام؛ قال عز وجل:  وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا  [النساء: 86].
وقال ابن عباس رضي الله عنه: أرى رجع الكتاب علي حقًا كما أرى رجع السلام.
الزم الحياء فإنه خلق الإسلام، وفيه قال : «لكل شيء خلق، وخلق الإسلام الحياء».

إذا سافرت فقل: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال، والحور بعد الكور»؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه كان يقول ذلك إذا سافر.
إياك وظلم الضعيف، ومن لا يستعين عليك إلا بالله، لقول النبي : «ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم؛ فإنها تصعد فوق الغمام، فيقول الله لها: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين».
إذا ودعت مسافرًا فقل: «زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كنت، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك»؛ لأن النبي  كان يأمر أصحابه بها.
إذا حضرت السلطان فاشفع بخير، وإياك والكلام عنده إلا بما يرضي الله لقول النبي : «إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أنها تبلغ ما بلغت يكتب له بها سخطه إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أنها تبلغ ما بلغت، يكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة».
أرد ما أردت به الله ما استطعت، بلغني عن النبي  أنه قال: «صدقة السر تطفئ غضب الرب».
اتق كثرة التزكية لنفسك، أو ترضى بها من أحدٍ يقولها لك في وجهك؛ بلغني أن رجلاً امتدح رجلاً عند النبي  فقال: «ويحك قطعت عنقه، ولو سمعها ما أفلح أبدا».
إياك ومدح الناس والثناء عليهم في وجوههم، لقول النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ): «أحثوا التراب في وجوه المداحين».
طهر ثيابك ونقها من معاصي الله تعالى؛ فإنه بلغني أن قوله تعالى:  وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ  [المدثر: 4] يأمره أن لا يلبسها على عذرةٍ.
واكره لكل أحدٍ ما تكرهه لنفسك؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه بايع جريرًا البجلي على الإسلام والنصيحة لكل مسلم.

إياك والحسد والشره؛ فهما خلقان مرديان لصاحبهما في الدنيا والآخرة، وقال  فيهما: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً وسلطه على إنفاقه في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها».
اقتد في أمورك برأي ذوي الإنصاف من أهل التقوى؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «خياركم شبانكم المتشبهون بشيوخكم، وشراركم شيوخكم المتشبهون بشبانكم».
لا تحتقر أحدًا، ولا تجالس مأفونًا؛ فإن الوحدة خير من جليس السوء.
عليك بمعالي الأخلاق وكريمها، واتق رذائلها وما سفسف منها؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إن الله يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها».




إذا رأيت من فضلت عليه في دينك ودنياك، فأكثر حمد الله عليه؛ فإن ذلك من الشكر؛ بلغني عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «ما أنعم الله على عبدٍ بنعمةٍ فقال: الحمد لله، إلا كان ذلك أعظم من تلك النعمة وإن عظمت».
لا تركب المثرة الحمراء، ولا تلبس المعصفر؛ فقد نهى رسول الله  عن ذلك، إذا غضبت وأنت قائم فاقعد، وإن كنت قاعدًا فاضطجع، لقول النبي : «إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع».
لا تتطيرن من شيء تراه أو تسمعه، وإذا كان من ذلك شيء فقل: اللهم لا يأتي بالخير إلا أنت ولا يدفع السوء إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فقد علمت أن النبي  كان يأمر بذلك لمن رأى من ذلك شيئًا.
لا تتوضأ بشيء مما تأكل من الطعام إلا من لحم الجزور ولا تدلك به في الحمام؛ فإن ذلك من الجفاء.
لا تتخلقن بالخلوق إلا أن يكون في أثر النورة ليذهب ريحها؛ فقد بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «بينما رجل في بردتين له متخلق يتبختر فيهما إذا ساخت به الأرض، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».
لا تحلف بالطلاق ولا بالعتاق؛ فإنها من أيمان الفساق، بلغني عن عمر رضي الله عنه أنه قال: أربع جائزة إذا تكلم بهن: الطلاق والعتاق والنكاح والنذر، وأربعة يمسون والله عليهم ساخط، ويصبحون والله عليهم غضبان: المتشبهون من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، ومن أتى بهيمة، أو عمل عمل قوم لوطٍ.
لا تتطيبن بشيء من الطيب يظهر لونه؛ فإن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) قال: «طيب الرجال ما بطن لونه وظهر ريحه، وطيب النساء ما ظهر لونه وبطن ريحه».
الزم الرأي الحسن، والهدي الحسن، والاقتصاد؛ بلغني عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: الرأي الحسن جزء من خمسةٍ وعشرين جزءًا من النبوة.

إن استطعت أن لا تدع العمامة والبرد في العيدين والجمعة فافعل؛ لما علمت من أمر النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يلبس العمامة والبرد في العيدين والجمعة.
إذا صافحك أحد فلا تنزعن يدك عن يده، حتى يكون هو الذي ينزع يده عند يدك، بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه لم يصافح أحدًا فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده.
إذا أقبل عليك رجل بوجهه يحدثك، فلا تصرف وجهك عنه، حتى يكون هو الذي يصرف وجهه عنك، وإذا جلست إلي جنب رجل، أو جلس إلي جنبك رجل، فلا تقومن من بين يديه، ولا تجاوزن ركبتك ركبته، بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه لم تتجاوز ركبته ركبة جليسٍ له.
وإذا أحسست من أمير ظلامة أو تغطرسًا فقل: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أعز من خلقه جميعًا، الله أكبر مما أخاف وأحذر، وأعوذ بالله الممسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر فلانٍ، اللهم كن لي جارًا من فلان وجنوده، أن يفرط على أحد منهم أو أن يطغي، جل جلالك وعز جارك، ولا إله غيرك». تقول ذلك ثلاث مراتٍ.
بلغني عن ابن عباس أنه قال ذلك وأمرنا به.
وإذا كتبت إلى أحد من غير أهل الإسلام، فلا تكتبن: «سلام الله عليك»؛ ولكن اكتب: «السلام على من اتبع الهدى»؛ بلغني عن النبي  أنه كتب ذلك إلى مسيلمة.
إذا عطست في الخلاء فاذكر اسم الله خفيًا، لا تدهن في مدهن ذهب ولا فضةٍ، ولا تستجمر في مجامر الذهب والفضة؛ بلغني عن النبي  أنه نهى عن الشرب في إناء الذهب والفضة.
لا تنم على الحرير والديباج؛ فإنه لبسة النساء، بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه نهى عن لبس الحرير والديباج إلا للنساء.

إذا رأيت أمرًا في أهلك وخاصتك مما ينبغي تغييره، فلا تحابين منهم أحدًا، وقم فيه بالذي يحق عليك؛ بلغني عن النبي  أنه قال: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا».
إذا هممت بأمرٍ من طاعة الله عز وجل فلا تحبسه إن استطعت فواقًا حتى تمضيه؛ فإنك لا تأمن الأحداث، وإذا هممت بأمرٍ غير ذلك فإن استعطت أن لا تمضيه فواقًا فافعل، لعل الله تعالى يحدث لك تركه.
لا تستحي إذا دعيت لأمر ليس بحق أن تقول: لا؛ فإن الله تعالى يقول:  وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ  [الأحزاب: 53].
إذا سمعت المؤذن يؤذن فقل كما يقول؛ إلا أنك تقول إذا قال: حي على الصلاة، حي على الفلاح: لا حول ولا قوة إلا بالله، بلغني ذلك عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ).
لا تخلون بامرأةٍ ليست لك بمحرم، بلغني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن قال: ما خلا رجل بامرأةٍ ليست له بمحرمٍ إلا كان ثالثهما الشيطان.
إذا قال الإمام: آمين، فقل: آمين؛ فإنه ينبغي إذا فرغ من أم القرآن أن يقول: آمين، ويقوله من خلفه؛ بلغني عن النبي (صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ) أنه قال: «إذا أمن الإمام فأمنوا؛ فإن الملائكة تؤمن لتأمين الإمام؛ فمن وافق منكم تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه». اه ما اخترناه، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول

دار القاسم





* * * *



#2

افتراضي رد: المواعظ الغالية

شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

إظهار التوقيع
توقيع : عاشقة كتاب ربي
#3

افتراضي رد: المواعظ الغالية

جزاكي الله خيرررر
#4

افتراضي رد: المواعظ الغالية

جزاكي الله خيرررر
إظهار التوقيع
توقيع : ام عمر123


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
حكم منوعه اجمل المواعظ اقوال مميزه هبه شلبي حكم واقـوال
حكمه وموعظه من القدماء,حكم ومواعظ مصوره لمن اتعظ,أجمل المواعظ حياه الروح 5 حكم واقـوال
حكم ومواعظ مصوره,حكم وأقوال عن الصحابه,أجمل المواعظ والحكم من تصميمي حياه الروح 5 حكم واقـوال


الساعة الآن 03:54 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل