في مُعجَم المعاني ، استوقفتني معانٍ لمفردة الهَجْر ،!
وجدتُها قاسية ، لا تليقُ بقلوب المُحبين !!
لنتأملها معاً ،،
الهَجْرُ هو التّرْكُ ، و الإعراض ، و الابتعاد ، و الجَفوَة ، و الاعتزال ، و القطيعة !
لنجعلها في جُمَلة اسمية ، الخبرُ فيها جُمَلة فعلية ، لعلّ معناها يكون لأذهاننا أقرب ،،
فُلانٌ هَجَرَ القرآن ؛ بمعنى تَرَكه !
فُلانٌ هَجَرَ القرآن ؛ بمعنى أعرَض عنه !
فُلانٌ هَجَرَ القرآن ؛ بمعنى ابتعد عنه و جفاه !
فُلانٌ هَجَرَ القرآن ؛ بمعنى اعتزله !
فُلانٌ هَجَرَ القرآن ؛ بمعنى قطع سُبُل اتصاله به !
عجباً يا فلان !
لماذا كُلّ هذا الهجر لكتاب ربك ؟!
لا أظنّك تكرهه !
إذاً ما الذي يدفعك لهَجْرِه ؟!
أخبرني ، كيف هي حياتك بدونه ؟!
أيّ ضَنَكٍ يتغشاك في ظلّ هذا الكمّ الهائل من الهَجْر ؟!
أرجوك ، انتبه !
لَملِم شتاتَ عمرك ، عُدْ لربك و استغفر لذنبك ، أقبِل على نورِ دربك ، منهاجُ حياتك ،
مَكْمَنُ نجاتك ،
قدّم معذرتك لله أن غَفَلتْ عنه ، انثر حاجتك له بين يديه ، توددّ إليه ، أحببه و أحبب كلامه الذي بين يديك ،
املأكَ به ، أَدْمِنْ تفكيرهُ و تأمّلَه ، تشبّث بخيوط لقاءاتك به ، ابْكِ و استبْكِ إن لم تبْكِ عنده ،،
سيُلملِمك الله به ، و يمسحُ به دمع قلبك ، سيجلو به روحك من كل شائبةٍ و سَقَم ، سيجعلك به نفساً مُشرِقة ، ناصعة النقاء تتلألأُ نوراً و هِداية ، سيُرتّبُ به بعثرتك ، و سيُنْجِيك به من غَرَقِ تيهك ، سيُظلّك به عندما تهطلُ عليك شدائد الحياة ، سيحكمُ على همومك و آلامك بالشيخوخة و الهرم ، و ستنتهي بالموتِ حتماً ..!
سيُجلي لك كُنوزَه الخفية ، و خباياه الثمينة ، سيملؤك به رُشْداً و فألاً و انشراحا ،
سيطردُ عنك كل بؤسٍ و شقاء ، و سترتوي به حياتك و ستُثمر ، و سيرى العالم جميل يَنَعِها إذا أثمَر !
تَولّعْ بالقرآن ، فالمُولِعُ بالشيء لا يُطيقُ هَجْرَه !
منقول