كنت مسروراً بها.. سعيداً معها، إذا أمرتها أطاعتني، وإذا نظرت إليها سرتني، وإذا غبت عنها حفظتني، لا أذكر أني اختلفت معها يوماً إلا كانت تسارع بالاعتذار إلي حتى ولو كنت لها ظالماً .. كل ذلك جعلني أحبها حباً شديداً، وأتعلق بها تعلقاً كبيراً.
ومضت ثماني سنوات على زواجنا كأنها أيام على الرغم من أننا لم نرزق بولد...
ولقد بذلت جهوداً عديدة لعلاجها، ولكن باءت جهودي بالفشل حيث أجمع الأطباء على عقم زوجتي .. وهذا هو قدر الله (يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) (35) ومع إيماني بقدر الله وقضائه إلا أنه صعب علي أن أتغلب على هاتف حب الوالد الذي كان يلح علي بالزواج بثانية، فعرضت عليها رغبتي بالزواج فوافقت ولكن بشرط!! بشرط أن أطلقها .. حاولت مراراً أن أقنعها بالعدول عن ذلك ولكنها أصرت فكان الطلاق.
تذكرة:
التعدد سنة وحق من حقوق الرجل، حتى ولو لم يكن هناك ثمة سبب يدعوه للتعدد، فكيف إذا كان بسبب مرض الزوجة ونحوه؟!!
فلتحذر المرأة من أن تطلب من زوجها طلاقها لغير مسوغ شرعي يدعوها لذلك كخشية أن تكون من اللاتي قال عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة".(36)
ولماذا تطلب مثل هذه المرأة الطلاق من زوج أحبها وأحبته، وعاشرها وعاشرته، ولماذا تحرم نفسها من سعادة الزوجية، وسكن الأسرة، وأمن وحماية الزوج؟ ولماذا تفقد الأمل وتستسلم لليأس، ولا تتوقع أن ترزق بالذرية ولو بعد حين؟ ولماذا تحرم امرأة أخرى من أن تجد زوجاً يسترها ويسعدها؟ وقبل ذلك لماذا تفعل ما يشعر أنه عدم رضى بحكم الله أو اعتراض على شرع الله؟ إنها لو حكمت عقلها، وهدأت عاطفتها، وقبل ذلك ابتغت رضوان ربها وإسعاد زوجها لكان لها بذلك الأجر في الآخرة والسعادة في الدنيا.