مع أداء الكثيرات لفريضة الحج، يظهر العديد من المواقف التي تحتاج فيها المرأة إلى معرفة أحكامها الشرعية من أجل تجنب مبطلات الحج. التقت مفتية النساء الدكتورة سعاد صالح، وطرحت عليها كل الأسئلة التي تشغل أذهان النساء في الحج.
- نجد بعض الفنانات والنساء الشهيرات يسافرن للحج مع «بودي غارد»، أو الحراسة الشخصية لهن، فهل هذا جائز شرعاً؟
يجوز، لكن بضوابط شرعية، أهمها ألا يختلط هذا الحارس الشخصي بالنساء عامة، سواء من يقوم بحراستها أو الأخريات، وألا يطّلع على أي شيء حرّمه الله، سواء من الفنانة التي يحرسها أو غيرها ممن يحرم على الحارس أو غيره من الأجانب عن المرأة النظر إليه، وألا تحدث أي خلوة غير شرعية بين الفنانة وحارسها، سواء في الحج أو غيره.
- هل يجوز اعتبار الـ«بودي غارد» محرماً طالما أن الهدف من المحرم هو حماية المرأة الحاجّة؟
يجوز اعتبار الـ«بودي غارد» محرماً في حالة واحدة، وهي أن يكون من محارم المرأة بالفعل، ويقوم بحراستها، وعندئذ يشترط فيه العقل والبلوغ، أما غير ذلك فلا يعتبر الـ«بودي غارد» محرماً للمرأة وإنما بمثابة أجنبي عنها.
تجاوز مرفوض
- هل مشاهدة الحجيج – نساء أو رجالاً – لبعض اللقطات غير الأخلاقية عبر الفضائيات أو الإنترنت، لأنه يُنظر الى الحج كرحلة سياحية، تُفسد حجهم؟
لا شك في أن من يرتكب هذا الفعل، سواء كان رجلاً أو امرأة، إثمه عظيم، لأنه ارتكب معصية في أرض مقدسة وشهر حرام، واستهان بأداء الفريضة التي يفترض أنه جاء من خلالها ليطلب المغفرة من الله عن ذنوبه القديمة، وليس لارتكاب معاصٍ جديدة أثناء الفريضة. لا أستطيع القول إن هذه اللقطات المصوّرة تُفسد الحج، إلا إذا أدت إلى ارتكاب مخالفة شرعية، وقد أوجزها الفقهاء في أربعة أمور، هي:
● عدم عقد النية في وقت الإحرام.
● ترك الوقوف في عرفة، الذي يعتبر من أهم فروض الحج.
● الجُماع: أي «معاشرة الرجل لزوجته بعد الإحرام وقبل إنهاء رمي جمرات العقبة».
● الردة: وبها يبطل إسلام الإنسان، وبالتالي يبطل عمله، أي حجته.
الحج بالطائرة
- طرح بعض الأثرياء من الرجال والنساء فكرة أن يقوموا بالطواف والمرور على جبل عرفات بالطائرة وأثناء الحج، فهل هذا جائز شرعاً؟
هذا نوع من التكبر والغرور بداعي الثراء، وهو يتنافى مع الحكمة من الحج الذي يتساوى فيه الغني مع الفقير، حيث يكون الناس سواسية في المظهر وارتداء ملابس الإحرام، حتى أنك لا تعرف الوزير من الخفير، وبالتالي فإن التفكير في الحج عبر الطائرة نوع من الغرور المذموم شرعاً، ولهذا ننصح من يريد الحج بالتواضع، لأن من تواضع لله رفعه، كما أن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له.
الأصوات الجهورية
- بعض النساء يمتلكن صوتاً جهورياً بالفطرة، ولهذا فإنهن أثناء التلبية في عرفات أو الذكر أمام الكعبة ترتفع أصواتهن بشكل يسمعه الرجال، فهل هذا يبطل حجّهن؟
يُسن للمرأة أن تلبي بعد الإحرام بقدر ما تسمع نفسها، ويُكره لها رفع الصوت مخافة الفتنة بها، ويجب عليها في الطواف خفض الصوت، وإذا كانت من ذوات الأصوات الجهورية فعليها أن تجتهد في خفض صوتها قدر استطاعتها، وإذا خرجت منها بعض الكلمات بصوت مرتفع رغماً عنها، فإن الله غفور رحيم، لأنها لم تتعمّد ذلك، ولهذا قال الله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ على الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا على الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ» (آية 186) سورة «البقرة».
ضوابط الزحام
- ما هي الضوابط التي يجب على المرأة الحاجّة الالتزام بها، خاصة في الزحام الشديد؟
يرى جمهور الفقهاء أن على المرأة الحاجّة عدم مزاحمة الرجال، خاصة عند الحجر الأسود أو الركن اليماني، بل يُفضل لها أن تطوف في أقصى المطاف، لأن المزاحمة حرام لما فيها من فتنة. وأما الاقتراب من الكعبة وتقبيل الحجر فهما سنّتان مع تيسّرهما، ولا ترتكب الحاجّة محرماً لأجل تحقيق سنّة، فالسنّة النبوية في حقها أن تشير إلى الحجر إذا حاذته من بعيد، كما أن طواف النساء وسعيهن يكونان مشياً.
الموسيقى والغناء
- قد يستمع البعض إلى الموسيقى والغناء في الحج، فهل هذا يُبطل الحج أو يقلّل من ثوابه؟
هذا يتوقف على نوعية الغناء أو الموسيقى، وقد أوجز الفقهاء القضية بقولهم: «الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح»، فلا يمكن أن تتساوى الأغاني الدينية مع الأغاني التي تثير الغرائز، ومع هذا يجب استثمار أيام الحج ولياليه في الطاعات، فهذا أفضل لأن أيام الحج في الأماكن المقدسة قد لا تعوض أو تتاح مرة أخرى، ولهذا فإن الاستمتاع بالطاعة يُفضّل على الاستمتاع بالغناء والموسيقى في أثناء الحج.
علاقة زوجية
- لا حياء في السؤال في أمور الدين. ما حكم الشرع في العلاقة الزوجية أثناء الحج إذا كانت المرأة تحج مع زوجها؟
إن جامع الرجل زوجته في تحلّله بين العمرة والحج، أي يكون قد انتهى من أعمال العمرة ولم يحرم بالحج فليس عليه شيء، وأما المرأة فإذا كان الجُماع قبل سعيها للعمرة فتُسد عمرتها، وعليها دم وقضاء العمرة من الميقات الذي أحرمت منه بالأولى. أما إن كان ذلك بعد الطواف والسعي وقبل التقصير، فإن العمرة صحيحة وعليها عن ذلك إطعام ستة مساكين، أو ذبح شاة، أو صيام ثلاثة أيام
- ماذا تفعل الزوجة إذا طلبها زوجها وهي مُحرِمة؟
عليها ألا تطيعه، لأن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولهذا على الزوجة ألا تمكّن زوجها من نفسها إلا بعد التحلل الثاني، أي بعد رمي جمرة العقبة، وطواف الحج وسعيه، وعليه ألا يغضب من امتناع زوجته عنه لقول الله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا» (آية 36) سورة «الأحزاب».
الغزل العفيف
- هل يجوز للزوجين المسافرين للحج معاً أن يتبادلا الغزل العفيف؟
يجوز شرعاً، بشرط ألا يؤدي ذلك إلى المعاشرة الزوجية أثناء الإحرام، فيصبح حجّهما باطلاً، ولهذا ننصح الزوجات والأزواج الذين هم في سن الشباب أن يبتعدوا عن المثيرات، حتى لو كانت كلامية، خشية الوقوع في ما يُبطل الحج، فيندمان ساعة لا ينفع الندم.
تجنبي الزغاريد
- تُطلق بعض النساء الزغاريد عند وداع الحجيج أو استقبالهم، أو حتى عند الوقوف على جبل عرفة، فهل هذه الزغاريد حلال أم حرام؟
مع احترامي الشديد لتلك المشاعر الطيبة والبريئة لدى من تطلق هذه الزغاريد، أنصح النساء بتجنبها، لأنها لا تجوز شرعاً، ويعتبرها العلماء نوعاً من الخضوع بالقول أو الصوت الذي يكون فتنة لضعاف الإيمان من الرجال، ولهذا قال الله لنساء النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وكل نساء المسلمين اللواتي تعد أمهات المؤمنين قدوة لهن: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا» (آية 32) سورة «الأحزاب».
الثرثرة والغيبة
- لا تتوقف بعض الذاهبات إلى الحج عن الثرثرة والغيبة والنميمة بدلاً من الإكثار من ذكر الله، فهل يُبطل هذا حجّهن؟
للأسف الشديد، لا تتوقف بعض النساء أثناء الحج عن عاداتهن السيئة، التي جئن طلباً للمغفرة عنها، مثل الغيبة والنميمة، بل وإطلاق اللسان في ما حرّم الله تعالى، مما يقلل من ثواب الحج ويجعله غير مبرور، لأن الحج المبرور يجب أن يكون بداية للتخلص من هذه العادات المحرّمة، والتوبة عنها توبة صادقة، حتى يكون ممن قال فيهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
المعاصي
- بحسن نية، يحدث دائماً اختلاط بين النساء والرجال الأجانب في الخيم، أو عند الحمامات وغيرها بشكل قد يخدش الحياء، فهل هذا يُبطل الحج؟
التجاوز في الاختلاط – ولو بحسن نية – إثم شرعي، لأنه يوقع في ما حرّم الله تعالى، حتى أن بعض الأفواج قد تضع النساء مع الرجال الأجانب عنهم في خيمة واحدة، وفي هذا من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا نحذّر مما يقع فيه بعض النسوة من افتراش الطرقات والأرصفة والنوم عليها، فهذا لا يليق بالمرأة المسلمة، كما أنه قد يؤدي إلى انكشاف العورات أثناء النوم، ولهذا نحذّر المرأة من أن تكون مصدر فتنة للرجال ولو بحسن نية وجهل بأحكام الشرع.
الهدايا
- ينشغل بعض الحجيج أثناء الحج بشراء الهدايا لأهله، أو يتحول إلى تاجر يشتري بضاعة للإتجار بها باعتبار أن الحج كله منافع دينية ودنيوية، فهل هذا ينقص من ثواب الحج؟
يتوقف هذا على الوقت الذي يستغرقه الحاج أو الحاجّة في عمليات الشراء، وتوقيت هذا الشراء، فإذا كان في أيام المناسك فإنه بلا شك يقلل من الثواب ويضيّع فرصاً عظيمة على الحجيج لنيل المزيد من الحسنات بعمل الطاعات، أما إذا كان بعد الانتهاء من أداء المناسك وقبل الرجوع إلى الوطن فلا غبار عليه.التقبيل المحظور
- هل يصح للمرأة حين تقبّل الحجر أن تتعرى بجوار الرجال؟
تقبيل الحجر الأسود سنّة مؤكدة من سنن الطواف، إن تيسر فعله بدون مزاحمة أو إيذاء لأحد فليكن، اقتداءً برسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، وإن لم يتيسر إلا بمزاحمة وإيذاء يجب الاكتفاء بالإشارة إليه باليد، لا سيما أن المرأة عورة، والمزاحمة في حق الرجال لا تشرّع، فتكون في حق النساء أولى.
ضوابط المحرم
- يرى البعض أن قضية المحرم في الحج تعد انتقاصاً من كرامة المرأة، فما ردكم على هذا الاتهام؟
العكس هو الصحيح، لأننا لو تأملنا شروط المحرم لوجدناها حماية للمرأة من أخطار السفر بمفردها، وما قد تتعرض له من مضايقات، أو سطو واعتداء عليها جسدياً أو معنوياً. ومن ينظر إلى قضية المحرم يجدها مرتبطة بالمرأة، خاصة في مرحلة الشباب، أما إذا تقدمت في السن فيكتفي الكثير من الفقهاء بالصحبة الآمنة لها، ولهذا قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): «لا تسافر المرأة ثلاثاً إلا مع ذي محرم».
- ما هي الشروط الواجب توافرها في المحرم؟
يشترط في المحرم الذي يسافر مع المرأة للحج، أن يكون ممن تُحرم عليه تحريماً أبدياً بنسب كأبيها وابنها وأخيها، أو بسبب مباح كأخيها بالرضاع أو زوج أمها أو ابن زوجها، وكذلك زوجها، والدليل على ذلك قول النبي (صلّى الله عليه وسلّم): «لا يخلونّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر إلا مع ذي محرم»، فقام رجل فقال: يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجّة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، فقال له (صلّى الله عليه وسلّم): «انطلق فحج مع امرأتك».
استئذان الزوج
- هل هناك فرق في كون هذا الحج للمرأة المرة الأولى، وبالتالي يعتبر حج الفريضة نفلاً؟
الضوابط الشرعية واحدة ولا تتغير، لكون الحج فرضاً للمرة الأولى، أو نفلاً لكونه بعد حج الفريضة، والفرق الوحيد بين الحالتين عدم اشتراط موافقة الزوج - لغير الضرورة – في حج الفريضة، في حين يشترط موافقته في حج النافلة.
- هل معنى هذا أن من حقه منعها من حج النافلة؟
نعم، لأن الفقهاء أجمعوا على أنه إذا كان الحج نفلاً اشترط إذن زوجها لها، لأنه يتطلب منه التنازل عن بعض حقوقه على زوجته، وبالتالي فإن من حق الزوج منعها من حج التطوع.
مساواة في الإنابة
- الإنابة في الحج من القضايا الجدلية، ونعلم جميعاً أن من حق الرجل أن يُنيب الرجل في الحج عنه للضرورة، فهل يجوز أن يُنيب الرجل المرأة في الحج عنه؟
اتفق الفقهاء على أنه يصح أن تنوب المرأة عن الرجل في الحج والعمرة، كما يجوز أن تنوب المرأة عن امرأة أخرى، سواء كانت ابنتها أو غير ابنتها.
- هل يشترط وجود قرابة بين المرأة والرجل إذا أراد أحدهما أن يُنيب الآخر عنه؟
إذا كانت هناك قرابة فهذا أفضل بلا شك، لكن إذا لم تكن هناك قرابة فإن الإنابة تكون جائزة شرعاً، طالما توافرت الشروط المؤدية إليها، سواء في الشخص الذي تتم إنابته، أو الشخص الذي تتم الإنابة عنه.
جهاد المرأة
- يقال إن جهاد المرأة يكون في الحج، فهل هذا صحيح؟
نعم، يعد الحج نصيب المرأة المسلمة من الجهاد، وذلك لحديث أم المؤمنين عائشة حين قالت: «يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة».
- هل ترجع المرأة إذا اعتراها وهي في طريقها إلى الحج حيض أو نفاس... أم ماذا تفعل؟
تمضي في طريقها وتكمل حجّها وتفعل ما تفعله النساء الطاهرات، غير أنها لا تطوف في البيت الحرام، الذي يشترط للطواف فيه الطهارة من الحيض والنفاس، وبالتالي لا ترجع، وهذا من تيسير الإسلام لها، لأن نيتها الصادقة أداء فريضة الحج، وقد قال (صلّى الله عليه وسلّم): «إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل أمرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه».
عذر عند الإحرام
- ماذا تفعل المرأة إذا باغتها الحيض أو النفاس عند قيامها بالإحرام للحج؟
إن باغتها الحيض أو النفاس عند الإحرام فإنها تحرم، لأن عقد الإحرام لا تُشترط فيه الطهارة، بل تفعل المرأة عند الإحرام ما يفعل الرجل، من حيث الاغتسال والتنظيف بأخذ ما تحتاج إليه من شعر وظفر، ولا بأس إذا تطيّبت في بدنها مما ليس له رائحة زكية، لحديث أم المؤمنين عائشة حين قالت: «كنا نخرج مع رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فنضمد جباهنا بالمسك عند الإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها فيراها النبي (صلّى الله عليه وسلّم) فلا ينهانا».
الألوان والتقوى
- تعيب بعض النساء اللواتي يرتدين السواد على من يرتدين البياض أو الألوان أنهن أقل تقوى، فهل هذا صحيح شرعاً؟
لا يجوز للمرأة أن تغترّ بطاعتها أو تحكم على الأخريات بأنهن أقل منها تقوى وطاعة لله، ولهذا فعلى المرأة حال إحرامها أن تلبس ما شاءت من الملابس النسائية المحتشمة التي لا زينة فيها ولا مشابهة لملابس الرجال، بل تكون فضفاضة بصرف النظر عن ألوانها، لكن يفضل الألوان الهادئة التي لا تلفت نظر الرجال.
حيض أثناء الطواف
- طافت المرأة الحاجّة حول الكعبة وهي طاهرة، لكن أصابها الحيض وهي في طريقها الى السعي... فماذا تفعل؟
إذا طافت المرأة، وأصابها الحيض بعد الطواف، فيجوز لها في هذه الحالة أن تسعى، لأن السعي بين الصفا والمروة لا تُشترط فيه الطهارة.
حلق الشعر
- تغالي بعض النساء في الحج، حتى أنهن يحلقن شعرهن كله أو معظمه ظناً منهن أنهن بذلك يتقربن إلى الله أكثر ويستشهدن على ذلك بأن الرجال الحليقي الرؤوس أفضل من الذين يقصّرون شعرهم؟
هذا فهم خاطئ، لأن لكل من الرجال والنساء أحكاماً مختلفة في الحج، ولا يجوز شرعاً لأحدهما التشبه بالآخر، لقول الله تعالى: «وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا» (آية 32) سورة «النساء». وقد أباح الشرع للرجل حلق شعره كله أو تقصيره، ولم يُجز للمرأة حلق شعر رأسها، بل تقصيره بمقدار أنملة، والأنملة هي رأس الإصبع.
تيسير شرعي
- حاضت المرأة بعد طواف الإفاضة وقبل طواف الوداع، فماذا تفعل؟
لها أن تسافر متى أرادت ويسقط عنها طواف الوداع، لحديث أم المؤمنين عائشة حين قالت: «حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)، فقال: أحابستنا هي؟، قلت: يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة قال: «فلتنفر إذن». وعن ابن عباس أن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) أمر الناس بأن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض والنفساء.
أدعية قرآنية
- هل يجوز للحائض قراءة كتب الأدعية يوم عرفة رغم أن فيها آيات قرآنية؟
لا حرج في أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج، ولا بأس في أن تقرأ القرآن، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن، إنما ورد في الجُنب، ولهذا لها أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب بدون مس المصحف.
حج الأرملة
- هل يجوز للمسنّة التي في عدّة الوفاة أن تحج؟
لا يجوز شرعاً أن تخرج الأرملة للحج إذا كانت في عدّة الوفاة، حتى وإن توافر لها المحرم للسفر، ولا فرق بين كونها مسنّة أو شابّة. -