العصبية عند المراهقين.. الأسباب و العلاج
تشعر في سن المراهقة أن لا أحد يفهمك، وكل العالم حولك يقف ضدك،
وتبدأ مشاعر الحيرة و الحزن بالتفاعل داخلك، فتحاول حماية نفسك
بالصراخ أو الغضب، ويبدأ الجميع بوصفك بالعصبي. فإذا أحسست
أن هذا الوصف ينطبق عليك فلا تقلق، فهناك شرح لما يحصل لك،
بالإضافة إلى حلول قد تساعد على إنهاء مشكلتك.
من الأسباب التي قد تدفعك إلى العصبية:
أنك تريد لفت الانتباه أو الحصول على مبتغاك.
فمثلا تطلب من أبويك شراء هاتف جديد، ولكنهم يرفضون
طلبك، فتبدأ نوبة غضبك، وتحس بالظلم، وبعدها يستسلم أبواك وينفذان
ما تريده. وقد يكون السبب أن أبويك لا يستمعان إليك إلا
عندما تكون عصبيا، وتبدأ بالصراخ والجدال معهما.
سبب آخر قد يكون له دور في عصبيتك المتكررة، وهو عدم القدرة على
التخطيط وإدارة الوقت. إن من طبيعة المراهقين أنهم يفتقرون إلى
مهارة إدارة الوقت، وهدفهم وضع جميع مخططاتهم في يوم واحد قدر
الإمكان. فالمراهق يريد أن يعيش حياته على أكمل وجه، واغتنام
جميع الفرص لفعل ذلك. وإن هذا من الأسباب التي من الممكن أن
تسبب توترا شديدا إن لم يمض اليوم بحسب ما هو مخطط له. فمثلا
يمكن أن ترغب بحضور مباراة كرة القدم و إنهاء جميع واجباتك التي يجب تسليمها صباح الغد.
إن الوصول إلى المثالية أصبح هدفا شائعا في الألفية الجديدة لدى الكثير
من الناس. وأنت أيها المراهق تواجه الكثير من الضغوطات لتصبح ذكيا
وحسن المظهر، ومتواضعا في الوقت نفسه. وإن هذه الضغوطات قد
تأتيك من أهلك أو أصحابك لتحقيق أفضل الأشياء على أكمل وجه
وبدون أخطاء. إن الضغط الناجم عن المثالية قد يكون عبئا كبيرا،
و حملا ثقيلا؛ مما قد يجعلك تنفجر في نهاية المطاف.
إن العصبية إحساس طبيعي، وقد يتعرض له أي شخص في أي
مرحلة عمرية. لا تيأس فهناك حلول للتخفيف من عصبيتك أو التخلص منها.
الوعي الذاتي و السيطرة على النفس.
إن الوعي الذاتي هو أن تراقب ما تفكر به وما تشعر به. توقف لوهلة
عندما تكون غاضبا لملاحظة ما تفكر به و تشعر فيه تلك اللحظة. أما
السيطرة على النفس، فهي أن تفكر قبل أن تفعل شيئا, فهذا قد
ينقذك ويمنعك عن فعل شيء قد تندم عليه لاحقا.
الاستعداد للتغيير.
اتخذ قرارا بأن تتحكم بعصبيتك، قبل أن تتحكم عصبيتك بك.
ويمكن القيام بذلك عن طريق مراقبة تصرفاتك عندما تغضب. باستطاعة
الجميع التغير إذا أصروا على ذلك، و أنت يمكنك تغيير طباعك العصبية إذا
صممت على ذلك. فكر بالذي سوف تكسبه بعدما تخفف من عصبيتك. ستنال
تقديرا لذاتك بالإضافة إلى تقدير الآخرين، و عيش حياتك بنسبة قليلة
من القلق والإحساس بالضيق.
اكتشاف السبب وراء العصبية وحله.
ابدأ بمعرفة ما الذي يغضبك؟ ولماذا؟ ابدأ بوصف الشيء أو الموقف
الذي يغضبك ويزعجك للتصرف حياله بدلا من إظهار ردة فعل من دون تفكير.
فإن اكتشفت الأسباب وراء عصبيتك، فإن علاجها سوف يكون سهلا.