أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي حكاية زواج الملك بدر باسم بن شهرمان ببنت






حكاية زواج الملك بدر باسم بن شهرمان ببنت


لت: ومما يحكى أيها الملك السعيد أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان في أرض العجم ملك يقال له شهرمان وكان مستقره خراسان وكان عنده مائة سرية ولم يرزق منهن في طول عمره بذكر ولا أنثى فتذكر ذلك يوماً من الأيام وصار يتأسف حيث مضى غالب عمره، ولم يرزق بولد ذكر يرث الملك من بعده كما ورثه هو عن آبائه وأجداده، فحصل له بسبب ذلك غاية الغم والقهر الشديد، فبينما هو جالس يوماً من الأيام إذ دخل عليه بعض مماليكه، وقالوا له: يا سيدي إن على الباب جارية مع تاجر لم نر أحسن منها فقال لهم: علي بالتاجر والجارية فأتوه بالتاجر والجارية فلما رآها وجدها تشبه الرمح الرديني وهي ملفوفة في آزار من حرير مزركش بالذهب فكشف التاجر عن وجهه فأضاء المكان من حسنها، وارتخى لها سبع ذوائب حتى وصلت إلى خلاخلها كأذيل الخيل، وهي بطرف كحيل وردف ثقيل وخصر نحيل تشفي سقام العليل وتطفئ نار الغليل كما قال الشاعر في المعنى هذه الأبيات:
كلفت بها وقد تمت بحسـن وكملها السكينة والـوقـار
فلا طالت ولا قصرت ولكن ردفيها يضيق بهما الإزار
قوام بين إيجـاز وبـسـط فلا طول يعاب ولا قصار
وشعر يسبق الخلخال منهـا ولكن وجهها أبداً نـهـار
فتعجب الملك من رؤيتها وحسنها وجمالها وقدها واعتدالها وقال للتاجر: يا شيخ بكم هذه الجارية؟ قال التاجر: يا سيدي اشتريتها بألفي دينار من التاجر الذي كان ملكها قبلي ولي ثلاث سنين مسافراً بها فتكلفت إلى أن وصلت إلى هذا المكان ثلاثة آلاف دينار وهي هدية مني إليك، فخلع عليه الملك خلعة سنية وأمر له بعشرة آلاف دينار، فأخذها وقبل يدي الملك وشكر فضله وإحسانه وانصرف، ثم إن الملك سلم الجارية إلى المواشط وقال لهن: أصلحن أحوال هذه الجارية وزينها وافرشن لها مقصورة وأدخلنها فيها وأمر حجابه أن تنقل إليها جميع ما تحتاج إليه وكانت المملكة التي هو مقيم فيها على جانب البحر، وكانت مدينته تسمى المدينة البيضاء فأدخلوا الجارية في مقصورة وكانت تلك المقصورة لها شبابيك تطل على البحر.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة السابعة والثمانين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك لما أخذ الجارية وسلمها للمواشط وقال لهن: أصلحن شأنها وأدخلنها في مقصورة وأمر حجابه أن تغلق عليها جميع الأبواب بعد أن ينقلوا لها جميع ما تحتاج إليه، فأدخلوها في مقصورة وكانت تلك المقصورة لها شبابيك تطل على البحر، ثم إن الملك دخل على الجارية فلم تقم له ولم تفكر فيه فقال الملك كأنها كانت عند قوم لم يعلموها الأدب ثم إنه التفت إلى تلك الجارية فرآها بارعة في الحسن والجمال والقد والاعتدال ووجهها كأنه دائرة القمر عند تمامه أو الشمس الضاحية في السماء الصافية فتعجب من حسنها وجمالها وقدها واعتدالها فسبح الله الخالق جلت قدرته ثم إن الملك تقدم إلى الجارية وجلس بجانبها وضمها إلى صدره وأجلسها على فخذه ومص رضاب ثغرها فوجده أحلى من الشهد، ثم إنه أمر بإحضار الموائد من أفخر الطعام وفيها من سائر الألوان فأكل الملك وصار يلقمها حتى شبعت وهي لم تتكلم بكلمة واحدة فصار الملك يحدثها ويسألها عن اسمها وهي ساكتة لم تنطق بكلمة ولم ترد جواباً ولم تزل مطرقة برأسها إلى الأرض وكان الحافظ لها من غضب الملك عليها من فرط حسنها وجمالها والدلال الذي كان لها، فقال الملك في نفسه: سبحان الله خالق هذه الجارية ما أضفرها إلا أنها لا تتكلم ولكن الكمال لله تعالى ثم إن الملك سال الجواري: هل تكلمت؟ فقلن له: من حين قدومها إلى هذا الوقت لم تتكلم بكلمة واحدة ولم نسمع لها خطاباً، فأحضر الملك بعض الجواري والسراري وأمرهن أن يغنين لها وينشرحن معها لعلها تتكلم، فلعبت الجواري والسراري قدامها سائر الملاهي واللعب وغير ذلك وغنين حتى طرب من في المجلس والجارية تنظر إليهن وهي ساكتة لم تضحك ولم تتكلم فضاق صدر الملك، ثم إنه صرف الجواري واختلى بتلك الجارية.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الثامنة والثمانين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الملك اختلى بالجارية وخلع ثيابها ونظر إلى بدنها فرآه كأنه سبيكة فضة فأحبها محبة عظيمة، ثم قام الملك وأزال بكارتها فوجدها بنت بكر، ففرح فرحاً شديداً وقال في نفسه: يا الله العجب كيف تكون جارية مليحة القوام والمنظر وأبقاها التجار بكراً على حالها؟ ثم إنه مال إليها بالكلية ولم يلتفت إلى غيرها وهجر جميع سراريه والمحاظي وأقام معها سنة كاملة كأنها يوم واحد وهي لم تتكلم، فقال لها يوماً من الأيام وقد زاد عشقه بها والغرام: يا منية النفوس إن محبتك عندي عظيمة وقد هجرت من أجلك جميع الجواري والسراري والنساء والمحاظي وجعلتك نصيبي من الدنيا وقد طولت روحي عليك سنة كاملة وأسأل الله تعالى من فضله أن يلين قلبك لي فتكلميني وإن كنت خرساء فاعلميني بالإشارة حتى أقطع العشم من كلامك وأرجو الله سبحانه أن يرزقني منك بولد ذكر يرث ملكي من بعدي فإني وحيد فريد ليس لي من يرثني وقد كبر سني، فبالله عليك إن كنت تحبينني أن تردي علي الجواب فأطرقت الجارية رأسها إلى الأرض وهي تتفكر، ثم إنها رفعت راسها وتبسمت في وجه الملك فتخيل للملك أن البرق قد ملأ المقصورة وقالت: أيها الملك الهمام والأسد الضرغام قد استجاب الله دعائك وإني حامل منك وقد آن أوان الوضع، ولكن لا أعلم هل الجنين ذكر أو أنثى ولولا أني حملت منك ما كلمتك كلمة واحدة، فلما سمع الملك كلامها تهلل وجهه بالفرح والانشراح وقبل رأسها ويديها من شدة الفرح وقال: الحمد لله الذي من علي بأمرين كنت أتمناهما: الأولى كلامك والثاني إخبارك بالحمل مني، ثم إن الملك قام من عندها وخرج وجلس على كرسي مملكته وهو في الانشراح الزائد وأمر الوزير أن يخرج للفقراء والمساكين والأرامل وغيرهم مائة ألف دينار شكراً لله تعالى وصدقة عنه ففعل الوزير ما أمره به الملك.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة التاسعة والثمانين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الوزير فعل ما أمره به الملك، ثم إن الملك دخل بعد ذلك إلى الجارية وجلس عندها وحضنها وضمها إلى صدره وقال لها: يا سيدتي ومالكة روحي لماذا السكوت ولك عندي سنة كاملة ليلاً ونهاراً قائمة ونائمة ولم تكلميني في هذه السنة إلا في هذا النهار، فما سبب سكوتك؟ فقالت الجارية: اسمع يا ملك الزمان واعلم أني مسكينة غريبة مكسورة الخاطر فارقت أمي وأهلي وأخي، فلما سمع الملك كلامها عرف مرادها فقال لها: أما قولك مسكينة فليس لهذا الكلام محل فإن جميع ملكي ومتاعي وما أنا فيه في خدمتك وأنا أيضاً صرت مملوكك وأما قولك فارقت أمي وأهلي وأخي فأعلميني في أي مكان هم وأنا أرسل إليهم وأحضرهم عندك. فقالت له: اعلم أيها الملك السعيد، أن اسمي جلنار البحرية وكان أبي من ملوك البحر ومات وخلف لنا الملك، فبينما نحن فيه إذ تحرك علينا ملك من الملوك وأخذ الملك من أيدينا ولي أخ يسمى صالح وأمي من نساء البحر، فتنازعت أنا وأخي فحلفت أن أرمي نفسي عند رجل من أهل البر فخرجت من البحر وجلست على طرف جزيرة في القمر فجاز بي رجل فأخذني وذهب بي إلى منزله وراودني عن نفسي فضربته على رأسه فكاد أن يموت، فخرج بي وباعني لهذا الرجل الذي أخذتني منه، وهو رجل جيد صالح صاحب دين وأمانة ومروءة ولولا أن قلبك حبني فقدمتني على جميع سراريك ما كنت قعدت عندك ساعة واحدة وكنت رميت نفسي إلى البحر من هذا الشباك وأروح إلى أمي وجماعتي، وقد استحيت أن أسير إليهم وأنا حامل منك فيظنون بي سوءاً ولا يصدقونني ولو حلفت لهم وإذا أخبرتهم أنه اشتراني ملك بدراهمه وجعلني نصيبه في الدنيا واختص بي عن زوجاته وسائر ما ملكت يمينه وهذه قصتي والسلام.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة التسعين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جلنار البحرية لما سألها الملك شهرمان حكت له قصتها من أولها إلى آخرها، فلما سمع كلامها شكرها وقبلها بين عينيها وقال لها: والله يا سيدتي ونور عيني إني لا أقدر على فراقك ساعة واحدة وإن فارقتيني مت من ساعتي فكيف يكون الحال؟ فقالت: يا سيدي قد قرب أوان ولادتي ولابد من حضور أهلي لأجل أن يباشروني لأن نساء البر لا يعرفن طريقة ولادة بنات البحر، وبنات البحر لا يعرفن طريقة ولادة بنات البر فإذا حضر أهلي انقلب معهم وينقلبون معي، فقال لها الملك: كيف يمشون في البحر؟ فقالت: أنا نمشي في البحر كما أنتم تمشون في البر ببركة الأسماء المكتوبة على خاتم سليمان بن داود عليه السلام، ولكن أيها الملك إذا جاء أهلي وإخوتي فإني أعلمهم أنك اشتريتني بمالك وفعلت معي الجميل والإحسان فينبغي أن تصدق كلامي عندهم ويشاهدون حالك بعيونهم ويعلمون أنك ملك ابن ملك فعند ذلك قال الملك: يا سيدتي افعلي ما بدا لك مما تحبين فإني مطيع لك في جميع ما تفعلينه فقالت الجارية: اعلم يا ملك الزمان أنا نسير في البحر وعيوننا مفتوحة وننظر ما فيه وننظر الشمس والقمر والنجوم والسماء كأننا على وجه الأرض ولا يضرنا ذلك واعلم أيضاً أن في البحر طوائف كثيرة وأشكالاً مختلفة من سائر الأجناس التي في البر، واعلم أيضاً أن جميع ما في البر بالنسبة لما في البحر شيء قليل جداً، فتعجب الملك من كلامها ثم إن الجارية أخرجت من كتفها قطعتين من العود القماري، وأخذت منه جزءاً وأوقدت مجمرة النار وألقت ذلك الجزء فيها وصفرت صفرة عظيمة وجعلت تتكلم بكلام لا يفهمه أحد فطلع دخان عظيم والملك ينظر، ثم قالت للملك: يا مولاي قم واختف في مخدع حتى أريك أخي وأمي وأهلي من حيث لا يرونك فإني أريد أن أحضرهم وتنظر في هذا المكان في هذا الوقت فقام الملك من وقته وساعته ودخل مخدعاً وصار ينظر ما تفعل، فصارت تبخر وتعزم إلى أن أزبد البحر واضطرب وخرج منه شاب مليح الصورة بهي المنظر كأنه البدر في تمامه بجبين أزهر وخد أجمر وشعر كأنه الدر والجوهر، وهو أشبه بأخته ولسان الحال في حقه ينشد هذين البيتين:
البدر يكمل كل شهـر مـرة وجمال وجهك كل يوم يكمل
وحلوله في قلب برج واحـد ولك القلوب جميعهن المنزل
ثم خرجت من البحر عجوز شمطاء.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
وفي الليلة الواحدة والتسعين بعد الستمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن جلنار لما صفرت خرج من البحر أخوها وعجوز معها خمس جوار كأنهن الأقمار وعليهن شبه من الجارية التي اسمها جلنار ثم إن الملك رأى الشاب والعجوز والجواري يمشين على وجه الماء حتى قدموا على الجارية فلما قربوا من الشباك ونظرتهم جلنار قامت لهم وقابلتهم بالفرح والسرور، فلما رأوها عرفوها ودخلوا عندها وعانقوها وبكوا بكاء شديداً ثم قالوا لها: يا جلنار كيف تتركيننا أربع سنين ولم نعلم الذي أنت فيه والله إنها ضاقت علينا الدنيا من شدة فراقك ولا نلتذ بطعام ولا شراب يوماً من الأيام ونحن نبكي بالليل والنهار من فرط شوقنا إليك ثم إن الجارية صارت تقبل يد الشاب أخيها ويد أمها وكذلك بنات عمها جلسوا عندها ساعة وهم يسألونها عن حالها وما جرى لها وعما هي فيه. فقالت لهم: اعلموا أني لما فارقتكم وخرجت من البحر جلست على طرف جزيرة، فأخذني رجل وباعني لرجل تاجر فأتى بي التاجر إلى هذه المدينة وباعني لملكها بعشرة آلاف دينار، ثم إنه احتفل بي وترك جميع سراريه ونسائه ومحاظيه من أجلي واشتغل بي عن جميع ما عنده وما في مدينته، فلما سمع أخوها كلامها قال: الحمد لله الذي جمع شملنا بك لكن قصدي يا أختي أن تقومي وتروحي معنا إلى بلادنا وأهلنا، فلما سمع الملك كلام أخيها طار عقله خوفاً على الجارية أن تقبل كلام أخيها ولا يقدر هو أن يمنعها مع أنه مولع بها بحبها فصار متحيراً شديد الخوف من فراقها. وأما الجارية جلنار فلما سمعت كلام أخيها قالت: والله يا أخي إن الرجل الذي اشتراني ملك هذه المدينة وهو ملك عظيم ورجل عاقل كريم جيد في غاية الجود وقد أكرمني وهو صاحب مروءة ومال كثير، وليس له ولد ذكر ولا أنثى وقد أحسن إلي وصنع معي كل خير ومن يوم ما جئته إلى هذا الوقت، ما سمعت منه كلمة رديئة تسوء خاطري، ولم يزل يلاطفني ولا يفعل شيئاً إلا بمشاورتي وأنا عنده في أحسن الأحوال وأتم النعم، وأيضاً متى فارقته يهلك فإنه لا يقدر على فراقي أبداً ولا ساعة واحدة، وإن






فى أمان الله
هكملكوا بقيات القصة فى موضوع تانى





#2

افتراضي رد: حكاية زواج الملك بدر باسم بن شهرمان ببنت

تسلميلي يا عمري
إظهار التوقيع
توقيع : أم علاء


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
يوسف عليه السلام ملك قلبى قصص الانبياء والرسل والصحابه
تكملة قصة حكاية زواج الملك بدر باسم بن عطور الجنه قصص - حكايات - روايات
الفقيه عبد الملك بن مروان صمت الورود قصص الانبياء والرسل والصحابه
مراجعة دراسات اجتماعية للصف الرابع المصري ترم 2 نسائم الرحمة المرحلة الابتدائية
قصة من عالم الموتى لا تفوتكم إم البراء المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:30 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل