لطيفة اغبارية: أحمد موسى ينفعل على أردوغان ويصفه “بالبلطجي”

لطيفة اغبارية: أحمد موسى ينفعل على أردوغان ويصفه “بالبلطجي” عمليّات التجميل بين الضرورة والترف ترامب “قارون العصر” الذي سيحلب الخليج.. الشيخ العريفي يؤكد أنّه لا يوجد شعب”نصراني” لاجئ

لطيفة اغبارية
صبّ الإعلامي “أحمد موسى” جام غضبه على الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وانفعل عليه بصورة كبيرة، ونعته “بالبلطجي” و”الشّاذ”، لأنّه يحمي حقوق المثليين، وسخر منه لأنّه يدّعي بأنّه “حامي الحريات”.
انفعال أحمد موسى، جاء في برنامجه “على مسؤوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، جاء كردّة فعل لا نستغربها لأنّ أردوغان وقناة “الجزيرة” من ألد أعداء النظام المصري وإعلامه، وهذا الانفعال غير الجديد ليس وليد اللحظة، لكنّه طفا مجدّدا على السطح بعد تصريحات الرئيس التركي الذي اتّهم في حوار له مع “الجزيرة” أنّ النظام المصري يساند “الكيان الموازي”، في إشارة منه إلى جماعة عبد الله غولن، الذي اتهمه أردوغان بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل عليه.
أردوغان أشار إلى أنّ الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي خان رئيس دولة، قاصدًا بذلك الرئيس المعزول محمد مرسي، وأنّه حارس الديمقراطيّة والحريّات، وأنّه على استعداد للوقوف إلى جانب الشعب المصريّ في صراعه من أجل الديمقراطيّة.
تصريحات أردوغان أثارت أيضا المتحدّث باسم الخارجية، فعبّر هو الآخر عن صدمته من أقوال أردوغان، ومن تنصيبه حارسًا للديمقراطية وحاميًا للحريات، في الوقت الذي تعتقل فيه حكومته المئات من أساتذة الجامعات والإعلاميين، والعشرات من نواب البرلمان، وتغلق عشرات الصحف وتقصي عشرات الآلاف من الموظفين العموميين وضباط الجيش ورجال القضاء من وظائفهم، بحجّة انخراطهم في مخطط الانقلاب على النظام.
لا أحد يستطيع إنكار النظام الديمقراطي التركي، ومساندة الشعب لأردوغان ودحرهم للانقلاب، هي أكبر دليل عن رضاهم عن سياسته وإلا أطاحوا به، ولا أحد يستطيع إنكار النهضة التركية التي قام بها أردوغان، لكن من أخطائه هي التدخل في شؤون الدول الأخرى والتي خلقت له الأعداء الذي هو بغنًى عنهم.
أمّا فيما يتعلّق بموضوع الحريّات بكل من مصر وتركيا، فهو قابل للنقاش، ولن نطيل في ذلك، لأنّ كل دولة لها ظروفها، والتشديد ضد الحريات في تركيا بدأ بعد محاولة الانقلاب، وهذا رد فعل كان سيقوم به أي رئيس للمحافظة على دولته، وبالتالي ستجد المنتقدين لهذه للسياسة التركيّة، كما الحال مع المحروسة، وهنا نقول المثل المصري:” لا تعايرني ولا أعايرك، دة الهّم طايلني وطايلك”.
*
التجميل بين الضرورة والترف
تزداد بصورة كبيرة صرعة إجراء عمليّات التجميل بين الشرائح المجتمعيّة المختلفة، ونعتقد أنّ الحظ الوافر لإجراء هذه العمليّات هو من نصيب الفتيات، وذلك بعد انتشار هذه المراكز بشكل كبير، الأمر الذي جعل البعض يتساءل إذا كانت هذه العمليّات والتغيير في الشكل هو “حلال” أو “حرام”؛ وهذا ما تطرّقت إليه أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح، في برنامجها “فقه المرأة” على قناة “الحياة2″، المصريّة، حيث قالت إنّ “التغيير من أجل التجميل” ليست وليدة اليوم، بل هي منذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إذ أنّ “عُرفجة بن أسعد” الذي أصيب في حرب من حروب الجاهليّة، فاتّخذ أنفًا من “الفضة”، لكن الأنف لم يلائمه، فقام بتغيير أنفه إلى الذهب، رغم أنّ الذهب محرّم للرجال، لكن للضرورة أحكام، معتبرة أنّ كل عملية تجميليّة تزيل أي ضرر نفسي أو مادي، فلا حرج من القيام بها. لكن إجراء عمليات التجميل بدون سبب، ومن أجل تقليد الغير والتغيير فهذا حرام.
وتطرقت الدكتورة سعاد إلى حكم زرع الشعر والحاجبين والرموش، للرجل والمرأة على حد سواء، فإذا كانت هذه العمليات نتيجة أسباب مرضية مثل السرطان أو الاكتئاب النفسي، أو أمراض أخرى، أو نتيجة حريق، ولم ينفع معها العلاج أولا، فيمكن زرع الشعر في هذه الحالات، وتحسين المظهر.
نتّفق مع ما تقوله الدكتورة ليس فقط من باب الحكم الشرعي للعمليات، التي يجب أن تنبع فعلا من حاجّة ماسّة لدى الشخص لإجرائها، عندما تكون فعلا تعرقل حياته وتؤثر عليها سلبًا، أمّا العمليات لأجل الترف والتقليد والتشبّه بالمغنيات والممثلات، فعدا عن تحريمها، نحن لا نستسيغها، لأنّ هذا الجمال اصطناعي مزيّف، وأحيانًا لا نستطيع تمييز الكثير منهن لأنّهن يحملن نفس ملامح الوجه، ناهيك عن النتائج العكسيّة التي قد تأتي بها هذه العمليّات، كتشويه الوجه، وتدمير مستقبل الفتيات للأبد.

قارون العصر
لم نصدّق يومًا أيّ رئيس أمريكي بأنّه يحبّ العرب، وأنّ واحدًا منهم لن يتردد بحرق العرب ودولهم على حساب مصلحتهم ومصلحة الغرب.أمّا هذا الرئيس “المغضوب عليه” كما يبدو، ونشاهد يوميّا ما تنقله الفضائيات من تظاهرات ضدّه، لكن هذا الرئيس لم نستسغه إطلاقا، فعدا تحرشاته العلنية والصبيانية المقزّزة، الناتجة عن الثراء الفاحش، والمصالح، حيث يعتقد أنّه بإمكانه شراء كل ما يريد في ماله، فقد انشغلت وسائل الإعلام هذا الأسبوع في موكبه وسيارته المصنوعة من الذهب، وفي حمّام الذهب الخالص في طائرته الخاصّة التي تحمل اسمه وشعار عائلته. وبعضهم لقبّه بـ”قارون العصر” الجشع الذي يطمح لحلب البقرة السمينة ، كما وصفها، وهي المملكة العربية السعوديّة. كنّا ولا زلنا نتمنى أن تكون أموال العرب وخيراتهم لهم لكن هذه الأموال من نصيب “إبليس″!.
**




محمد العريفي واللاجئين
استمعنا إلى خطبة الجمعة للداعية الدكتور محمد العريفي، وهو يؤكد أنّ اللاجئين في كل العالم هم من “المسلمين السُنّة”، ويتحدى الشيخ العريفي أن يكون هناك شعبا “نصرانيّا” لاجئا في العالم. فالسوريون اللاجئون هم “مسلمون سنّة” كما وصفهم، وكذا الحال مع الصومال ومالي والعراق وفق أقواله.
هذه التقسيمات التي عرضها الشيخ لا تعمل فقط على تقسيم الشعوب لمسلمين ومسيحيين، بل على تقسيم المسلمين إلى “سُنّة وشيعة” أيضًا، عندما يحدّد “طائفة” اللاجئين.
قد تكون المعرضّة للدمار والحرب أكثريتها من المسلمين، لكن هذا لا يعني أنّ الحرب تفرق بين دين ودين، أو طائفة وأخرى.
ألم تُرتكب مجازر بشعة في حق المواطنين المسيحيين في “معلولا” السورية، وتم تهجير مئات العائلات، وحرق منازلهم، وتدمير المعالم المسيحية التاريخية بها؟.
ألم يتمّ النزوح الكبير للعائلات المسيحية في الموصل أيضًا؟ ولم يتبقّ منهم إلا المئات؟
وإذا كان كلام الشيخ صحيحا، فهذه شهادة فقر للدول الإسلامية التي تملك الإمكانات المالية وغيرها، ولا تقوم بمساعدة اللاجئين، ولا تحرّك أي ساكن لمساعدتهم، فلماذا تعتبون على الغرب والمؤامرات العالميّة، والدول الإسلامية تقف موقف المتفرّج؟!.
*كاتبة فلسطينية.