بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تعرف أنك أحدثت ذنباً؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد:
مَنْ منَّا مَنْ لم يشعر بالوحشة يوماً بينه و بين أقرب الأقرباء منه...
من منا من لم يحس بتمزق قلبه في شعاب الدنيا..
من منا من لم يشعر يوماً بقلة البركة في قوته و رزقه و وقته..
و من منا من لم يرَ غيره أو هو نفسه يلهث وراء سراب الدنيا..
هذا الذي تقدَّم ليس غريباً عليَّ و لا عليكم، فقد تكون الآن.... نعم أنت ..... الآن يا من تقرأ أحرفي هذه تحس بشيء مما قلته أعلاه....
و عليه إخوتي ..أخواتي و أحبتي في الله، فلربَّما نكون قد أذنبنا ذنباً صغيراً أو كبيراً و نحن لا ندري بأننا أذنبنا، و هذا وارد الحدوث.
لذا أحببتُ أنْ أقدمَ لي أولاً و لكم ثانيةً الأحد عشر مؤشراً و التي نستطيع بها أن نعرف ما إذا كنا قد أحدثنا ذنباً أو لم نحدثه و هي:
المؤشر الأول: ( شعورك بالوحشة بينك و بين أهلك و أقرب الناس إليك ).
المؤشر الثاني: ( شعورك بالضيق و الضجر و عدم الرضا عن ذاتك ).
المؤشر الثالث: ( شعورك بالحيرة و الضياع ).
المؤشر الرابع: ( استثقالك للطاعات ).
المؤشر الخامس: ( استخفافك بالمحرمات ).
المؤشر السادس: ( نسيانك غير الطبيعي ).
المؤشر السابع: ( تشتتْ قلبك بين شعاب الدنيا و اللهث وراء سرابها ).
المؤشر الثامن: ( ارتفاع البركة عن قوتك و رزقك و وقتك ).
المؤشر التاسع: ( ظهور الأوجاع الفتاكة التي لم تكن في أجدادك ).
المؤشر العاشر: ( تسلط عدوك عليك و نزع هيبتك من قلبه ).
المؤشر الحادي عشر: ( دعوة والديك عليك بالسوء ).
تلك المؤشرات الأحد عشر هي ما تخلفه الذنوب و المعاصي وراءها فينا، فإذا كنتَ أخي الكريم أختي الكريمة تحس بوجود أحدها أو أكثر فيك، فاعلم بأنك قد أحدثتَ ذنباً ، و وجبت عليك التوبة منه الآن.....
فقل معي و بصوت لا يسمعه غيرك و بقلب حاضر خاشع مستحضر لخشية ربي و ربك الآتي
﴿ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاإلهَ إلاأنْتَ خلَقَْتنِي وَأَنَاعَبْدُكَ،وَأنَاعَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسَْتطَعُْت،أعُوذُ بكَِ مِنْ شَرِّمَاصَنعَْتُ،أبُوءُ لَكَ بنِعِْمَتكَِ عَلَيَّ،و أبُوءُ بِذَنْبيِ، فَاغْفِرْليِ، فَإنَّهُ لا يَغِْفُرالذُّنُوبَ إلا أنْتَ ﴾
ثم قل معي أيضاً...
يا رب سأقلع عن ذنبي...
يا رب أنا نادم على ارتكابه..
يا رب ارزقني العزم على ألا أعود إليه ثانية..
و تذكرْ دائماً قوله صلى الله عليه و سلم:
﴿ للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتَِوَبةِ عبْدِهِ حِينَ يتوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحدُِكمْ كاَن عَلَى رَاِحلَتِه بأرضٍ فَلاةٍ، فَانَْفلَتتْ مِنهُْ وَعَلَيْهَا طَعَامُه وَشَرابهُ فأَيسَِ مِنْهَا، فَأَتى شَجَرَةً فاضطَجَعَ في ظلِِّهَا وقد أيسَِ مِْن رَاحلَتهِ، فَبَينمَا هُوَ كَذَلكَِ إذِْ هُوَ بِها قائمَِةً عِندَهُ، فَأَخَذَ بخِِطامِهَا ثُم قالَ مِن شِْدَّة الِفرَحَ : اللَّهُمَّ أنْتَ عَبدِي وأنا رَبُّكَ أخَطْأ مَِن شِْدةَّ الِفرَحَ﴾