فَسَاتيني !
لماذا صرتُ أكرهُها ؟
لماذا لا أمزّقها ؟
أقلِّبُ طرفي
كأني لستُ أعرفها
كأني .. لم أكنْ فيها
أحركها وأملؤها ...
لمن تتهدَّلُ الأثوابُ .. أحمرها وأزرقها
وواسعها .. وضيقها
وعاريها.. ومُغلقها
لمن قَصبي !..
لمنْ ذهبي ؟
لمنْ عطرٌ فرنسيٌّ
يقيمُ الأرضَ من حولي ويُقعِدها
فساتيني ..
فراشاتٌ محنَّطةٌ
على الجدران أصلبها
وفي قبر من الحرمانِ أدفنها..
مساحيقي ، وأقلامي
أخاف أخاف أقربها
وأمشاطي .. ومرآتي
أخاف أخاف ألمسها ..
فما جدوى فراديسي ؟.
ولا إنسانَ يدخلها ...
نزار قباني