اعتبر بعض علماء اللغة أن لغة شعب "بيراها" الذي يعيش بمعزل في غابات الأمازون بالبرازيل هي الأكثر غرابة في العالم بفعل خصوصياتها التي تجعلها مختلفة تماما عن بقية اللغات في العالم.
وقال البروفسور رولف ثايل من جامعة أوسلو، في مقال نشر على موقع Science Nordic، إن "اللغة الأكثر غرابة في العالم هي، بلا شك، لغة بيراها".
ويغيب عدد من البنيات اللغوية التي تعد جزءا لا يتجزأ من أي لغة بشرية، كفعل يدل على الزمن الماضي والزمن المستقبل، فضلا عن مفهومي العدد واللون، عن لغة بيراها. ويوجد فيها الزمن الحاضر فقط.
ويقول العلماء إن خصوصيات هذه اللغة تنجم عن خصوصيات ثقافة الشعب. ويمكن وصف جوهر ثقافته بالتركيز على ما يحدث في الزمن الحاضر دون التفكير في الماضي والقلق أو الخوف من المستقبل.
ولا يتواصل ممثلو شعب بيراها بواسطة الكلمات فقط، إنما عن طريق أصوات تشبه تغريد الطيور واستخدام أصوات غريبة، تقليدها في غاية الصعوبة.
وتلعب النغمة دورا هاما في لغة بيراها حيث يمكن أن يكون لرمز واحد مكون من الأصوات نفسها عدد كبير من المعاني. على سبيل المثال، تختلف كلمتا "صديق" و"عدو" بالنغمة فقط.
وقال عالم اللغات، ديفيد إفيريت، الذي عاش بين أبناء بيراها لسنوات طويلة وتعلم لغتهم : "إن استخدام لغة بيراها مريح جدا في أثناء الصيد، إذ أن الرجل الذي يخرج للصيد يمكنه الاستغناء عن استخدام اللغة العادية واللجوء إلى التواصل غير اللفظي مع أعضاء المجموعة الآخرين".
ولغة بيراها، قد تبدو لأول وهلة بدائية وبسيطة جدا، غير أن العلماء الذين تعاملوا معها، أشاروا إلى أن نطق أصواتها وفهم قواعدها اللغوية أمر صعب جدا.