ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ، ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻓﺎﺩﻱ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ، ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪﻭﺍ ﺑﻴﻌﺔ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ، ﻭﻋﺎﻫﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻭﻩ ﻭﻳﻤﻨﻌﻮﻩ
ﻣﻤﺎ ﻳﻤﻨﻌﻮﻥ ﻣﻨﻪ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ، ﻭﻭﻓﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﻌﻬﺪﻫﻢ، ﻓﺮﺿﻮﺍﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.
ﺟﺎﻫﺪ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( ﺟﻬﺎﺩًﺍ ﻋﻈﻴﻤًﺎ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺷﺘﺪ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ،
ﻭﻻﺣﺖ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؛ ﺍﻧﺘﻬﺰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﺘﺨﻠﺼﻮﺍ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺾّ ﻋﻨﻪ ﺃﻛﺜﺮ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻌﻪ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻭﺍﺣﺪًﺍ ﻣﻦ
ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( ﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﻮﺳًﺎ، ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﻭﻇﻞ ﻳﺮﻣﻲ
ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺮﻣﻲ؛ ﻓﻮﺟﺪ ﻗﺘﺎﺩﺓ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ (، ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺐ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻮﺿﻊ ﺟﺴﺪﻩ ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻟﻴﺘﻠﻘﻰ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ
ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﺔ ﻧﺤﻮﻩ.
ﻓﺄﺻﺎﺏ ﺳﻬﻢ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﺴﺎﻟﺖ ﻣﻨﻪ ﻋﻴﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ،
ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻥ ﻋﻴﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺻﻴﺒﺖ، ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺣﺪﻗﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻨﺘﻪ، ﻭﺭﺃﻯ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺃﺧﺎﻫﻢ ﻓﺄﺷﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻄﻌﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺁﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
( ﺭﻕَّ ﻟﻪ، ﻭﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ، ﻭﻗﺎﻝ : (ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻥ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻗﺪ ﻭﻗﻰ ﻭﺟﻪ ﻧﺒﻴﻚ
ﺑﻮﺟﻬﻪ، ﻓﺎﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺃﺣﺪَّﻫﻤﺎ ﻧﻈﺮًﺍ ) [ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ] ، ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺪﻋﻮﺓ ﻧﺒﻴﻪ (.
ﻓﻤﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻧﺘﺼﺎﺭًﺍ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺓ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ، ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .-
ﻭﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﺮﺩ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻟﻠﺼﻼﺓ، ﺗﺤﻦ ﻧﻔﺲ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺇﻟﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ (،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭﺷﻬﺪﺕ ﻣﻌﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﻧﺴﺘﻪ
ﺑﻨﻔﺴﻲ، ﻓﻘﺎﻡ ﻭﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ؛ ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺑﺮﻗﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ( ﺃﺿﺎﺀﻫﺎ
ﺍﻟﺒﺮﻕ ) ﻓﺮﺁﻩ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻓﻘﺎﻝ: ( ﻣﺎ ﺍﻟﺴُّﺮﻱ ﻳﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ؟ )، ﻣﺎ ﻫﺎﺝ ﻋﻠﻴﻚ
(ﺃﻱ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺮﺟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ) . ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :- ﺇﻥ
ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﻠﻴﻞ؛ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺷﻬﺪﻫﺎ ﻣﻌﻚ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻲ
ﻭﺃﺅﻧﺴﻚ ﺑﻨﻔﺴﻲ . ﻓﻘﺎﻝ: ( ﻓﺈﺫﺍ ﺻﻠﻴﺖ ﻓﺄﺕ ) . ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ: ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ؛ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺮﺟﻮﻥ ﻓﺘﺤﺼَّﻦ ﺑﻪ، ﻓﺈﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﺧﺮﺟﺖ ﺃﺿﺎﺀ ﻟﻚ ﻋﺸﺮًﺍ (ﺃﻱ ﺃﻣﺎﻣﻚ
ﻭﻋﺸﺮًﺍ ﺧﻠﻔﻚ )، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ : ( ﻓﺈﺫﺍ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺭﺃﻳﺖ ﺳﻮﺍﺩًﺍ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺎﺿﺮﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﺷﻴﻄﺎﻥ )، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻛﻤﺎ
ﻭﺻﻒ ﻟﻲ، ﻓﻀﺮﺑﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻲ . [ ﺃﺣﻤﺪ ].
ﻭﻛﺮﺍﻣﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻳﺮﻭﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -،
ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻋﻤًﺎ ﻟﻘﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ -ﺭﺿﻲ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻣﺸﺮﺑﺔ ( ﻏﺮﻓﺔ ) ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮﺍﺑﻪ، ﻓﻌﻤﺪ
ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﺳﻤﻪ
ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺃﺑﻴﺮﻕ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺸﺮﺑﺔ ﻓﻨﻘﺒﻬﺎ (ﺃﺣﺪﺙ ﺑﻬﺎ ﻓﺘﺤﺔ )، ﻭﺃﺧﺬ ﻣﺎ
ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺳﻼﺡ .
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺎﺀ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ، ﻓﺄﺧﺬﺍ ﻳﺘﺤﺴﺴﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ
ﻟﻴﻌﻠﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﻤﺎ، ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺄﻛﺪ
ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻊ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻴﺮﻕ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﻻﺑﻦ ﺃﺧﻴﻪ : ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺖ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ، ﻓﻘﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻨﺎ ﺃﻫﻞ ﺟﻔﺎﺀ، ﻋﻤﺪﻭﺍ
ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻲ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻓﻨﻘﺒﻮﺍ ﺷﺮﺑﺔ ﻟﻪ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺳﻼﺣﻪ ﻭﻃﻌﺎﻣﻪ،
ﻓﻠﻴﺮﺩﻭﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺳﻼﺣﻨﺎ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺃﺑﻴﺮﻕ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺻﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ، ﻋﻤﺪﻭﺍ ﺇﻟﻰ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻓﻜﺬﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻀﻠﻮﻩ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ
ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﻋﻤﻪ ﻋﻤﺪﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺇﺳﻼﻡ ﻭﺻﻼﺡ
ﻳﺮﻣﻮﻧﻬﻢ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ، ﻭﻛﺬﺑﻮﺍ، ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺑﺸﺮ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺷﻴﺌًﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺑﻪ ﺭﺑﻪ .
ﻭﺟﺎﺀ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻟﻴﻌﺮﻑ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻓﻠﻘﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
( ﻣﺤﺘﺪًﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﻋﻤﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﺫﻛﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﺳﻼﻡ ﻭﺻﻼﺡ ﺗﺮﻣﻴﻬﻢ
ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ﺗﺜﺒﺖ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻟﻘﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ -
ﺣﻴﻦ ﻏﺎﺏ ﻋﻨﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﺗﻬﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻻ ﺩﻟﻴﻞ . ﻓﺨﺸﻰ
ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻗﺪ ﻏﻀﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ:
ﻟﻮﺩﺩﺕ ﺃﻧﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﻣﺎﻟﻲ ( ﻓُﻘﺪﺕ ) ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻠﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ . ﻭﻳﺄﺗﻴﻪ ﻋﻤﻪ ﻳﺴﺄﻟﻪ: ﻳﺎﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖ؟ ﻓﻴﺨﺒﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻋﻤﻪ: ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻘﻮﺏ: ﻓﺼﺒﺮ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ .
ﻭﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : } ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺎ ﺃﺭﺍﻙ
ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻦ ﻟﻠﺨﺎﺋﻨﻴﻦ ﺧﺼﻴﻤًﺎ . ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﻏﻔﻮﺭًﺍ ﺭﺣﻴﻤًﺎ {
[ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: 106-105 ]. ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ( ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻴﻘﺮﺅﻩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﺄﺗﻲ
ﺑﺎﻟﺴﻼﺡ ﻓﻴﺪﻓﻌﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻴﺮﺩﻩ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻪ ﺭﻓﺎﻋﺔ، ﻓﻔﺮﺡ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ،
ﻓﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻪ، ﻓﻴﻨﺘﻔﺾ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﺮﺣًﺎ؛ ﻟﻴﺲ ﻟﺮﺟﻮﻉ ﺳﻼﺣﻪ
ﻭﻋﺘﺎﺩﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﺮﺡ ﺑﻪ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﺰﻳﺪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎﺑﻦ ﺃﺧﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ
ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ. [ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ].
ﻭﺗﻮﻓﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ -، ﻓﺤﻀﺮ ﻋﻤﺮ ﺟﻨﺎﺯﺗﻪ ﻭﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ