لعلَ ما ألبستهُ قِناع أذيتكَ يوماً يَمنع عنكَ شراً! #بقلمى
السلام عليكم
كانت اشِعه الشمسِ الذهبيه تَسبقُ خطواته نحو مَتجرِهُ ،
واسرَعت بالاشراقِ علَيه قبل بِلوغه أياه بثوانٍ ، تعَلقت انظاره بالفَتى الصغيرِ النائم امام متجَره ذو الوَجهِ المُلطخ بالاتربه والملابس القَصيرة المُمزقه ، اقتَرب منه وهزهُ بِلُطف مُبالغ بهِ ، بدأ الفقير بالاستيقاظ وفتحَ عينه ولكنه اسرع بأغلاقها ووضعَ يدهُ فَوقها ليحجب عنها اشِعه الشَمس ، لم يَلبث حتى وقفَ علي قَدميه مُستعيداً نشَاطه مُتعجباً من ابتسامة الرضا التي رُسِمت علي وجه صاحب المتجرِ ، لم تَمضِ ثوانٍ حَتى تَبدلت ذلك الثغر الباسم والاعين الضاحكه الي جَبينٍ مُتقَطب واعين تَبرُز مِنها الحِده ، رُهِف سَمعه بِصوت صاحب المتجرِ وهو يصيح بِه قائلاً بِغضب " ألم أخبرك بإن تَرحل مِن هُنا ؟ اتحسب إنك بِفُندق لِتجول بالشوراعِ نهاراً وترقُد امامَ مَتجَري ليلاً ؟ .. إذهب من هُنا وإلا جَعلتُكَ عبره لأمثالك!" لَم يَكد يَنتهي مِن حَديثه حتى لاحظ فِرار الفَتى من امامه خَوفاً مِن تَهديده ، دَخلَ الرجل الي متجره مُتجنباً نظرات الاستحقار والحدة المُلقاه عليه من الناس حَولِه ، اختفت الشَمس وارتدت السمَاء سُترتها الكُحليه ، وهمَ الرجُل بإغلاق متجره ، قَبل رَحيله القيٰ نَظرة صَغيره علي المكانِ حَولِه مُتأكِد من إطاعه الفَتى لإوامره مَضت الساعات كالثوانٍ وأسرع النهار يَشقُ الليل مُعلناً بدأ يوم جَديد كَآن الرجلُ قَد وَصلَ إلي مَتجره ووجَد مَا اعتَاد عَليهِ ، نَفس الفَتى راقد امَام متجَرهِ ، زَفرَ الرَجل بِنفاذ صَبرٍ واقتَربَ مِنه ورَفسهُ بقَدمِه ، أستيقظَ الفَتى مَفزوعاً نَاظراً إلي الرَجُلِ بِخَوفٍ كَان الرَجُل علي وَشك ان يَصيح بِه أو ان يَصفَعهُ ولَكِنه هَرب راكضاً مِن امامه ، ألقتَ عَليه إحدى الفتيات المارين بالشَارع نَظرة مليئه بالاستحقار ثُمَ قَالت وهي تَهم بالانصراف " عِشتُ لليوم الذي أري بِه قُلوب البَشرِ حِجارة " دَخلَ إلي مَتجرهِ وهو يَشعر ببعضٍ مِن تأنيب الضَمير ، مُحي تأنيب ضَميره حَديثهُ إلي نَفسهِ " لقد حَظرته وهو أهملَ تحذيري ! ونَتيجه الاهمال عقاب !" مَرَ عَليه يومٍ أخر مَليئ بالتَعب و الارهاق والغَريب ..تأنيب الضمير! باليوم التالي شَهدَ الناس صُراخه لِفَقده أحدي بضَاعة مَتجره .. ولكن لم يَهتم أحد بِصُراخه ظَل يَسرح ببصره في المكان حوله بِِعقلٍ شارد وجبين متقطب، تعثر بصره بكاميرة المراقبه الموضوعه امام متجره فأسرع بالتقاطتها واخرج منها بطاقه الذاكره ووضعه بفلاشه بالحاسب الالي داخل متجره
وبدأ في تَشغيل الفيديو وأعاده ليومين مَضُوا .. بدأ الفيديو بسكون الليل حَيث كاان الفتي ناائم اماام متجره ، لاحظ الرجل اقتراب ظلٍ علي متجره ، ظهر وجه رجل ببشره ضاكنه وشفاه غليظه يحاول سَرقه متجره ، استيقظ الفتي مِن نومه وحاول ابعاد السارق ، دار بينهم شجار عادى وبعد ثوانٍ هَرب السارق خوفاً مِن أن يلفت الشجار انتباه احد المارين بالشارع صُدفه .. شَعر صاحب المَتجر برغبه بالبكاء او ان يصفع نَفسه لِسوء تعَامله مَع ذلك الفتي المسكين "لعلَ ما ألبستهُ قِناع أذيتكَ يوماً يَمنع عنكَ شراً" تعجلَ بالفيديو لمساء اليوم الذي سُرِقَ بهِ مَتجره حيثُ كان يَسند الفَتى رأسه علي باب المتجر لتقترب مِنه فتاة وجهها مألوف علي صاحب المتجرِ و ربطت علي رأسه راسمه علي وجهها ابتسامه تَفيض بالشفقه اوقف صاحب المتجر الفيديو يحاول تَذكُر وجه الفتاة ، قَفزَ في عَقلهِ فجأه نظرتها المليئه بالاستحقار وهي تُعيبه علي اهانتهِ للفتى اعاد تَشغيل الفيديو حَيثُ مَدت الفتاه يدها الي الفتَى وسعادتهُ علي النهوضِ ووقفت لتُحدثه قَليلاً ثم سارت مَعهُ حتى اختفيا عَن اعيونه تماماً .. بَعد مِرور وقت ليسَ بالطويل لاحظَ صاحب المتجر اقتراب الرجل ذو البشرةِ الداكنه حاملاً بيده مِفكاً ولم يلبث حتى استطاعَ فَتح باب المتجر و دخوله لِسرقه اغراضه .. "وعسي ان تكرهوا شيئاً هو خيرٌ لكم"
#بقلمى
في امان الله