فتحــت عينيهــا ببطء .. فوجدت نفسهــا ترقد على سرير أبيض ..
و معلق لهــا محاليــل ..
ولما وقعت عينيها على والدهــآ قالت له : أنــا فيــن ؟؟
وفى اللحــظة دى افتكــرت والدتها واللى حصــل فرجعت
تبكــى وتقول : بابا .. ماما حصل ليهــا ايــه .. ؟؟
ماما .. ماما هتــروح مننا يا بابا ولا ايــه ؟؟
لأ ..لأ .. اهئ اهئ اهئ .. وتبكــى بشدة ..
الاب : هدى نفسك بس يا بنتــى وان شاء الله ربنــا كبيــر ..
دخلــت الممرضــة ولقــت فاطمة منهــآرة تماما
فادتهــا مهدئ .. ونــآمت فاااطمة ..
صحيــت فــاطمــة بعد منتصف الليــل ..الســاعة 3:30 ..
لقــت والدها نايــم على الكــرسى جنبهــا ..
وبعدهــا تذكــرت والدتها تــانى فقعدت تبــكى .. وتقول( يا رب )
يـــااا رب اشفيهــااا .. يا رب نجيهــــا .. ياااارب
ياااا رب ارحمنـــى يــآ رب .. انا مقدرش اعيــش من غيــر ماما ..
مــااما هى حياااتــــى ..
وهنا توقفت " فاطمــة " عن الدعــاء .. يااااااا الله ..
ايــه ده بس ..؟؟ ازاااى ربنــا هيرحمنــى وانا اللى طردت نفســى من رحمتــه ..
أيــوة بغبــائى طردت نفسى من رحمتــه لما تنمصت وعملت حواجبـــــى ..
يااااااه .. ياما سمعت الحديــث اللى بيقول ..
"لعن الله النامصــة والمتنمصــة "
يااااااا رب يعنـــى ايــه .. طيــب مفيــش امــل انك ترحمنــى ..
آه .. آه .. آه .. ياا رب انا هتـــوب والله وارجــعلك تــانى
بس ارحمنــى ورجعــلى مــامــا .. ونجيهــا وخليها لينا ..
يا رب توووووبة مش هتنمص تــاااانى .. سامحنــى يا رب المــرة دى ..
يا رب عشــان خــاطر ماما الست الطيبة دى اللى بتحبــك وقريبة منــك ..
( استشعــرت فاطمــة فى اللحظــة دى معنــى ان الانسان
يكــون مطرود من رحمــة ربنــا .. يعنــى ربنــا مش هيــرحمه ..
لأن هو اللى طرد نفسه منها ..
تألمت فاااطمـة جدااا جدااا لهذا الشعـــور
وأحســـت ان الدنيــا ضاقت بيهــا
حتى اقرب حد ليها اللى هو ربنا
" ونحن اقرب اليــه من حبــل الوريــد "
برضو هى طردت نفسهــا من رحمتــه ..
احست باليأس التــام والانهيــار الشديـــد ..
حتــى دوّى فى الأرجـــاء صــوت .. هز اركــانهــا ..
صــوت لطــالما سمعتــه .. ولكــن لم تلقــى لــه بالاً..
إنَّــه صــوت " الآآآذان "
( الله أكبــر .. الله أكبــر .. الله أكبــر .. الله أكبــر )
أحســت فاطمــة بشعــور غــريب جدااا ..
صــوت الاذان اشعــرها بالانـــس فى ظلمــة الليل الموحشة
ام انهــا اشتــاقت فعــلا الى الله وتــريــد ان تعود اليــه
وتتوب اليــــه .. وتفتــح صفحــة جديدة مع الله ..
سبحــان الله .. " ان الله يبتــلى ليُهذب لا ليُعّذب "
الله – عزوجــل – هو أرحــم بعبــادة من انفسهم بأنفسهــم ..
هو أرحـــــم الرآحميـــــن ..
يبتــلى العبــد حتــى يكســره ويجعــله يتذكــر ربــه ..
ثم هو سبحــانه يوفقــه للتوبــة " ثم تاب عليهم ليتوبوا "
يااااااه علــى رحمــة ربنــا بعبــاده ..
جلســت فاطمــة شــاردة فى احزآنهــا حتى انتبهــت الى
صوت إقــــــــامة الصـــلاة ..
ثم انطـــلق من الميكروفون بتــاع المســجد صــوت عذب
يقرأ بالنــاس فاتــحة الكتــاب.. فاندمجــت فاااطمــة مع
كــلام ربهـا الذى تسمعــه وكأنهــا تسمعــه للمــرة الاولــى ..
انتهــى القــارئ من قراءة الفــاتحــة .. وبدأ فى قراءة السورة القصيــرة ..
( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا
إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ(54)
ارتـــعد جســـد فاطمــة بعد سمــاعهــا للأيــات ..
وقعدت تبكــى وتبكــى وأحســت ان دى رســا لة ليهــا من ربنــا ..
بيقولهــا اوعى تيأسى من رحمتــى وان التوبــة تجــب ما قبلــها ..
فقــالت فى نفسهــا اكيد معنــى كده
انى لو تبــت ربنا هيغفــرلى تنمصــى
وهيرحمنــى وانا هعــاهد ربنــا ..
انى خلآص مش هنمص حواااجبــى تــانى ابدااا ..
وقــااامت فاطمــة ولأول مـرة من أشهــر قامت لتتوضأ وتصــلى الفجــر ..
كبـــــرت فاااطمة ودخــلت فى الصــلاة .. وبدأت فى القرآءة ..
أحســت بشعــور جديــــــد ما حستش بيــه قبــل كده فى الصلآة ..
سجـدت فاااطمــة بين يدى ربنـــــا وقعدت تبكـــى وتقوله :
ياااااا رب انا اسفـــــــة سااامحنـــى .. انا وحشــة اوووووى
ومكســــوفة اوووووووى من نفســى يعنــى انا اعصيــك وابعد عنك ..
ولمــا ابتــلى بسبب ذنوبــى تقف جنبــى وتدينى امل فيــك
انك مش هتسيبنــــى وتبعتــلى رســالة انى ما
ايأسش من رحمتــك وعفـــــوك ابدااا ..
أنا حقيــرة اوووووى ياااااا رب ونفسـى اقــرب منــك .. بس ازااااااااى ؟؟
ازاى وانا ذنوبــى مثل الجبـــال ..
ويــا ترى هتقبلنــى يااا رب ولا لأ .. يااااااا رب ..
ياااااااا رب مليش غيـــــــــرك والله .. سااااعدنـــــى ..
يـاااااااارب ( وقلبهـا منفطــر ) :
يااااااا رب نجى ماما واشفيهــا
يا رب رجعها لينـــــــا .. يااااا رب انت على كـل شئ قديـــر ..
ظلـــــت فاطمــة تدعو فى السجــود لمدة نصف ســاعة ..
ثم انهــت صلآتهــا .. بعد الصلآة أحســت بطمأنينة عجيبة
وأن الله ربط على قلبهــا .. واذهــب عنها حالة الانهيــار اللى كــانت فيهــا ..
فقعدت تحمــد ربناا .. وتقولـــــه ..
" بحبــــك اوووووووى وعاااااااااوزة ارجعلك ..
يا رب خلينــى ارجعلك .. دلنــى على الطريق بتاعك وازاااااى امشى فيـه ..؟؟
هنـــــا ربنا الهمهـــا انهــا تتصــل بــ هنــد ..
>> هنــد فى مثل عمــر فاطمــة ..
هى فتـــآة ملتــزمــة ومنتقبـــة
ومشهــورة بأخلاقها المتميــزة فى الكليــة ..
ومشتهــرة ايضااا بأعمــالها الدعــوية وحلقاتها فى المسجد..
فاطمــة ( فى نفسهــا ) :_ اكيــد هنــد هى اللى هتسااعدنــى اوصل لربنــا
وازاااى اتوب صح وأمشـى صــح ..؟
بس الوقت مش مناسب احنا دلوقتــى الفجــر لســه ..
بس اكيــد " هنــد " صااحيــة بتصلــى الفجــر ..
طلبت فااطمة رقم هنــد .. وانتظرت الرد ..
هنــد :_ السلآم عليكــم ورحمــة الله و بركــآته ..
فاطمــة :_ وعليكــم السلآم ..
هنــد :_ أيــوة ميــن حضـرتك ..؟؟
فـاطمــة :_ انا فااطمــة الــ ( ........ ) مش فكــرانى ..؟
هنــد :_ أيــوة أيــوة .. ازيك يا فطووم .. عاملة أيــه ؟
سعيــدة بسمــاع صوتك يا حبيبتـــى ..
فـاطمة :_ انا محتجــالك اوووووى يااا هنــد ..
وسردت لهــا ما حدث ..
هنــد :_ لا اله الا الله .. شفاها الله وعــافاها يا حبيبــة ..
خيــراً ان شااء الله .. بإذن الله هكــون عندك عالســاعة 9 كده ..
بس ادينى عنوان المستشفى ..
فاطمة اعطت عنوان المستشفى لــهند ..
وجلســت فااطمة متشووقة للقــاء هنـــد ..
وانها تكلمها عن ربنــا ..
هنشوف اللقااء ان شاء الله الحلقـة الجــآية ..