قال تعالى :
( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
إن قضاء حاجات عباد الله - مما يقدر عليه المسلم - أحب إلى الله من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع ما في الاعتكاف من إحياء الليل وقراءة القرآن والبعد عن الفتن ، ولكن مع ذلك فقضاء حاجات ذوي الحاجات أحب إلى الله من ذلك .
ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا ،
ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام .
رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في صحيح الجامع .
سأدخل السرور إلى قلبك لأنها سنة من سنن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فهاهو يبتسم في وجه أصحابه وهو يحمل هم الدين والدعوة
ويرجع من الحرب والجهاد فيجلس مع زوجته ليدخل السرور إلى قلبها
ولا يطلق يد الفتاة الصغيرة حتى يقضي لها ما تريد ويذهب معها حيث تريد.
ويواسي الطفل الصغير في موت حمامته ليدخل السرور إلى قلبه ويلاطفه
فيقول له :يا أبا عمير ما فعل النغير)
كل الناس في كل بقاع العالم يؤيدون إدخال السرور في قلوب من حولهم
ويعتبرونه عمل إيجابي رائع
لكن نحن كمسلمين لنا هدف إسلامي عالي فنحن لا ننتظر شكر الآخرين
فنحن نقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
إذا كان هدفك من ذلك :
1- اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم
2- أن يحبك الله من منطلق ( إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن) أخرجه البيهقي
وأي عمل به اقتداء بالنبي الكريم وبه نفع للآخرين من أحب الأعمال إلى الله
النتيجة:
إدخال السرور على مسلم ¬محبة الله للعبد
كلنا يحب الله ولكن أيّ مقارنة بين حب العبد لله وحب الله للعبد
إنها خصوصية و مرتبة عاليه جعلها الله بعمل بسيط ولا يناله إلا من وفقه الله لذلك
قال تعالى : (يختص برحمته من يشاء)
.....
والتساؤل الهام أحبابي الكرام
كيف يمكننا إدخال السرور على من حولنا؟
وما هي الخطوات العملية في ذلك؟
1- اختر فعل إيجابي ستدخل به السرور على أي شخص ممن حولك
وركز عليه
مثلا : أن تصافح والديك يوميا
أو إلقاء السلام على من تمر عليه في الشارع
من منطلق : (سلم على من عرفت ومن لم تعرف)
فكل الأعمال الإيجابية لها أجرها في الإسلام
2- درب نفسك على هذا السلوك وكرره لمدة شهر
فالأسبوع الأول : تتقبل الفعل الإيجابي
وفي الثاني : دافعية بأن تداوم على هذا الفعل الإيجابي
وفي الثالث: تتطبع به وتتعود عليه
وفي الرابع: حب ورغبة في أن تمارس الفعل الإيجابي
مع من حولك وأن الجميع يتعلموا ذلك
ليعيشوا السعادة التي تعيشها بإدخالك السرور في قلوب من حولك.
كل شهر ضم عمل إيجابي آخر لعملك في الشهر السابق
في آخر العام يكون لديك في محصلتك 12 عمل إيجابي قدتطبعت به
وصار من صفاتك التي تتصف بها
شاركونا في أعمالكم الإيجابية التي ستدخلون بها السرور على من حولكم..