الثامن : أنه لابد من التواصل مع العلماء وولاة الأمر ، والنصيحة لهم والتعاون معهم على البر والتقوى والالتفاف حولهم ، وأن نصدر عن رأيهم وأن نرد الأمر إليهم ، قال الله تعالى ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ). ، فلا بد أن نكون يداً واحدة وصفاً واحداً وقوة واحدة مع ولاتنا من الأمراء والعلماء حتى تقوى شوكتنا ويعظم أمرنا ويعز جانبنا ، ولا ينبغي في مثل هذه الأوقات إثارة الضغائن على أحد من الأمراء ولا أحدٍ من العلماء حتى لا يتفرق الصف وتختلف الكلمة فنهون على عدونا ، ويسخر في مقدسات قلوبنا . والله أعلم .
التاسع :
أن هذه القضية الخطيرة والنازلة الكبيرة والبلية العظيمة ، لا بد أن تكون من أول ما يناقشه المسلمون في مؤتمراتهم واجتماعاتهم التي تخص المسلمين كاجتماعهم في مجلس التعاون الخليجي ، واجتماعهم في قمة الدول العربية ، وفي المجامع الإسلامية التي تناقش القضايا الفقهية ، فلا بد من تفخيم هذا الأمر ، وتعظيم هذه المخالفة وأن يتفق ولاة أمور الدول الإسلامية على إنكارها وشجبها ، وأن يتفق العلماء على إنكارها وتهويلها في قلوب الكفرة ورد عدوانهم عليهم ، وذلك قبل مناقشة الملف الفلسطيني ، أو الملف العراقي ، فإن قضية سب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم .. وأعظم.. وأعظم.. ولا يقاس بها شيء ، فلا بد من اتفاق الدول وولاتها وعلمائها وتجارها ووجهائها وعامة أفراد شعبها على الإنكار والشجب ، والتحذير من مغبة هذا الأمر ، لاسيما الدول التي تمثل الجانب الأكبر من تجمع المسلمين كدول الخليج والشام ومصر وليبيا والجزائر والمغرب وسائر الدول الإسلامية الأفريقية والآسيوية ، فلا بد من اتفاق الجميع على تعظيم ذلك وإنكاره الإنكار الكامل ، المرة بعد المرة ، وأن تطرح هذه النازلة عالمياً على كافة الأصعدة وفي سائر المؤتمرات ، وفي هيئة الأمم ومجلس الأمن كما يسمونه ، ولا بد من مطالبة الدول الإسلامية جميعاً بالأخذ على يد مرتكبي هذه الجريمة الشنعاء ، وحرمانهم من الكتابة بعد ذلك ، لأنهم تجاوزوا حدود الأدب والحرية والديمقراطية ، وعبثوا في دين الأمة وانتهكوا أعزُّ ما تعظمه ، فإن هذا الإنكار العام يوجب رضا الله تعالى ، وتيسير الأمور ، ورحمة هذه الدول وازدهار الاقتصاد ، ورغد العيش ، وانكشاف الكربة ، وعظيم الجزاء ، بل إن الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب شفاعته صلى الله عليه وسلم ، وفضل الله واسع لا حدود له . والله المستعان .
العاشر :
أن يعلم الجميع أن حقوق النبي صلى الله عليه وسلم هي الإيمان به واعتقاد أنه أفضل الأنبياء وخاتمهم ، وصاحب الشفاعة العظمى والحوض المورود ، وأن شريعته هي أكمل الشرائع وأحبها إلى الله تعالى ، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وتصديقه فيما أخبر ، وأن لا يعبد الله تعالى إلا بما شرع ، والصلاة والسلام عليه كلما ذكر اسمه ، وأن يقدم قوله على كل قول ، وأن نقدم محبته على كل محبة ، وأن نؤمن بما ورد له من فضل وخصائص قد اختصه الله تعالى بها ، فلا بد من نشر هذه الحقوق وتعليمها لعامة المسلمين وطَرقِها دائما في المجالس الدولية والمجامع ، وفي جميع المحافل من باب التعليم والتذكير .
الحادي عشر : أنه لا بد من التواصل مع الذين أسهموا في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في هذه النازلة الكبيرة بالشكر والعرفان ، وتذكيرهم بأن هذا هو الواجب عليهم ، وبعث جانب التعبد في قلوبهم ليكون عملهم خالصاً لوجه الله تعالى ، سواءً أكانوا ملوكاً أو أمراء أو علماء أو تُجَّاراً أو من عامة المسلمين ، وأن نعلم ـ إن شاء الله تعالى ـ أن هذه النازلة من الخير ، لأنها ذكرت المسلمين بحق نبيهم ، وأثارت جانب المحبة والنصرة له ، وصارت سبباً عظيماً في توبة كثير من المذنبين وانتباه جمع كثير من الغافلين ، وكما قال الله تعالى (لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ.. )
.
أسأل الله أن يرد كيد الأعداء في نحورهم وأن يجعل الدائرة عليهم ، وأن ينصر دينه ، ويُعلي كلمته ، وأن يكفيناهم بما شاء ، إنه هو السميع العليم القوي العزيز .
والله ربنا أعلى وأعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قاله/ وليد بن راشد السعيدان