في هذه السورة الكريمة - كبقية أخواتها - مواقف تربوية جمة تنير الفكر ، وتنشط القلب والعقل ، وتضيف كنوزاً من فيض التربية القرآنية يظهر فيها واضحاً جلياً . من أهمها :
التكرار . فما فائدة التكرار هنا ؟
ذكرت في كتابي " صور من التربية في القرآن الكريم " قريباً من اثني عشر هدفاً للتكرار . وقلت فيما سبق من تأملات : إن التكرار ظاهرة تربوية وأسلوب تعليمي أصيلان ... يدخل إلى النفوس والقلوب من أبواب متعددة ، تفتحها بطرق مختلفة ، قوية حيناً وبسيطة حيناً آخر ، مخيفة تارة ومحبِّبة تارة أخرى . فتحقق الأهداف التربوية والأخلاقية والتعليمية . فأين التكرار في هذه السورة ؟
جاءت السورة في أقسام تسعة تؤصل في قلب الإنسان التوحيد وإفراد المولى عز وجل بالعبادة ، وتنبه إلى اتباع الرسل والأنبياء ، وتدعو إلى تقوى الله ومراقبته سبحانه وتعالى ، وتخوّف من نتائج الكفر والعصيان .
ففي القسم الأول والأخير يخاطب الله تعالى رسوله الكريم محمداً عليه الصلاة والسلام . وفي الأقسام الأخرى يحدثنا عن الأنبياء الكرام موسى وإبراهيم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم صلوات الله وسلامه بشكل متتابع ، وما لاقَوْه من عنت أقوامهم ، وتكذيبهم إياهم حين دعَوهم إلى عبادة الله وحده والعمل الصالح ، مع ذكر العقوبة التي كانت فيها نهاياتهم .
وفي نهاية الحديث عن كل نبي نجد الخاتمة في قوله تعالى " إن في ذلك لآية ، وما كان أكثرهم مؤمنين ، وإن ربك لهو العزيز الحكيم " تكررت سبع مرات توضح :
1- أن الله تعالى أيد رسله بأدلة وبراهين . ولا بد لإنجاح المهمة أن تزود المكلَّف بأية مهمة تريد إنجاحها بآيات واضحة وبراهين دامغة .
2- وأن أكثر الناس يتبعون أهواءهم ، ويتنكبون طريق الهداية . فالشيطان والهوى يميلان بالنفس إلى التخفف من الأعباء ، ونبذ التكاليف ، والانحراف عن الحق .
3- وأن الله تعالى قوي عزيز يفعل ما يشاء ، وهذه قمة التهديد . ولأنه سبحانه عزيز قادر على كل شيء فسيعاقبهم إن شاء وقت ما شاء ، كيفما شاء .
4- وأن الله تعالى يقبل توبة من تاب وأناب مهما فعل . فهو الرحيم بعباده ، يُقبل عليهم إن أقبلوا ، ويتجاوز عن سيئاتهم إن عادوا إليه ولاذوا بحماه .
5- كما كانت هذه الآية إيذاناً بانتهاء قصة وبدء أخرى كلاهما متشابه يؤدي إلى المعنى الذي تريده السورة والهدف المنشود منها ، وبمعنى آخر أن هذه الآية الكريمة تعالى " إن في ذلك لآية ، وما كان أكثرهم مؤمنين ، وإن ربك لهو العزيز الحكيم " رابط يجمع عمل الأنبياء في عمل واحد وهدف واحد هو الدعوة إلى توحيد الله تعالى .
ونجد في بداية قصص الأنبياء الخمسة الكرام " نوح وهود وصالح ولوط وشعيب " تكراراً في الدعوة إلى التقوى والتعريف بالمهمة " كذّبت ... المرسلين إذ قال لهم أخوهم .... ألا تتقون ؟ إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون ، وما أسألكم عليه من أجر ، إن أجريَ إلا على رب العالمين " تكررت خمس مرات تؤكد فيها
1- وجوب التبليغ " إذ قال.... " وذلك ليقيم عليهم الحجة وهذا مصداق قوله تعالى " يا أيها الرسول : بلغ ما أنزل إليك من ربك ، وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته "
2- وأنه " أخوهم " يحب لهم الخير ، ويودّه لهم إلا في الحديث عن شعيب فلم تُذكر كلمة الأخ لأن المفسرين قالوا : إن أصحاب الأيكة لم يكونوا من قوم شعيب ، وإن كان قد أرسل إليهم بعد أن دعا قومه . أما قومه الذين أرسل إليهم أولاً فهم أهل مدين . وعلى هذا ذكر القرآن الكريم في سورة هود أنه أخوهم - أي منهم - " وإلى مدين أخاهم شعيبا ".
3- ولو تتبعنا قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب لوجدنا أنهم أُرسلوا إلى أقوامهم فقط . فكل نبي إرسل إلى قومه وليس معه رسول آخر. فكل قوم كذّبوا نبيّهم وحده !! فلماذا أكد الله سبحانه وتعالى أنهم كذبوا المرسلين ؟ والجواب أن من يكذّب نبيا فقد كذّب الأنبياء كلهم ،ومن صدّق نبياً فقد صدّق الأنبياء جميعهم . فالأنبياء يصدرون عن مشكاة واحدة .ومن هذا نفهم قوله تعالى يمدح المسلمين أتباع محمد عليه الصلاة والسلام " والمؤمنون .. كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا نفرق بين أحد من رسله ، وقالوا سمعنا وأطعنا ، غفرانك ربنا ، وإليك المصير "
4- وطلب إليهم أن يتقوا الله ، فالتقوى طريق الإيمان ودعامته. ولا تكون التقوى إلا بطاعة الرسول ، فالرسل كل الرسل مؤتمنون على الرسالة وصادقون في تبليغها. ولذلك أعلن الرسل جميعهم مقولة واحدة " إني لكم رسول أمين " والأنبياء رمز الأمانة ، ألم يأمر الله تعالى موسى وهارون حين يأتيان فرعون " فقولا إنا رسول رب العالمين ، أن أرسل معنا بني إسرائيل " ؟ لو لم يكونا أمينين ما اختارهما الله تعالى لقيادة بني إسرائيل إلى بر الأمان .
5- وأمروهم بالتقوى بأسلوبين يقوّي أحدهما الآخر أما الأول " ألا تتقون ؟ " فقد جاء باسلوب الاستفهام التحضيضي . وهذا أدعى إلى التفكير واتخاذ القرار دون ضغط ولا إكراه . وأما الثاني " فاتقوا الله .." فقد جاء بصيغة الأمر بعد التفكير و التعليل وتقرير أمانة الرسل وأن الأمرقد اتضح الأمر وظهر الحق لذي عينين .أما موسى فقد أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه فهم
- ظالمون
- لا يتقون
" وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين ، قوم فرعون ألا يتقون ؟ !!
6- وقد يأمرك أحدهم بأمر لك فيه مصلحة وله فيه - منك - مصلحة دنيوية . أما الرسل الكرام فهم يدعون لوجه الله لا يريدون منا جزاء ولا شكوراً " وما أسألكم عليه من أجر ، إن أجري إلا على رب العالمين " وثواب الأنبياء على دعوتهم كبير جداً وعظيم جداً لا يقدر عليه البشر ، ويؤديه إليهم رب البشر واهب النعم ، وجزاؤه خير الجزاء ، ألم يعلمنا النبي عليه الصلاة والسلام أن نقول لمن أدى إلينا معروفاً ونريد له المكافأة الكبيرة " جزاك الله عنا كل خير "؟
أما الآية " فاتقوا الله وأطيعون " فقد وردت في الحديث عن نوح وهود وصالح مرتين وذلك لطغيان قوم نوح وقوم هود وقوم صالح فقد مكث نوح عليه السلام بينهم الف سنة إلا خمسين عاماً يحاجّونه ويؤلبون عليه سفهاءهم ويكذبونه وطال عليهم الأمد حتى مل منهم ويظهر ألمه هذا في سورة القمر " فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر. وأما قوم هود فلأنهم تجبروا وبطشوا بالمؤمنين وبمن حولهم من القرى ، واعتمادهم على قوة أجسادهم وضخامتها ، ولبطرهم وغناهم وما أمدهم به الله تعالى من مال وبنين وأنعام وجنات وعيون فكانوا لنعمه جاحدين . وأما قوم صالح فلأن الله تعالى هيّأ لهم حياة هنية وغنى فاحشاً وقوة جسدية مكنتهم من حفر الجبال واتخاذها بيوتاً، ثم طلبوا آية فأرسل الله لهم الناقة فظلموا بها وعتَوا عن أمر ربهم
أما في الحديث عن قوم لوط وعن شعيب مع أصحاب الأيكة فقد وردت الآية " فاتقوا الله وأطيعون " مرة واحدة ولعل المتتبع للسورة يجد أن مفاسدهم كانت فيما بينهم ، وأن مكوث النبيّيْن الكريمين بينهم كان أقل - والله أعلم -.
وثاني التأملات في هذه السورة الكريمة التعليل وذكر السبب :
والتعليل لأسباب كثيرة أيضاً منها :
البراءة والإعذار .
توضيح الأمور وتبيانها .
أن يتحمل المعنيّ مسؤولية قوله وفعله .
أن يكون صاحبَ القرار الأخير فيما يتصرف.
وسأذكر بعض الأمثلة :
- فسيدنا إبراهيم أعلن عداوته للأصنام ورفض عبادتها ، وأكد عبوديته لله رب العالمين للأسباب التالية :" الذي خلقني ، فهو يهدين .
والذي هو يطعمني ويسقين .
وإذا مرضت فهو يشفين .
والذي يميتني ثم يحيين .
والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين . "
ولأن الله تعالى صاحب الأمر والنهي الذي يستحق العبادة فأنا أدعوه وحده فهو المجيب الذي يلجأ إليه كل المخلوقات في الدعاء وهو الذي أسأله " وإذا سألتَ فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال : "رب هب لي حكماً ، وألحقني بالصالحين .
واجعل لي لسان صدق في الآخِرين .
واجعلني من ورثة جنة النعيم .
ولا تخزني يوم يُبعثون ، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا
من أتى اللهَ بقلب سليم "
- والشياطين لا يمكنهم أن يسترقوا السمع " وما تنزلت به الشياطين ، وما ينبغي لهم ، وما يستطيعون " فلماذا ؟ وما السبب؟ " إنهم عن السمع لمعزولون "
- وأمر الله تعالى رسوله الكريم أن يتوكل عليه " وتوكل على العزيز الرحيم " فلماذا؟ السبب: أنه تعالى هو " العزيز الرحيم
الذي يراك حين تقوم ، وتقلبك في الساجدين
إنه هو السميع العليم . "
- ويقول الله تعالى " والشعراء يتبعهم الغاوون " فلم يارب ؟ فالجواب :
" ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ؟!
وأنهم يقولون ما لا يفعلون ؟! ..... "
وثالث هذه التاملات الاعتبار بمصائر الآخرين
فمن كان ذا قلب حي وبصيرة نافذة ادّكر ووعى ، وعمل صالحاً ونأى عن مواطن الخطأ ، وأقبل على الله تعالى بقلب منيب . والله تعالى حين يقص علينا مصارع الظالمين ونهايتهم المخيفة يحذرنا أن نسير سيرتهم وأن نسير على منوالهم كي لا ننتهي نهايتهم .
- فكيف كانت نهاية فرعون وملئه؟ " قال سبحانه " فأخرجناهم من جنات وعيون ، وكنوز ومقام كريم " كانوا يتمتعون بها في مصر ثم استدرجهم إلى خليج السويس لينجي المؤمنين بقيادة النبيين موسى وهارون وليقضي عليهم غرقاً " وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الآخرين " .
- وكيف قُضي على قوم نوح ؟ أغرقهم الله تعالى بالطوفان العظيم فلم يبق منهم أحداً ، ونجّى نوحاً والمؤمنين معه بالسفينة التي صنعها النبي الكريم " فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون ، ثم أغرقنا بعدُ الباقين "
- أما قوم هود فقد استأصل الله تعالى شأفتهم " فأهلكناهم " وذلك بالريح الشديدة التي دمرتهم يقول تعالى في سورة الذاريات مصوراً نهايتهم المفجعة : " وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ، فترى القوم فيها صرعى ، كأنهم أعجاز نخل خاوية ، فهل ترى لهم من باقية ؟ "
- وقوم صالح أبيدوا كذلك " فأخذهم العذاب " وذلك بالصيحة التي صعقتهم فماتوا لساعتهم . يقول الله تعالى في سورة القمر " إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر " .
- وأما قوم لوط فأنهاهم عن بكرة أبيهم ، وكأنهم ما كانوا " ثم دمرنا الآخرين " وكان عقابهم على شقين كما ورد في سورة هود " فلما جاء أمرنا
جعلنا عاليَها سافلها
وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ، مسومة
عند ربك ... "
- وأما أصحاب الأيكة فقد أحرقوا بنار انبعثت من سحابة حسبوها تظلهم من حر الشمس " فكذبوه ، فأخذهم عذاب يوم الظلة ، إنه كان عذاب يوم عظيم "
ورابع هذه التأملات الاستكبار يمنع الإيمان :
فقوم نوح وجدوا ضعاف القوم هم الذين يؤمنون ، فهل يتنازلون ليكونوا مثل عبيدهم ، وفي مصافهم ! لا خاصة أن هؤلاء الضعفاء سبقوهم إلى هذا الدين الجديد ، فهل يرضى السادة أن يكونوا في الصف الثاني ؟! لا وألف لا " قالوا : أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ؟!! " فنبههم النبي الكريم نوح إلى أن مكانة الإنسان بعمله لا بنسبه وغناه . والداعية لا يفرق بين غني وفقير ، ولانسيب وغير نسيب ألم يضحك الصحابة رضوان الله تعالى من دقة ساق عبد الله بن مسعود - الذي قطع ابو جهل أذنه ودعاه رويعيّ الغنم - فأخبرهم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام " أن ساقه عند الله تعالى أثقل من جبل أحد " ؟ فأجابهم نوح عليه السلام ".. وما علمي بما كانوا يعملون ؟ إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون " بل قربهم إليه واعتنى بهم واحتفى بهم لأنهم لبوا دعوته حين أنذر وبشر " وما أنا بطارد المؤمنين ، إن أنا إلا نذير مبين " ويتكرر الأمر بشكل أوضح في سورة هود حين يشتد الجدال بين نوح عليه السلام وبين قومه في الآيات/ 25- 31 / ولقد فعل المشركون مع النبي صلى الله عليه وسلم الشيء نفسه حين قالوا له مثل ما قال أسلافهم لنوح فأمره الله تعالى أن يحافظ عليهم ويقربهم ، ويُدنيهم من مجلسه وأن يترك الغافلين الذين اتبعوا أهواءهم " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ، يريدون وجهه.
ولا تعْدُ عيناك عنهم تريد زهرة الحياة الدنيا .
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ، واتبع هواه ، وكان أمره فرطاً " بل حذره من طردهم فهم عباد الله الذين يذكرونه في كل وقت بيغون رضاه سبحانهفقال في سورة الأنعام : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، ما عليك من حسابهم من شيء ، وما من حسابك عليهم من شيء ، فتطردهم فتكون من الظالمين " . وكان صلى الله عليه وسلم يحتفي بابن أم مكتوم فيقول له : أهلا بمن عاتبني فيه ربي .
كما أن قوم نوح هددوه بالرجم " قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين "
ومن صيغ الاستكبار الإعراض والتكذيب والاستهزاء : " وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين . فقد كذّبوا ، فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون "
ومن صيغ الاستكبار وصف فرعون النبي موسى بالسحر والجنون " قال : إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون " . وقوله للملأ حوله " إن هذا لساحر عليم " ثم تهديد موسى بالسجن وتهديد السحرة بالصلب والتقطيع " لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين " " لأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ، ولأصلبنّكم أجمعين "
كما أن قوم هود استهجنوا الدعوة واعتبروه مخرّفاً فقالوا مستهجنين العذاب الذي هددهم به إن كفروا " أنْ هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين " .
وهؤلاء قوم صالح اعتبروه مسحوراً ، وتحدوه بعقر الناقة " قالوا : إنما أنت من المسحَّرين ...... فعقروها "
وقوم لوط هددوه في هذه السورة بطرده من القرية " لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين "
وأما شعيب فقد نعته أصحاب الأيكة بأنه مسحور ، وأنه كاذب " قالوا : إنما أنت من المسحَّرين ..... وإنْ نظنك لمن الكاذبين " .
وخامس هذه التأملات : مخاطبة المدعوين بلغتهم :
يخاطب الله تعالى العرب أنفسهم حين يخاطب نبيه الكريم بلسان عربي واضح لا لبس فيه " ... لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين " وهذا له فوائد جمة ، منها:
أنه منهم ، يتكلم بلغتهم ، ويخاطبهم بما يفقهون .
وأنه يعرف أساليبهم ولهجاتهم بأفصح لغة وأعذب بيان.
فيقيم بذلك الحجة عليهم فلا بيقى لهم عذر للإنكار .
وقد جاء هذا المعنى في آيات كثيرة ، منها في سورة يوسف :
" إنا أنزلناه قرآناً عربياً ، لعلكم تعقلون "
وفي سورة الزمر " قرآناً عربياً غير ذي عوج لعلهم يتقون "
وفي سورة الزخرف " إنا جعلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون "
وعلى هذا فينبغي أن يتعلم المسلمون اللغات الأخرى ليوصلوا القرآن الكريم والدين الكامل للأمم كلها بما يفهمون ليقيموا الحجة علي الناس .وليعذروا إلى ربهم .
كما أن تعلم اللغات يفيد في التعرف إلى الآخرين في أفكارهم ، والدخول إلى قلوبهم ، وأمن مكرهم . فقد أمر النبي الكريم زيد بن ثابت وغيره أن يتعلم العبرية ففعل . وقال صلى الله عليه وسلم : " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم "