أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي رسالة إلى خرِّيج

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاجت مشاعري، وتاقت نفسي، ترقرت عيوني فقط عندما سمعت بنبأ تخرُّجك، وقد تسألني لماذا؟ وليس من حَقِّي عليك السؤال، نعم يا أخي؛ تسألني عن هَيَجان مشاعري، أم تسأل عن جَرَيان دموعي، أم تسأل عن فيض الفرح الذي غمر قلبي وَهَيَّجَ قواي؟ لا تسل فإني لم أكن طيلة زمن دراستك غافل عنك لاه عن تقدُّمك وظهور شروق فجرك المرتقب؛ بل كنت أرصد تلك الأيام وأراها أشبه ما تكون ببطء سير السلحفاة التي ذهبت أخبار بطئها عبر كتب الأمثال.
أخي الخرِّيج، من عام إلى عام وأنا أنتقل بين أحياء تلك القرى وهذه التَّجَمُّعات وكنت أرى أشبه ما يكون بطيف العجز يتراءى أمام عيني، نظرت فإذا فوة المساجد خالية، التفتُّ فهذا يسأل، وهذا يصرخ، وهذا يستغيث.
حاولتُ أن أمضي قُدُمًا فإذا برجل يجتذب ثوبي شَدَّني إليه، فما أن استقبلتُه حتى أَثَّرَ في ظهري زحمةُ الناس، نظرت فإذا فئام من الناس تتدافع، حاولتُ أن أُغْمض عيني فإذا بأصوات تَئنُّ من داخل أسوار البيوت، دَفَعْتُ بالسَّبَّابة لأحجم عبيرَ الأصوات المتداخلة فإذا بمشاهد مؤسفة؛ أدركني الوقتُ وسار الزَّمن؛ فلا أنا بالذي أجبت الصارخَ ولا أنا بالذي لَبَّى فوضى الأصوات المتداخلة.
فما كان منِّي إلا أن جلستُ وأمكنت نفسي من الأرض ووضعت يدي على رأسي مرة ثانية كأن دافع الإصلاح وغز خاطري، فقمتُ مسرعًا إلى أكمة بيتي، حاولتُ أن أنظر فإذا بك مقبلٌ على وجهك أساريرُ الفرح.
ساعة وساعة وأنت تقترب وودي أن أعانقك، وفعلا أمكنت يدي من يدك ولم أرض إلا بتقبيل رأسك عرفانا مني بفيض الأُخُوَّة، وهنيئًا بالنجاح، ولعلك تسأل مرة أخرى، لكن على وجه اللَّهْفَة: كل هذا التِّرْحاب وهذه الأعطيات لماذا؟ فأقول: أوما رأيتَ يا أخي تلك المساجد التي أمست خاوية من النصح والتوجيه.
أين يا أخي تلك الصورة الزاخرة عن مساجد المسلمين الأوائل التي كانت دورا للعلم وكتاتيب لحفاظ القرآن الكريم؛ بل وكانت يا أخي إسطبلات لإعداد الجيوش وتجهيز الغزاة، ألم يَدُرْ في فكرك اليوم أن تكون بطلًا لساحتها؟! ألم يتوجَّب اليوم عليك عن ذي قبل أن تكون فارس الكلمة، وخطيب الجماعة، وقائد زمر الشباب، لا أشك أن تلك الصورةَ العريضةَ وزحامَ الناس خلف ظهري مأساة تدلُّك على أن الساحةَ خاليةٌ، وإن كانت تبدو في ثوب الكاسية العارية.
عفوًا يا أخي كأني بصورة الإصلاح تفسخ قناع الجهل، تلك الأبواب المغلقة على المساجد بدت اليوم تنفرج لعناقيد وأزاهير من شباب الأمة، انظر معي أخي صلاة العصر حانت، ارتفعت أصوات الأذان، من هم هؤلاء الصبية الذين يتدافعون إلى المساجد! إنهم أخي الصورة المشرقة طلاب حلقات التحفيظ، أزاهير المستقبل، وعناقيد الضياء، فهل أنت عازم أخي بعد غياب طويل أن تخدم دينك وترد عطاء مجتمعات بعطائك؟!
ساعة من وقتك لهذه الحلقات التي لبست ثوب الحزن على فراقك، وشحب الوجه كدرا إلى لقائك، وعطشت القلوب ظمأً في انتظار نصحك وإرشادك، وها نحن ننتظر لعل الفرج قرب.
مرة أخرى أخي مضت الأيام وسارت الركبان وأنا ألتفت يمنة ويسرة، أمشي خطوات وأتوقف خطوات أكثر، أسارع الأيام، نظرتُ إلى الرفيق فلم أجد، رأيتُ الناس يلهثون ويلعبون، فهممت أن أشاركهم.
كم مرةً خطت قدمي إلى فضول فلم أجد من يصارحني، واليوم أخي أَتَوَسَّمُ فيك ريعانَ الأخوَّة وبسمة الصدق وفيض النُّصح اليوم؛ فقد أحسستُ كأنِّي أسير بدافع من القوة، فمرحبًّا بك خليلاً وناصحاً ومعيناً.
وأخيراً بعد كل هذا لا تلمني إن صرختُ بالتهليل والتكبير؛ فلمثلك تعلو صيحاتُ الابتهاج، ولا تلمني إن طلبتُ الاستجمام يوما أو شهرا أو فسحة لأجل المعاودة؛ فأنت ضيفٌ كريمٌ وبطلٌ منتصرٌ وأمنيةٌ تَحَقَّقَتْ.
كتبه

مشعل عبد العزيز الفلاحي











#2

افتراضي رد: رسالة إلى خرِّيج

بارك الله فيكى حبيبتى

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تكملة قصة حكاية زواج الملك بدر باسم بن عطور الجنه قصص - حكايات - روايات
مقارنة الازواج وصفة لخراب البيوت أميرة القصر الثقافة والتوجيهات الزوجية
موسى وهارون عليهما السلام الموجودة قصص الانبياء والرسل والصحابه
بالأسماء.. ننشر حركة تنقلات الشرطة كاملة سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
أنتم الفقراء إلى الله Đāłāł المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 04:30 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل