أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي رسالة إلى المتلبِّسين بالإخاء


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



رسالة إليكم أنتم الذين أصغيت لكم بسرِّي المكنون، رسالة لكم أنتم الذين أعطيتُكم من أوقاتي أثمنَها وأغلاها، رسالة إليكم أنتم الذين صافحتُكم غير مصافحة الناس، هششتُ في وجوهكم حتى بانت مني النواجذُ، ابتسامة أخرجها مكنون قلبي وصفاء نفسي وأريحة روحي ووجداني، كنتُ أبوح لكم بآهاتي وأحزاني، أغادر بيتي إليكم طلبًا في مشورة أو نصح وإرشاد، هامستُكم بأجاديب حديثي فكانت أنفس الشجون في روحي، وأغلى الأمنيات في ذاكرتي، وكم من لائم لي في هذا لكنني كنت أراكم في الصورة أنتم فقط، وغيركم من الناس في سطح الطرقات لا يعني لي إلا عشرات في الطريق، بالأمس فقط صحوتُ على صوت تنفيذ به روح الفجر الباكر، أيقظني من نومي صوت منك أنت أخي يتردد مع ذبذبات الهواء، قمتُ فرحًا أباطش في الهواء، على أن أمسك بأطراف صوتك الشَّدي، وإذا بي أحسُّ بوَخْز في يدي أثناء ذلك البطش.
نظرتُ في أناملي، أثر دماء تتساقط، عدتُ أُنَشِّفُها لكن الدماء أسرعت في الانهمال، خرجتُ إلى الناس أصرخ فيمن يعاونني على إيقاف دمي فلم أجد، خرجت أتخبَّطٍُ فلا أجد إلا الجدران، وفجأة والناس طوابير صحو أضج مسامعهم صوت صديقي، كانت دمائي تتساقط، أَثَّرت في الطريق باحمرار، آذت الجدران بالسَّراب، بدأتُ أتمايل، أحسستُ بالسقوط، فؤادي يرتجف، أناملي ترتعش، من يعاونني على العودة إلى فراشي مرة أخرى، يعود الصوتُ فيقرع جسدي، يعوقني عن القيام، تَدَثَّرْتُ بلحافي؛ لكن هذا الصوت أقوى بكثير من الجدران.
لحافي يخترقُ كلَّ شيء عليَّ فيكدر نفسي ويؤنِّب روحي، عدتُ أتفهَّم الكلمات، صديقي يكشف عورتي، أخي ينبز سيرتي، خلي يتهمني، يسيء إليَّ فقط ظلما وعدوانا لي، عدتُ أراجعُ نفسي، أتأسَّف على حديثي، أضرب على لساني، أتنهَّدُ حسرةً على أوقاتي، هيهات يا زماني؛ هذا ليس بخل، هذا عدوٌّ لابسٌ ثوبَ الأصدقاء، عدتُ هذه المرة أسير ولكن ببطء، أصافحُ الناسَ لكن أَشُكُّ في بَسَماتهم، عدتُ أحاصرهم في ألفاظهم، أُنَقِّبُ عن مكنونهم وضمائرهم، وفجأة ارتطمتُ بجدار الحقيقة، لماذا أنا هكذا؟ لماذا أعامل الناس بهذه الصورة؟ لماذا أشام أحدهم وقلبي يتخوف منه؟ دائما تؤنبني هذه النفس، فقلت لها يوما: أولا تعذريني يا نفس، صورة صديقي جرح أثار الصديدَ على قلبي، طغت وأثَّرت في خاطري، عذرا يا نفس، أتت خطوط متدلية فحاولت أن أمسك بها، فإذا هي شوك ورق السعدان، أرض لينة رغبت أن أطأ عليها فإذا هي رماد يخبو تحته جمر من نار، سقاء على الطريق أمسكت به فإذا فيه ماء يجرح الأمعاء، كوخ أردت أن أسكنه فإذا هو جيفة عليها السباع.
عذرا يا نفس، انعكست كل هذه الصور؛ فمن حقي أن أتردد في الصحبة كثيرا، عذرا أتأكد من وفاء الصديق، دعيني أعاتبك أنت نفس أمارة، أمرتيني بصحبة السوء زيفت لي طريق العابثين، أبديت لي الصورة الظاهرية جميلة أنيقة، وأخفيت عني بواطن النفس الشريرة؛ فمن حَقِّي أن أتوقَّفَ، من حقي أن أتريَّث، من حقي أن أبقى صامتًا دون حديث واقفا دون سير؛ فالناس تغيَّروا تجملوا بصورهم الظاهرية وبقي الباطن يعاني أمراضًا مزمنة.





كتبه
مشعل عبد العزيز الفلاحي






#2

129864 رد: رسالة إلى المتلبِّسين بالإخاء

رد: رسالة إلى المتلبِّسين بالإخاء

إظهار التوقيع
توقيع : إشرآقـــة أمل


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصة صلاح الدين الايوبي رحيل الحال قصص - حكايات - روايات
مقارنة الازواج وصفة لخراب البيوت أميرة القصر الثقافة والتوجيهات الزوجية
موسى وهارون عليهما السلام الموجودة قصص الانبياء والرسل والصحابه
بالأسماء.. ننشر حركة تنقلات الشرطة كاملة سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
أنتم الفقراء إلى الله Đāłāł المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 05:31 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل