أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي إلى المتناسين لخلق الرحمة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الرحمة كلمةٌ قامت عليها نواميسُ الكون، وهي تعبر عن جميل مكنون أولئك الرحماء، ولعل المتأمِّلَ لهذه الكلمة يدرك معنى قول رسول الله r: «الراحمون يرحمهم الرحمن»([1])، وقد كان رسول الله r مثلًا حيًّا لهذه الصفة؛ فهو الرحمةُ المهداةُ، ولو قَلَّبْتَ سيرتَه لرأيتَ عجبًا من هذا الخلق الكريم؛ أو لم تسمع بخبر الحمرة التي جاءت تفرك بجسمها أمام رسول الله r تشتكي إليه فَقْدَ أبنائها وتهدم عشَّها، فثار هذا الخلق في رسول الله r قائلًا: «مَنْ فَجَعَ هذه بولدها، ردُّوا عليها ولدَها»([2])، وقد كان من دأب رسول الله r أن يمسح بيده على رؤوس اليتامى ليعوِّضَهم حنانَ الأَبَوَيْن، وها هو r يذكر في حديثه تلك البَغيّ التي نالت رحمة الله عندما تخلقت بهذا الخلق فَسَقَتْ ذلك الكلبَ الذي يَلْهَثُ من العطش فَغَفَرَ اللهُ لها.
إن هذه المعاني تعلم الإنسان خلقَ الرحمة ليكون سلوكا حَيًّا له في حياته، ونظرة على واقع الناس اليوم يدرك معه نسيان هذا الخُلُق والتجافي عنه؛ فذلك الإنسان الذي نسي عطف والديه كبيرين مقعدين فلا يهتم بهم ولا يقدر عواطفهما ولا يستجيب لندائهما، هل اتصف بخلق الرحمة؟
والإنسان الآخر الذي لا يعرف إلا الجفاء والغلظة فابتسامته ينقِّب عنها بالملاقيط، فتارة يضرب زوجه، وأخرى يسيء لابنه وثالثة يعتدي على جاره، هل عرف خلق الرحمة؟
وذلك الثالث الذي يعتدي على الحيوان فيضربه بسياط محرقة، ويمد يده إلى ذلك الطائر فيكسر جناحيه، ويثبت تلك الحمامة فينتف ريشها، وينصب المصيدة لتلك الطيور فيدعها تموت مخنقة، وذلك الذي ينشر السموم في طرقاتها فتموت مجبرة، هل عرفوا خلق الرحمة؟
وذلك الذي استأجر الأجير فَحَمَّلَه ما لا يطيق، وأثقل كاهلَه وعَرَّضَه لحرارة الشمس، ومع ذلك أجاعه فلم يطعمه، وعطش فلم يسقيه، ورأى الظل فمنعه من أن يسكن فيه، وبعد ذلك منعه من حقِّه، طرده دون أن يستكمل عملَه، هل عرف هذا خلق الرحمة؟!
إن هذه الفئات من الناس نسيت أو تناست هذا الخلق الكريم فلم تتمثل به، ولم يكن سلوكًا في حياتها، فهل لهم اليوم بعد هذا الحديث أن يعودوا فيربُّوا أنفسَهم على الأخلاق الكريمة فيدخلوا ضمن السلسلة التي تحدَّث عنها رسول الله r بقوله: «الراحمون يرحمهم الرحمن»([3]).


([1]) روه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود، والترمذي من حديث عبد الله بن عمرو.

([2]) رواه أبو داود.

([3]) رواه الإمام أحمد في مسنده وسبق.


كتبه
مشعل عبد العزيز الفلاحي















#2

افتراضي رد: إلى المتناسين لخلق الرحمة

تسلمي ياقمر
إظهار التوقيع
توقيع : حنين الروح123


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
كيف نحبب الصلاة لأبنائنا ؟!! نايلية وفخر ليا فتيات تحت العشرين
اسباب العقم وتأخر الإنجاب عند المرأة ريموووو مرحلة الحمل والولاده
وينشئ السحاب الثقال - معجزة علمية ضــي القمــر الاعجاز العلمي
حياة الرسول صلى الله عليه وسلم من ولادته الى وفاته Mariam Wahid المنتدي الاسلامي العام
مقارنة الازواج وصفة لخراب البيوت أميرة القصر الثقافة والتوجيهات الزوجية


الساعة الآن 08:03 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل