*قصة طالوت وجالوت *
في ظل انتصارات غزة تلفتني هذه الآيات 246_252 من سورة البقرة.. ارجو الرجوع اليها وقراءتها، وقراءة احداث غزة على ضوء من هذه القصة
وهنا خواطر حول هذه القصة الجميلة :
*الإرااادة*
في الاية الاولى يقول الملأ من بني اسرائيل لنبيهم: ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله.. فسألهم نبيهم (قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألا تقاتلوا) فاستنكروا سؤاله فَهُم متحمسون للجهاد جدا فأجابوا (وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا...)
ولكن سرعان ما انطفأ هذا الحماس (فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم...)
تولوا عن القتال إلا قليلا منهم :-/
اذن: هذا الحماس الظاهر من القوم لا يفيد ××
الثبات والإرادة والعزيمة وقت المحك ، وقت القتال هي التي تفيد...
*التفاته إلى الواقع:
الانفعال والبكاء في جميع انحاء فلسطين والعالم والقول والصراخ بأننا سنحرر الأقصى لم يحررها..
التطبيق والتضحية الحقيقية في غزة هي التي فعلا قدمت نصرا...
الحماس الظاهر وحده لن ينفع
***- *
في الآية 249 ((فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر ، فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني))
إنه اختبار للفئة القليلة التي ثبتت.. القوم عطشى ، وقد أمرهم طالوت ألا يشربوا سوى غرفة بيدهم..
ان الله عليم بذواتنا.. #فصاحب_النفس_التي_لا_تملك_الإر ادة ، #شخصية_غير_ناجحة ، #لا_تستطيع_التحكم_بأهوائها #وليست_أهلا_لأن_تخوض_حربا..
فكان لا بد من هذا الاختبار ، ولكن القوم لم ينجحوا به وشربوا من النهر إلا قليييلا منهم...
فترك طالوت من شرب منهم ، وسار بالقلييل المتبقي الذي لم يشرب...
ولما جاوزوا النهر ومضوا وقد أصبحوا قلّة ، ماذا قالوا???
((قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده..))
لا قدرة لنا على قتالهم...
*لقد طلب بنو اسرائيل القتال فلما كتب عليهم تولوا الا قليل.. والقليل هذا عندما اختبر الله إرادتهم وابتلاهم بالنهر شرب أكثرهم منه ، وما بقي الا قليل ، القليل هؤلاء بعد أن جاوزوا النهر قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده...
ولكن هناك أناس قالوا ((قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين))
انهم أصحاب #الإرادة الذين ما تخاذلوا ولا تقاعسوا رغم قلتهم ، وقد استجابوا لنبيهم ولم يشربوا من االنهر ..
والآية هنا تكشف لنا سبب قوتهم الهائلة هذه {قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله ....}
ببساطة سبب قوتهم انهم مؤمنون يعرفون أنهم **ملاقوا الله** ، وأنهم خلقوا لعبادته ، وعائدون في كل حال إليه، مقاييسهم تختلف عن الجميع ، فهم لم يلتفتوا إلى قلة عددهم بل قالوا (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله...) فقلة العدد وكثرته لن تضر حين نؤمن بالله وترعانا عين الله وتمدنا بالنصر ...
وأقف محتارة من أين أتوا بهذه الطاقة الإيجابية?!!!!!!!!
وقد تقاعس الكل ، وهم قلة قليييلة ، وقد قال القوم لا طاقة لنا بجالوت وجنوده!!!!
انه الإيمان حين يفعل فعله في النفوس فتصبح ذوات إرادة وعزيمة لا يهزها شيئ فالنصر بيد الله وهي توقن أنها راجعة إليه فمجازيها...
إنه الإيمان.. ولو آمنا حق الإيمان لرأينا أثره العجيب في نفوسنا...
*التفاتة إلى الواقع : في غزة نحسبهم - والله حسيبهم - أكمل إيمانا منا وها قد رأينا صنيع الايمان في غزة وكيف انتصرت القلوب المؤمنة تحت الانفاق على القوة العاتية..
ولكن من أين لاسرائيل ان تمتلك الايمان فتنتصر عليهم !!!
***- *
( .. والله مع الصابرين )
ثم إن هؤلاء المؤمنون مدركون لزادٍ آخر فيقولون ((والله مع الصابرين))
الصبر الصبر الصبر ، مدركون أهمية الصبر ، فالصابرون يختلفون عن غيرهم فهم لا يجزعون حين يجزع الناس ، فحالهم: ((وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولائك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة وأولائك هم المهتدون)) البقرة 157
الله الله على هؤلاء القوم ، إنهم ملتجؤون إلى الله ، حتى في أسوأ الظروف ، رجاءهم إياه لا ينقطع..
(ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
و من يسمع دعاء هؤلاء القوم يخطر بباله أنهم ضعاف عاجزون ، رغم أنهم أقوياء أصحاب إرادة ولكنهم عرفوا أن الله مصدر قوتهم ، فكانوا فقراء ومحاويج إلى الله ، *إلى الله فقط* يدعونه أن يااا رب ، أفرغ علينا صبرا.. ياااا رب ، ثبّت أقدامنا.. ياااا رب ،انصرنا على القوم الكافرين...
والله يسمعهم وناظر إليهم فنصرهم .. ومكّنهم ، وقتلوا جالوت
((ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فهزموهم بإذن الله ، وقتل داوود جالوت ، وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين))
هنيييييئا لكم يا قوم..
صدقتم الله فصدقكم
هنيئا لك يا غزة .. نحسبك الثلة المؤمنة فهنيئا لك الفرح وهنيئا لك النصر..