هى حكاية شعب يفخر التاريخ كله بقوته ونجاحه، ويعيد إليه الأمل بعد عام من التفاؤل، ليجدد فى خلايا كل مصرى الشعور بالإصرار على التمسك باللمة، ويثبت أن سعادة الشعوب لا تأتى إلا بالروح الوطنية واليقين فى الحلم الذى وعد به الرئيس عبد الفتاح السيسى فأوفى قبل حتى أن تنتهى السنة، أنها ليست كلمات عادية نقولها فى نشوة الانتصار، ولكنها 10 حروف تألفت منها كلمتى "قناة السويس"، وبسببها يستطيع كل مصرى اليوم النظر فى عيون العالم بكل اعتزاز وفخر وهو يقول: أنا المصرى.
نفصل كلمة قناة السويس حرف بحرف لنثبت أن النجاح الذى سيكتب بإسمنا فى التاريخ الحديث لم يكن وليد الصدفة، وإنما تألف من مجموعة من الصفات المصرية الخالصة، كالآتى:
ق ـ قوة
بقوة اليد التى تحمل التراب على الأكتاف، والجرارات التى أعطت للعالم شريان جديد، ليتنفس منه ويضخ مياه متجددة لتسير فيها المراكب الراكضة، أثبت المصريون فى ملحمة قناة السويس أن المصرى فعلا معروف بجبروته، وأن كلمة مستحيل ليست موجودة فى قاموسنا الشعبى أصلا.
ووسط كلمات مينفعش ومستحيل وغير معقول، خرج المصريون وحدهم فقط ليقولوا لأ ينفع وممكن ومعقول جداً، طالما أن الحلم يقف وراءه القوة، ولديه اليد الفولاذية التى تضرب من حديد لتخرج الخير للبلد كلها، وتقول للضعفاء ومرتعشى الأيدى: عفوا لا يوجد لكم مكان وسط هذا الشعب العظيم.
ن ـ نجاح
ولأن القوة العاقلة المستبصرة للأمور يصاحبها دائماً النجاح، كانت قوة المصريين هذه المرة فى محلها، وثقته فى قدرته على تحقيق إنجاز عالمى سر نجاحه، ومع سريان أول سفينه بحرية عملاقة فى الشريان المائى الجديد، تمكن كل مصرى من الشعور بأن أحفاد الفراعنة مازلوا قادرين على إبهار العالم بنجاحاتهم وإنجازاتهم، والتى ستتوالى مع كل مشروع قومى جديد يبنى على أطراف القناة ويجلب المزيد من الاستثمارات الناجحة لمصر .
ويعود الفضل كله فى تمكن القائمين على مشروع قناة السويس الجديدة من الانتهاء فى هذا المشروع بهذا الوقت القياسى، إلى الإرادة الشعبية التى قالت نحن نريد تغيير شكل خريطة العالم فغيرتها.
أ ـ أمل
ومن اليوم نذهب إلى الغد وكلنا أمل فى أن بكرة القادم لأبناؤنا سيكون أفضل من الأمس، فالأمل سلاح من لا سلاح له، ووحدة يستطيع جعل المستحيل ممكناً، خاصة إذا تمتع بإصرار ورغبة فى النجاح مثل تلك التى ظهرت عند الشعب المصرى كله فى أثناء عمله على مشروع قناة السويس الجديدة.
ليس هذا وحسب فالأمل فى تقريب المسافات للعالم كله، وأن تصبح مصر من جديد محور للالتقاء الشرق بالغرب، كان بمثابة الوقود الذى يغذى هذا الأمل ليصبح النجاح والفرحة من نصيب المصريين من جديد.
ت: تفاؤل
منذ مدة طويلة والشعب المصرى لم يفرح فرحة كبيرة بهذا القدر، إلا أن التفاؤل بالخير القادم كان سبباً رئيسياً، ودافع لكل القائمين على هذا المشروع للوصول إلى النجاح.
خاصة وأن الفريق القائم على الحفر كان يعمل هناك فى صمت، ويضع ساعة الصفر أمامه والثقة فى الله بداخله، ليتم هذا المشروع العظيم فى موعده دون تأخير أو تأجيل.
وبالتأكيد سترتفع شحنة التفاؤل بداخل كل مصرى وهو يرى كل رؤساء العالم وقد أتوا من كل صوب وحدب للمشاركة مع هذا الشعب الأصيل فى إنجازه، وليتم بالتفاؤل مزيد من المشاريع القومية الجبارة وننتقل بالبلد النقلة الحضارية التى نتمناها جميعاً.
إ ـ إصرار
وليس التفاؤل وحده هو السر فى النجاح ولكن إيضاً أكسير القوة أو ما يعرفه العالم باسم "الإصرار"، فمنذ أول ضربة فأس بالأرض وحتى سريان أول سفينة بالبحر، وإصرار المصريين يحركهم نحو تغيير العالم إلى مكان أفضل، مكان لا تحتاج فيه السفن لأيام وشهور حتى تعبر أخطر مرفأ بحرى فى العالم، مكان يكون فيه المصريون محطة واجب المرور عليها لنقل أى بضاعة بين الشرق والغرب.
واليوم نستطيع أن نرى هذا المكان، ونبدأ فى بناء الدور الثانى من النجاح بإصرارنا وعملنا المتواصل وقبل كل ذلك ثقتنا فى أن لكل مجتهد نصيب.
ل ـ لمة
ومع اللمة الحلوة، والروح الأحلى، أثبت المصريون أن العمل بدون روح الجماعة لا معنى لها، فما بين أصغر عسكرى بالجيش لأكبر رتبة فيه، وعمال القناة والمقاولين وحتى بائعو الشاى والقهوة الذين خدموا العاملين على هذا المشروع بأعينهم ليل نهار، ستتأكد أن السر وراء نجاح هذا المشروع هو ما يعرف بالعمل الجماعى والذى يتميز بها الجيش كمؤسسة أكثر من أى مكان آخر بالدولة، أضف إلى ذلك التنظيم الجيد والإدارة الحكيمة. وبإذن الله سندخل إلى القناة الجديدة ونحن رافعين أيدينا مع بعض ومتحدين - كما كنا دوماً - على الخير لهذه البلد ومحاربة كل عدو أو كاره للتقدم.
س ـ سعادة
إحساس رائع بالسعادة المفرطة، وجرعة مكثفة من النشاط حصل عليها الشعب المصرى بفضل هذا المشروع العظيم، ذلك لأن حضرة سعادة الشعب المصرى المحترم استطاع وحده ومن خلال مساهماته المالية فقط فى القناة دون الاستعانة بتمويل خارجى أو مساعدات إنجاز هذا المشروع وفى وقت قياسى.
وبالطبع ستكتمل سعادتنا اكثر وأكثر بمشاريع التمنية المستقبلة المزمع إنشاؤها على أطراف القناة الجديدة، لتصبح قناة السويس بذلك المنطقة الاستثمارية الحرة الأولى محلياً وعالمياً.
و ـ وطنية
ولأن ذلك ليس إنجازا للمصريين وحدهم وإنما للوطن العربى كله، يهنأنا اليوم أشقاؤنا العرب برفع مصر مراراً وتكراراً لأسم العالم العربى عالياً، رغم قساوة كل المحن والظروف التى نمر بها، والإرهاب الغادر الذى يحاول تفكيك وحدتنا والتنكيد علينا بشتى الطرق الممكنة.
إلا أن السعادة كانت بالنسبة للمصريين فى هذا المرحلة كقرار لا غنى عنه، ونحن قررنا بالفعل أن نمسح دموع الحزن ونهدى شهدائنا الغاليين الأبرار وأمهاتهم فى كل محافظة بمصر هذا النجاح الكبير الذى لم يكن ليتم إلا بدفاعهم عن هذه الأرض ووطنيتهم الشديدة ومن ورائهم الشعب المصر كله.
ى ـ يقين
كان يقيننا فى هذه المرحلة فى الله، فبتوفيقه وحمده استطعنا أن نكسب ثقة العالم من جديد، ونؤكد لهم على أن ثورتى 25 يناير و30 يونيو العظيمتين كانا عن رغبة حقيقية فى التغيير، ويقين من الشعب فى أن المصريون يستحقون ما هو أفضل من الاختيارات المطروحة عليهم.
وسنستمر دون شك أو خوف فى التقدم وإحراز الأهداف المدوية التى ترفع من اسهم المصريين فى بورصة العالم وتجعلهم يقيناً من أوائل المرشجين للدخول فى مصاف الدول المتقدمة.
س ـ سنة
سنة واحدة أو 365 يوم سعادة، مروا فى غمضة عين لنصل إلى هنا حيث محطة الإنجاز والسعادة، وكل مصرى شريف واقف على هذا النجاح وهو فخوراً ببلده وشعبه العظيم.
ومن يعلم ربما نبهر العالم حتى أكثر بكثير من الآن فى العام القادم، ويصبح الاحتفال الأول بافتتاح قناة السويس الجديدة بعد عام من الآن احتفالين أو ثلاثة أو حتى بـ10 مشاريع تنموية جديدة ترفع اسم البلد، وتعطى لمصر مكانتها الدولية والمحلية التى غابت عن الإذهان لفترة ليست بقليلة.
فالحلم الذى بدأ بكلمة بسم الله اليوم نقول عليه الحمد لله، عاش كل مصرى وعاشت قناة السويس شرياناً ومضخة للخير من المصريين للعالم كله.