ظلت قناة السويس ، المصدر الرئيس والمستقر للعملة الصعبة ، وأحد أكبر موارد الخزانة المصرية، منذ تأميمها على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومن المتوقع أن تزيد عائدت القناة بعد افتتاح القناة الجديدة، وفق ما أكد المسؤولون عنها، وعلى رأسهم الفريق مهاب مميش، رئيس هيئتها، إلى 13.2 مليار دولار عام 2025 مقارنة بالعائد الحالى 5.30 مليار، بالإضافة للموارد والاستثمارت المتوقعة مع بدء العمل فى محور تنمية القناة، لتكون بذلك كبرى مشروعات التنمية فى مصر والمنطقة العربية.
ترصد «اليوم السابع» فى حجم الأموال والعوائد التى أدخلتها قناة السويس إلى الخزانة العامة للدولة فى تاريخها، حيث تحتل الترتيب الخامس بين إيرادات ميزان المدفوعات المصرى بعد تحويلات المصريين العاملين بالخارج والصادرات السلعية والصادرات البترولية والغازية والسياحة والاستثمار الأجنبى المباشر.
ومرت إيرادات القناة بمرحلتين، الأولى منذ إنشائها حتى تاريخ تأميمها فى 1956، والمرحلة الثانية تبدأ من التأميم حتى حفر القناة الجديدة التى وصلت إلى 90 مليار دولار، فيما اقتصرت الإيرادات قبل التأميم على 87 مليون جنيه مصرى فقط.
وبلغ إجمالى دخل قناة السويس منذ افتتاحها فـى 17 نوفمبر 1869، وحتى تأميمها فـى 26 يوليو 1956، 542 مليون جنيه فقط، كان نصيب مصر منها لا يزيد على 87 مليون جنيه خلال 87 سنة، أنفقت شركة قناة السويس على تطويرها حوالى 20 مليون جنيه منها، فى حين أن إجمالى إيرادات القناة منذ التأميم وحتى الآن يصل إلى نحو 90 مليار دولار، بحسب إحصائيات هيئة قناة السويس، متضمنة فترة إغلاق القناة خلال الفترة من يونيو 1967 حتى 5 يونيو 1975 بسبب الاحتلال الإسرائيلى لسيناء.
وبلغت إيرادات القناة خلال العام السابق 2023 نحو 5.4 مليار دولار، وخلال الفترة من 2023 إلى عام 2023 حققت نحو 21.1 مليار دولار بمتوسط 5 مليارات دولار لكل عام، فيما انخفض الإيراد خلال عام 2009 إلى نحو 4.2 مليار دولار، فى ظل تداعيات الأزمة المالية العالمية وانتشار أعمال القرصنة البحرية فى سواحل الصومال وخليج عدن مما هدد حركة الملاحة بالبحر الأحمر.
ووصلت إيرادات القناة إلى رقم المليار دولار عام 2000، وكسرت حاجز الـ4 مليارات دولار خلال عام 2006، فيما وصلت خلال عامى 2007 و2008 لأول مرة إلى 5 مليارات دولار.
الجدير بالذكر أن إجمالى حمولات السفن والناقلات التى عبرت القناة خلال الفترة من 5 يونيو 1975 حتى بداية شهر مايو 2023 بلغ نحو 15 مليار طن، فى حين وصلت أعداد السفن التى مرت بقناة السويس منذ الافتتاح حتى الأول من مايو 2025 إلى 616 ألفًا و896 سفينة.
ووصل حجم المصاريف التى أنفقتها مصر على تطوير قناة السويس منذ تأميمها، فى خلال 56 عاما، حوالى 2 مليار جنيه، فى حين تكلف حفر القناة الجديدة نحو 8 مليارات دولار.
وبخصوص الإيرادات المتوقعة من قناة السويس بعد حفر القناة الجديدة، أكد مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، فى تصريحات إعلامية، أنه «بعد الانتهاء من افتتاح قناة السويس الجديدة، ومع زيادة معدل نمو التجارة العالمية، علاوة على مشروع التنمية فى قناة السويس، ستزيد ربحية قناة السويس، ومن المتوقع أن تصل إلى من 18 إلى 20 مليار دولار خلال السنوات المقبلة».