أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

130003 شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟

شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟
شرح حديث
أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟
إنَّ الحمد لله تعالى، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهْد الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.





أمَّا بعدُ:
فسأقوم في هذا المقال بجَمْع شرحٍ لحديث: ((أترضَون أن تكونوا ربع أهل الجنة)) في إيجاز غير مُخلٍّ، مُستعرضًا قول كبار شُرَّاح الحديث.
أولاً: نص الحديث:
عن عبدالله بن مسعود قال: كنا مع النبي في قبَّة، فقال: ((أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟))، قلنا: نعم، قال: ((أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة)) قلنا: نعم، قال: ((أترضَون أن تكونوا شَطر أهل الجنة))، قلنا: نعم، قال: ((والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر)).
يقول الدكتور وجيه الشيمي:
"في هذا الحديث بيان لفضْل هذه الأمة ولمكانتها بين الأمم، وكيف أن الله أنعم عليها بأن جعلها أكثر أهل الجنة، وأَقصد هنا أمة الإجابة لا أمة الدعوة، والفرق بينهما أن أمة الإجابة هم الذين استجابوا لله ولرسوله، أما أمة الدعوة فالذين جاؤوا بعد بعثة النبي إلى يوم القيامة؛ سواء أسلموا أو لم يسلموا، وإذا ذُكِر فضْل لهذه الأمة، فالمقصود أمة الإجابة لا أمة الدعوة".
قال النووي:
"قوله: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما ترضَون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟))، قال فكبَّرنا، ثم قال: ((أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟))، فكبَّرْنا، ثم قال: ((إني لأرجو أن تكونوا شَطر أهل الجنة)،) أما تكبيرهم فلِسُرورهم بهذه البشارة العظيمة وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - ربع أهل الجنة ثم ثلث أهل الجنة ثم الشَّطر، ولم يقلْ أولاً: شطر أهل الجنة؛ فلفائدة حسَنة، وفي أن ذلك أوقع في نفوسهم، وأبلغ في إكرامهم، فإن إعطاء الإنسان مرةً بعد أخرى دليل على الاعتناء به ودوام مُلاحظته، وفيه فائدة أخرى هي تكريره البشارة مرةً بعد أُخرى، وفيه أيضًا حملُهم على تجديد شُكرِ الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه، والله أعلم، ثم إنه وقع في هذا الحديث شَطر أهل الجنة، وفي الرواية الأخرى: نصْف أهل الجنة، وقد ثبَت في الحديث الآخَر أن أهل الجنَّة عشرون ومائة صفٍّ، هذه الأمة منها ثمانون صفًّا، فهذا دليل على أنهم يكونون ثلثي أهل الجنة، فيكون النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أولاً بحديث الشطر ثم تفضَّل الله - سبحانه - بالزيادة فأُعلم بحديث الصفوف، فأَخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك، ولهذا نظائر كثيرة في الحديث معروفة؛ كحديث الجماعة تَفضُل صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجةً، وبخمس وعشرين درجةً على أحد التأويلات فيه، وسيأتي تقريره في موضِعه - إن وصلناه إن شاء الله تعالى - والله أعلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم - ((لا يدخل الجنة إلا نفْس مسلمة))، هذا نصٌّ صريح في أن من مات على الكفر لا يدخل الجنة أصلاً، وهذا النص على عمومه بإجماع المسلمين.
قال ابن حجر:
"قال ابن التين: ذكره بلفظ الاستفهام لإرادة تقرير البشارة بذلك، وذكره بالتدريج ليكون أعظم لسرورهم.
قوله: "قلنا: نعم" في رواية يوسف: قالوا: "بلى"، ولمسلم من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق فكبَّرْنا في الموضعين، ومثله في حديث أبي سعيد الآتي في الباب الذي يَليه، وزاد: فحمدْنا، وفي حديث ابن عباس: ففَرِحوا، وفي ذلك كله دلالة على أنهم استبشروا بما بشَّرهم به فحمدوا الله على نعمته العُظمى وكبَّروه استعظامًا لنعمته بعد استعظامهم لنقمته.
قوله: ((إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة))، في رواية أبي الأحوص وإسرائيل فقال: ((والذي نفس محمد بيده))، وقال: نصف بدل شطر، وفي حديث أبي سعيد: إني لأطمع بدل لأرجو، ووقع لهذا الحديث سبب يأتي التنبيه عليه عند شرح حديث أبي سعيد، وزاد الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في نحو حديث أبي سعيد: ((وإني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، بل أرجو أن تكونوا ثلثَي أهل الجنة)) ولا تصح هذه الزيادة؛ لأن الكلبي واهٍ، ولكن أخرج أحمد وابن أبي حاتم من حديث أبي هريرة قال: "لما نزلت: ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 13، 14] شقَّ ذلك على الصحابة، فنزلت: ﴿ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ﴾ [الواقعة: 39، 40]، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، بل ثلث أهل الجنة، بل أنتم نصف أهل الجنَّة، وتُقاسِمونهم في النِّصف الثاني))، وأخرجه عبدالله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني من وجه آخَر عن أبي هريرة بلفظ: ((أنتم ربع أهل الجنة، أنتم ثلث أهل الجنة، أنتم نصف أهل الجنة، أنتم ثلثا أهل الجنة))، وأخرج الخطيب في المبهمات من مرسل مجاهد نحو حديث الكلبي، وفيه مع إرساله أبو حذيفة إسحاق بن بشر أحد المتروكين، وأخرج أحمد والترمذي وصحَّحه من حديث بُرَيدة رفعَه: ((أهل الجنة عشرون ومائة صفٍّ، أمتي منها ثمانون صفًّا))، وله شاهد من حديث بن مسعود بنحوه، وأتمُّ منه أخرجه الطبراني، وهذا يوافق رواية الكلبي، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - لما رجا رحمة ربه أن تكون أمته نصف أهل الجنة أعطاه ما ارتجاه وزاده، وهو نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾ [الضحى: 5].
قوله: وذلك أن الجنة في رواية أبي الأحوص، وسأخبركم عن ذلك، وفي رواية إسرائيل وسأحدثكم بقلَّة المسلمين في الكفار يوم القيامة، وفي رواية مالك بن مغول ما أنتم فيما سواكم من الأمم، قوله: ((كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر)) كذا للأكثر، وكذا لمسلم، وكذا في رواية إسرائيل، لكن قدَّم السوداء على البيضاء، ووقع في رواية أبي أحمد الجرجاني عن الفربري: الأبيض بدل الأحمر، وفي حديث أبي سعيد: ((إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار))، قال ابن التين: أطلق الشعرة وليس المراد حقيقة الوحدة؛ لأنه لا يكون ثور ليس في جلده غير شعرة واحدة من غير لونه، والرقمة قطعة بيضاء تكون في باطن عضو الحمار والفرس وتكون في قوائم الشاة، وقال الداودي: الرقمة شيء مُستدير لا شعْر فيه سمعْتُ به لأنه كالرقم"؛ "الفتح".
قال القرطبي:
"روى الترمذي عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، قال: ((أنتم تُتمُّون سبعين أمةً، أنتم خيرها وأكرمها عند الله))؛ وقال: هذا حديث حسن، وقال أبو هريرة: "نحن خير الناس للناس نسوقهم بالسلاسل إلى الإسلام"، وقال ابن عباس: "هم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وشهدوا بدرًا والحديبية"، وقال عمر بن الخطاب: "مَن فعل فعلهم كان مثلهم"، وقيل: "هم أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يعني الصالحين منهم وأهل الفضل"، وهم الشهداء على الناس يوم القيامة، كما تقدَّم في البقرة، وقال مجاهد: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، على الشرائط المذكورة في الآية"، وقيل: "معناه: كنتم في اللوح المحفوظ"، وقيل: "كنتم مذ آمنتم خير أمة"، وقيل: "جاء ذلك لتقدُّم البشارة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته، فالمعنى: كنتم عند من تقدَّمكم من أهل الكتب خير أمة".

شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟



إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
#2

افتراضي رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟

رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟
إظهار التوقيع
توقيع : دوما لك الحمد
#3

130003 رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دوما لك الحمد
رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟
شكراااا علي مرووورك حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
#4

افتراضي رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟

رد: شرح حديث أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
لنتعرف على ألقاب الصحابة (( رضى الله عنهم )) الرزان قصص الانبياء والرسل والصحابه
اعلمي يااختي ان الله يحبك starsanae2 الحملات الدعوية
أحاديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم,أحاديث نبويه شريفه مصوره تصميمي حياه الروح 5 السنة النبوية الشريفة
صور احاديث الرسول صلي الله عليه وسلم من تصميمي, تعرفي علي أحاديث الرسول بالصور لؤلؤة الحَياة السنة النبوية الشريفة
اقرئيها عشرة واكسبي اجرها مئة sho_sho السنة النبوية الشريفة


الساعة الآن 01:38 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل