كيف تتجنبين متاعب الحمل؟
تعاني المرأة خلال شهور الحمل من بعض التغيرات الهرمونية والاضطرابات التي تحدث في جسمها، ما يسبب لها القلق أو الإزعاج في بعض الأحيان، ومعظم هذه المشكلات تكون بسبب نقص المواد الغذائية أو نتيجة التغير في توزيع وزن الجسم نتيجة الزيادة المفاجئة في الوزن وغيرها، وحول هذه المشكلات والاضطرابات، تجيب الصحة والطب عن جميع التساؤلات المطروحة للتعرف على الطرق الآمنة في كيفية تجنب المرأة مشاكل الحمل والولادة من خلال سطور هذا التحقيق.
تقول الدكتورة ظلال هيثم بوادقجي اختصاصية أمراض النساء والتوليد، على المرأة الحامل أن تعي أنها مقبلة على مرحلة مهمة للغاية ويتوجب عليها اللجوء إلى طبيب مختص لفحص حالتها بشكل كامل، واتباع برنامج غذائي صحي ومنظم، خلال هذه الفترة لأجل صحتها وصحة الجنين، كما أنه ليس من الجيد التوقف عن العمل والرياضة، لأن الحركة والمشي مفيدان وقت الحمل، وألا تستسلم الحامل للأدوية، لأنها قادرة أن تستعيض عن ذلك بالطعام المفيد المليء بالفيتامينات والمعادن المهمة، ومن المعروف أن المرأة تخسر بعد الولادة الكثير من الدم، وتفقد من وزنها حوالي 12 كيلوجراماً،
وتضيف: عليها تعويض جسمها بعدة أشياء مثل أن تستمر في تناول الحديد لمدة أسبوعين، كما أن السوائل لها دور كبير في تعويض ما فقده جسمها وتساعدها في ازدياد كمية اللبن ما يحمي طفلها من الأمراض، وأيضاً لا ضرر من الحركة داخل المنزل بشكل منطقي ومعقول لتفادي حدوث أي مضاعفات، وكذلك ممارسة الرياضة بشكل طبيعي بعد عودة الرحم إلى مكانه بشكل طبيعي خلال ثلاثة أسابيع بعد الولادة ما يتيح لها استعادة وزنها كما كان.
العناية أساس الحياة
وتشير د.بوادقجي إلى أن المرأة عليها الاهتمام بنفسها وجسدها وبشرتها، فهذا شيء أساسي في الحياة، من أجل نفسها وليس فقط أثناء الحمل، لأن الطفل في كل الحالات سيأخذ غذاءه من جسمها، فيجب أن تنتبه لذلك وتزود نفسها دائماً بكل ما يفيدها من فيتامينات وسوائل، كما أؤكد على ضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية، فهي الأهم على الإطلاق كي لا تعاني من أي مشكلات تؤرقها فيما بعد، ويتعرض الكثير من النساء للمعاناة بعد الولادة من آلام أو حرارة وغيرها من الأعراض غير المفهومة، وفى هذه الحالة ننصح باستشارة طبيب أمراض النساء على الفور والابتعاد عن أخذ النصائح من الأصدقاء أو شبكات الإنترنت.
وتضيف: ننصح كل امرأة بألا تكرر تجربة الحمل إلا بعد مرور عامين على الأقل من ولادة الطفل الأول، وأن تقوم باختيار وسيلة آمنة لمنع الحمل، ويتم ذلك بعد مرور فترة النفاس وهى 40 يوما،ً وهناك العديد من وسائل الحمل، ولكن ما يحكمنا في الاختيار جسد المرأة نفسها، فهناك من يقتنعن بأن الإرضاع المستمر خلال 6 أشهر بدون انقطاع أو أعطاء الطفل أي إضافات أو وجبات أخرى عدا لبن الأم، هي وسيلة آمنة لمنع الحمل ولكن هذه ليست قاعدة، وظهرت مؤخراً عدة وسائل أخرى ويتم الاختيار بالاتفاق بين المرأة والطبيب.
وسائل وقائية
وعن مشكلات الحمل وتجنبها تفصيلاً تفيد الدكتورة زينة جمال الدين مدلجي أخصائية أمراض النساء والولادة، بأن الحمل حالة طبيعية، وفسيولوجية، ومع ذلك تحمل معها بعض المشكلات الناتجة عن تغيير الحالة الهرمونية للمرأة الحامل في هذه الفترة، وربما تثير هذه المشكلات القلق والخوف، وفيما يلي أهم هذه المشكلات وسبل التعامل معها وأبرز النصائح الموجهة للحامل لتفاديها:-
} الغثيان والإقياء، وهما من الأعراض التي تحدث في بداية فترة الحمل، وعادة تزداد سوءاً في الصباح عند الاستيقاظ وخاصة في الشهر الثاني والثالث من الحمل، وتزول تلقائياً مع تقدم شهور الحمل، لتجنبها والتخفيف منها، تناولي الأطعمة الجافة مثل الخبز أو البسكويت المالح صباحاً، قبل مغادرة الفراش، ولا تتناولي وجبات كبيرة من الطعام دفعة واحدة بل تناولي طعامك في كميات صغيرة موزعة على عدة مرات في اليوم، وتجنب الأطعمة الدسمة وتناول مشروب النعناع، وإذا كانت الحالة شديدة يجب اللجوء للطبيبة النسائية لتصف دواءً مناسباً.
} الإمساك، وهو من المشكلات الشائعة أيضاً في فترة الحمل بسبب تأثير هرمونات الحمل على حركة الأمعاء، وزيادة حجم الرحم الذي يضغط على الأمعاء، ولتجنبه اشربي الماء بكثرة، وتناولي الفواكه، والخضراوات، والأغذية التي تحتوي على الألياف والنخالة، وممارسة التمارين الرياضية الملائمة إذا لم يكن لديكِ مانع طبي من ممارستها، وفي بعض الحالات يلجأ الطبيب لوصف علاج مناسب.
} دوالي الساقين، تحدث في فترة الحمل بسبب ثقل الجنين وضغطه على أوردة الساقين، وللتخفيف من حدوثها، يجب رفع القدمين مرات كثيرة في النهار قدر الإمكان، وتجنب الوقوف والجلوس والأرجل متدلية للأسفل لفترات طويلة، مع ممارسة تمارين رياضة المشي لتحسين الدورة الدموية، وإذا زاد الانتفاخ أو سبب الألم، يجب استخدام الأربطة والجوارب الضاغطة التي تحمي من انطلاق الخثرات طوال النهار.
} الحموضة وعسر الهضم، وهو شعور بالحرقة في الحلق والصدر، وحدوثها أكثر شيوعاً في نهاية الحمل، وبعد الأكل أو عند الاستلقاء، وللتخفيف منها يجب تقسيم الوجبات لمرات عديدة خلال اليوم، عوضاً عن تناول وجبة واحدة كبيرة، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على التوابل الحارة أو الغنية بالزيوت والدسم، مع الإكثار من شرب الماء، والحليب البارد، ولا يكون الاستلقاء بعد النوم مباشرة، وأن تكون الرأس في وضع أعلى من المعدة.
} الدوار، والذي يحدث نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم خلال فترة الحمل، وعادة يكون في حال عدم وصول الدم الكافي إلى الدماغ، وبالتالي ينقص الأوكسحين، وغالباً ما تشعر الحامل بالدوار عند الاستلقاء على الظهر أو النهوض من الفراش أو مكان الجلوس بسرعة كبيرة، وللتخفيف منه حاولي النهوض ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء، وإذا شعرت بالدوار أثناء الوقوف حاولي الجلوس على أقرب مقعد، كما يفضل عدم الاستلقاء على الظهر وخاصة في الفترات الأخيرة من الحمل ويفضل وضعية الاستلقاء الجانبي على الجهة اليسرى.
} فقر الدم، له أسباب متعددة منها أن نسبة تمدد بلازما الدم في فترة الحمل تكون أكبر من زيادة الكريات الحمراء، ما يسبب اختلال التوازن بينهما، ونقص حمض الفوليك أو فيتامين بي 12، فقر الدم المنجلي، إلا أن أكثرها شيوعاً يكون بسبب نقص الحديد، وتنتج عنه تـأثيرات سلبية على الأم مثل الشعور بالتعب، شحوب الوجه، قصر النفس، الصداع، ضعف المناعة ضد الجراثيم، عدم القدرة على التركيز، الرغبة في تناول أشياء غريبة غير عادية مثل الورق أو الطين أو الثلج، كما يؤثر في الجنين حيث إن نقص الحديد يعني نقص تزويد الجنين بالأوكسجين الكافي لإجراء العمليات الحيوية خلال فترة نموه ما يقلل من نمو الجنين، ولذلك يجب تناول الأغذية الغنية بالحديد كاللحم الأحمر، الكبد الأسماك، الطيور، التونا، البيض، البقول، الخضراوات الورقية الغامقة، الفواكه المجففة والسالمون، كما يجب تناول الحديد على شكل مكملات غذائية لتعويض نقصه.
} زيادة التعرق، والسبب تأثير هرمونات الحمل على الغدد العرقية، بالإضافة إلى الحاجة للتخلص من الحرارة التي ينتجها الطفل، لذلك عليها بالراحة وتناول السوائل الباردة أو الحمام البارد لتجنب الشعور بالحرارة الزائدة.
} آلام أسفل الظهر، وهي مشكلة شائعة لدى الحوامل ولها أسباب عديدة، كتغير مركز ثقل الجسم، زيادة إفراز هرمون الريلاكسين، زيادة وزن الأم والجنين، وحجم ووزن الرحم، ما يؤدي إلى إرهاق الأربطة والعضلات، ويسبب توسيع عضلات البطن والضغط على فقرات الظهر، وللتخفيف من آلام الظهر على السيدة أن تتجنب حمل الأشياء الثقيلة، وارتداء الأحذية المسطحة لتوزيع ثقل الجسم بشكل متساوٍ، وأن تجلس في وضع يكون فيه الظهر مستقيماً ومدعوماً بصورة جيدة، وتحصل على قسط وافر من الراحة خاصة في مراحل الحمل الأخيرة، كما يجب أن يكون الفراش صلباً بما فيه الكفاية ليحمي الظهر ويؤمن له الراحة.
} زيادة الإفرازات بشكل طبيعي في فترة الحمل استجابة للتبدلات الهرمونية في هذه الفترة، ويجب اللجوء للطبيب عندما يحدث تغيير في طبيعة ولون ورائحة هذه الإفرازات، حيث يكون مؤشراً على وجود إصابة التهابية، ربما تكون فطرية، جرثومية، فيروسية، أو طفيلية، وعندها تترافق أحياناً مع أعراض أخرى كالحكة والحرقة وآلام أسفل البطن، وأثناء التبول، ولتجنب هذه الالتهابات يجب الاهتمام بنظافة المنطقة وجفافها وارتداء الملابس الداخلية القطنية والفضفاضة، وتجب مراجعة الطبيبة لتشخيص نوع الالتهاب ووصف العلاج المناسب.
} التصبغات الجلدية، بسبب هرمونات الحمل وبعض العوامل الوراثية، ولذلك نلاحظ زيادة التصبغات لدى المرأة في فترة الحمل في بعض مناطق جسمها كالإبطين والثديين والفخذين، بالإضافة إلى تصبغات الوجه التي تسمي الكلف الحملي، وللوقاية ينصح بعدم التعرض للشمس، والتقليل من وضع الماكياج أو الكريمات التي تحتوي على مواد عطرية، التي ربما تؤدي إلى زيادة تأثير أشعة الشمس على خلايا التلوين بالجلد، وتتراجع معظم هذه التصبغات تدريجياً بعد الولادة.
} التشققات، والتي تحدث مع تغيرات جلدية حملية بسبب التمدد الزائد للجلد مع نمو وزيادة حجم الجنين في الرحم وتختلف درجة حدوثها حسب مرونة الجلد عن الحامل، وينصح باستخدام كريمات خاصة للحوامل للوقاية من حدوث هذه التشققات.
} تورم الوجه والأطراف، ويعتبر تورم القدمين حالة شائعة عند الحوامل، تبدأ من الثلث الأول للحمل، وتزداد بتقدم شهور الحمل، بسبب ضغط الرحم على أوعية الطرفين السفليين، ما يعيق العود الوريدي، ولذلك يجب عدم الوقوف لفترات طويلة والتقليل من تناول الأطعمة المالحة، وتجنب زيادة الوزن والتعرض لدرجات حرارة مرتفعة، وتزول عادة بعد الولادة تدريجياً، وفى حال إذا كان هذا الانتفاخ يشمل مناطق أخرى غير القدمين مثل الوجه والعينين فلا بد من مراجعة الطبيب لأنه مؤشر لحالة التسمم الحملي ويجب تأكيد التشخيص بإجراء بعض الفحوصات منها قياس ضغط الدم وتحليل وظائف الكلى، والبروتين وتحليل البول.
} السلس البولي، تعاني منه بعض الحوامل خاصة أثناء السعال أو الإجهاد أو الضحك، ويفسر ذلك بأن الجنين خلال فترة الحمل يستند مباشرة على المثانة، كما تعاني بعض النساء من التبول المتكرر، وللوقاية من المشاكل البولية في الحمل ينصح بشرب كميات كبيرة من السوائل خاصة الماء وعدم حبس البول وتفريغ المثانة بشكل متكرر ومسح المنطقة بعدها من الأمام للخلف، وإجراء تمارين كيغل التي تحد من السلس البولي.
«التسمم» حالة طارئة
يعرف تشنج الحمل أو الإرجاج قديماً بين النساء بتسمم الحمل. ويعتبر من الحالات الطارئة التي تهدد حياة الأم والجنين معاً، ويصاب به ما بين 5 إلى 7% من النساء الحوامل اللائي شخصن بحالة ما قبل الإرجاج، التي تصاب خلالها الحامل بارتفاع ضغط الدم، وزيادة نسبة البروتين في البول المسمى بالزلال، مع تورم أنحاء من الجسم مثل القدمين، واليدين، والوجه.
ويتطور المرض إلى تشنج الحمل لدى امرأة واحدة من بين كل 100 امرأة مصابة بما قبل الإرجاج. وحسب آخر إحصائية، يتسبب تشنج الحمل في حوالي 50 ألف حالة وفاة للأمهات حول العالم، ويصيب 25% من النساء خلال فترة الحمل، و50% أثناء عملية الولادة، و25% بعدها.
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
التوقيع لا يظهر للزوار ..
رد: كيف تتجنبين متاعب الحمل؟
إظهار التوقيع
توقيع : نسيم آڸدکَريآت
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | ||
| ماذا يعني الإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل؟ | الملكة نفرتيتي | مرحلة الحمل والولاده | ||
| كيف تتجنبين غضب زوجك بطريقة ذكية | مرمورة | الثقافة والتوجيهات الزوجية | ||
| ملف كامل عن الأطعمة الآمنة وغير الآمنة أثناء الحمل؟ | نسائم الرحمة | مرحلة الحمل والولاده | ||
| هل لطلاء الأظافر خطر على صحة الجنين أثناء الحمل؟ | لافالانتينا | مرحلة الحمل والولاده | ||
| متاعب الحمل.. كيف تتغلبين عليها ..؟؟ | ريموووو | مرحلة الحمل والولاده | ||
الساعة الآن 11:44 AM
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع