عندما يتعرض الرجل لدور أنفلونزا لا يستطيع النهوض من السرير لجلب كوب من الماء لنفسه، على عكس المرأة التي تمارس مهامها اليومية بشكل عادي، مهما كانت درجة التعب الناتج عن الأنفلونزا، ما يجعل البعض يعتقد أن الرجل يشعر بالأعراض أكثر من المرأة، وأنه أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والفيروسات، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟
تشير الأبحاث إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بعدوى البرد والأنفلونزا بنسبة 16% أكثر من الرجال، ويرجع سبب ذلك لعوامل مختلفة أهمها أنهن يميلن إلى قضاء المزيد من الوقت حول الأطفال، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات، وعلى رأسها الأنفلونزا!
لماذا إذًا يشعر الرجل بالأعراض أكثر من المرأة؟
لا يوجد دليل واضح في جميع الأبحاث يذكر أن الرجل يمكن أن يشعر بالأعراض أكثر من المرأة، ولكن ما أكدته الأبحاث أن الرجال يميلون نفسيًا إلى الشعور بالمرض، وعلى الرغم من حساسية النساء بشكل أكبر للفيروسات والعدوى، فإننا نجد الرجل بمجرد إصابته بعدوى وإن كانت ضئيلة ينام في السرير ويشعر باقتراب الموت، وحينها تظهر عليه الأعراض بشكل أكبر وأسرع، ويصب تركيزه بالكامل على المرض ويريد من الجميع خدمته في "أيامه الأخيرة" كما يراها!
أما النساء ففي غالب الوقت ليست لديهن رفاهية الشعور بالأعراض والنوم في السرير لفترات طويلة، مع تراكم مسؤوليات الأسرة والأطفال عليها، فترى المرأة أكثر مقاومة لأي عدوى تصيبها، وعلى الرغم من شعورها بنفس الألم الموجود عند الرجل، فإن إحساسها الدائم بوجوب شفائها بسرعة يجعل الجهاز المناعي يقاوم المرض بشكل أفضل وأسرع من الرجل. ونتائج الأبحاث تسري في العموم، ولكن لكل قاعدة شواذ، فهناك الكثير من الأسر يصاب فيها الرجل بالعدوى أكثر من المرأة لوجوده ساعات أكثر في المنزل وفي نفس الغرفة مع زوجته وأطفاله لساعات طويلة كل يوم، ما يجعل فرصه في الإصابة بالعدوى أكبر، لذا ينصح الأطباء دائمًا بمجموعة نصائح للوقاية من الإصابة بعدوى الأنفلونزا وأي فيروسات أخرى محتملة:
1- الحرص على التهوية الجيدة للمنزل بشكل دائم يوميًا، والسماح لأشعة الشمس بدخول الغرف، وخصوصًا غرف النوم والمعيشة.
2- عند إصابة أحد أفراد الأسرة بالعدوى، فمن الأفضل تخصيص أدوات خاصة له مثل: المنشفة والسرير والوسادة إلخ.
3- أثبت مصل الأنفلونزا فاعليته خلال السنوات الأخيرة بشكل جيد، لذا عند اقتراب موسم الشتاء، احرصي على تناوله مع جميع أفراد أسرتكِ، وخصوصًا الأطفال، فهم الأكثر عرضة للإصابة في المدرسة والحضانة (الروضة).