تفسير سورة الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله,سورة الرحمن للشيخ عبدالرحمن السعدي وفيديو له
تفسير سورة الرحمن للشيخ السعدي رحمه الله,سورة الرحمن للشيخ عبدالرحمن السعدي وفيديو له
" الرحمن "
الرحمن علم الإنسان القرآن بتيسير تلاوته وحفظه وفهم معانيه.
" خلق الإنسان "
خلق الإنسان,
" علمه البيان "
علمه البيان عما في نفسه تمييزا له عن غيره.
" الشمس والقمر بحسبان "
الشمس والقمر يجريان متعاقبين بحساب متقن, لا يختلف ولا يضطرب.
" والنجم والشجر يسجدان "
والنجم الذي في السماء وأشجار الأرض, تعرف ربها وتسجد له, وتنقاد لما سخرها له من مصالح عباده ومنافعهم.
" والسماء رفعها ووضع الميزان "
والسماء رفعها فوق الأرض, يوضع في الأرض العدل الذي أمر به وشرعه لعباده
" ألا تطغوا في الميزان "
لئلا تعتدوا وتخونوا من وزنتم له,
" وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "
وأقيموا الوزن بالعدل, ولا تنقصوا الميزان إذا وزنتم للناس.
" والأرض وضعها للأنام "
والأرض وضعها ومهدها, ليستقر عليها الخلق.
" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام "
فيها فاكهة, النخل ذات الأوعية التي يكون منها الثمر,
" والحب ذو العصف والريحان "
وفيها الحب ذو القشرة رزقا لكم ولأنعامكم, وفيها كل نبت طيب الرائحة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما الدينيه والدنيوية- يا معشر الجن والإنس- تكذبان؟ وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة, فكلما مر بهذه الآية, قالوا: " لا شيء من آلائك ربنا نكذب, فلك الحمد " , وهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه, أن يقر بها, ويشكر الله ويحمده عليها.
" خلق الإنسان من صلصال كالفخار "
خلق أبا الإنسان, وهو آدم من طين يابس كالفخار,
" وخلق الجان من مارج من نار "
وخلق إبليس, وهو من الجن من لهب النار المختلط بعضه ببعض.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
خلط الله ماء البحرين - العذب والملح- يلتقيان.
" بينهما برزخ لا يبغيان "
بينهما حاجز, فلا يطغى أحدهما على الآخر, ويذهب بخصائصه, بل يبقى العذب عذبا, والملح ملحا مع تلاقيهما.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان "
يخرج من البحرين بقدرة الله اللؤلؤ والمرجان.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام "
وله سبحانه وتعالى السفن الضخمة التي تجري في البحر بمنافع الناس, رافعة قلاعها وأشرعتها كالجبال.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" كل من عليها فان "
كل من على وجه الأرض من الخلق هالك,
" ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام "
ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود.
وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما -أيها الثقلان- تكذبان؟
" يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن "
يسأله من في السموات والأرض حاجاتهم, فلا غش لأحد منهم عنه سبحانه.
كل يوم هو في شان : يعز ويذل, ويعطي ويمنع.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
سنفرع لحسابكم ومجازاتكم بأعمالكما التي عملتموهما في الدنيا, أيها الثقلان- الإنس والجن-, فنعاقب أهل المعاصي, ونثيب أهل الطاعة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان "
يا معشر الجن والإنس, إن قدرتم على النفاذ من أمر الله وحكمه هاربين من أقطار السموات والأرض فافعلوا, ولستم قادرين على ذلك إلا بقوة وحجة, وأمر من الله تعالى (وأنى لكم ذلك وأنتم لا تملكون لأنفسكم نفعا ولا ضرا؟).
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما - أيها الثقلان- تكذبان؟
" يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "
يرسل عليكم لهب من نار, ونحاس مذاب يصب على رؤسكم, فلا ينصر بعضكم بعضا معشر الجن والإنس
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان- تكذبان؟
" فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان "
فإذا انشقت السماء وتفطرت يوم القيامة, فكانت حمراء كلون الورد, وكالزيت المغلي والرصاص المذاب من شدة الأمر وهول يوم القيامة.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "
فبأي نعم ربكما- أيها الثقلان تكذبان؟
" فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان "
ففي ذلك اليوم لا تسأل الملائكة المجرمين من الإنس والجن عن ذنوبهم.
" فبأي آلاء ربكما تكذبان "