هل يموت الانسان عندما تفارق روحه جسده؟
هل يموت الانسان عندما يتوقف مخه عن العمل وقلبه عن النبض ورئتيه عن التنفس؟
بالطبع لا........
فربما يموت الانسان جسديا وتفارق روحه الحياه ولكنه يظل حيا فى قلوب الكثيرين وربما يخلده التاريخ فيعيش لقرون وقرون......
فى ذاكرة التاريخ
هذا هو الموت البيولوجى او الاكلينيكى كما يقولون........
ولكن هناك نوع اخر من الموت اخطر من ذلك بكثير الا وهو...
(موت الانسان فى عيون الاخرين) ... نعم يموت الانسان فى نظر الناس رغم ان قلبه مازال ينبض وجميع وظائقه الحيويه تعمل
ولكن كيف يموت الانسان فى عيون الاخرين؟؟
يموت الانسان عندما يفقد الاخر ثقته فيه
ويموت الانسان عندما يفقد الاخر احترامه له
هذا هو موت الانسان فى عيون الاخرين..
ولكن الاخطر من ذلك هو موت الانسان عندما يفقد احترامه لنفسه وعندما يفقد ثقته فى نفسه وعندما يفقد كرامته......
فتصبح حياته عديمه الفائده ويصبح وجوده لا قيمه له
فالانسان بدون كرامه وثقه فى نفسه واحترام لذاته هو ميت ميت.ليس بالضرورة أن تلفظ أنفاسك
وتغمض عينيك ويتوقف قلبك عن النبض
ويتوقف جسدك عن الحركة كي يقال.
انك فارقت الحياة
فبيننا الكثير من الموتى
يتحركون
يتحدثون
يأكلون
يشربون
يضحكون
لكنهم موتى..يمارسون الحياة بلا حياة....
فمفاهيم الموت لدى الناس تختلف
فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنسانا عزيزا
ويخيل إليه إن الحياة قد انتهت
وان ذلك العزيز حين رحل
أغلق أبواب الحياة خلفه
وان دوره في الحياة بعده قد انتهى..
وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل
من كل الجهات ويكبله إحساسه بالإحباط عن التقدم
فيخيل إليه إن صلاحيته في الحياة قد انتهت
وانه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من اجله..
والبعض..
تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن
ويظن انه لا نهاية لهذا الحزن وانه ليس فوق الأرض
من هو أتعس منه فيقسو على نفسه
حين يحكم عليها بالموت بلا تردد
وينزع الحياة من قلبه ويعيش بين الآخرين
كالميت تماما..
فلم يعد المعنى الوحيد للموت
هو الرحيل عن هذه الحياة
فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة
ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت
وهو ما زال على قيد الحياة..
فالكثير منا..
يتمنى الموت قي لحظات الانكسار
ظنا منه إن الموت هو الحل الوحيد
و النهاية السعيدة لسلسلة العذاب
لكن..
هل سال احدنا نفسه يوما:
ترى..ماذا بعد الموت؟
نعم..
ماذا بعد الموت؟
حفرة ضيقة
وظلمة دامسة
وغربة موحشة
وسؤال..وعقاب..وعذاب
وإما جنه..أو نار..
فهم .. كانوا هنا..
ثم رحلوا..
غابوا ولهم أسبابهم في الغياب
لكن الحياة خلفهم ما زالت مستمرة
فالشمس ما زالت تشرق
و الأيام ما زالت تتوالى
و الزمن لم يتوقف بعد..
ونحن ما زلنا هنا..
ما زال في الجسد دم وفي القلب نبض
وفي العمر بقية فلماذا نعيش بلا حياة
ونموت... بلا موت؟
إذا توقفت الحياة بأعيننا فيجب أن لا تتوقف
في قلوبنا
فالموت الحقيقي هو
موت القلوب