بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعد ربي صباحكم وعمر أوقاتكم بذكره ، وأسعدكم مولاكم وتولاكم؛ وحفظكم بحفظه؛ وكلأكم برعايته ..
عفواً أيها الأحبة والمشايخ والأشياخ والشباب الذين أحبهم في الله تبارك وتقدس؛ اسمحوا لمحبكم أن يطرح سؤالاً صغيراً؛ لا أريد جواباً عليه هنا..!
الجواب سيكون لي ولك فقط ..!
محمد صلى الله عليه وسلم؛ هو القدوة بلا شك؛ فهل نقتدي نحن بالقدوة ..!؟
عفواً السؤال أعلاه كبير جداً؛ وليصبح صغيراً نوعاً ما؛ سأختار شيئاً مما يجدر بنا الاقتداء بالقدوة صلوات ربي وسلامه عليه ..
وليكن : كيف وضعنا مع أصحابنا؟ أصدقائنا؟ مع أحبتنا الذين نزعم؛ هل نحن نتفقدهم؟ نسأل حقاً عن أخبارهم وأحوالهم وعن صحتهم؟ لن أقول لك : أن تتفقدهم كلهم؛ هل تتفقد القريبين منك على الأقل الذين تقول أنهم قريبون منك؟ ثم صدقني أنَّ هذا ليس عتاباً وإنما محبك يتفقدك من خلال سؤالي أعلاه؛ وسأعيده كذلك لنفسي وسأكون صادقاً وشفافاً وواضحاً في الجواب على نفسي فلن يطلع منكم أحد على ذلك؛ لذلك سيكون الجواب صادقاً بحول الباري جلَّ في عُلاه ..
- محمد صلى الله عليه وسلم , كان يتفقّد أصحابه ويسأل عنهم ، ويواسيهم ويقدم لهم النصيحة ، في الحديث كان يزور الأنصار، ويُسَلِّم على صبيانهم ، و يمسح رؤوسهم "، حديث صحيح رواه النسائي.
•[ نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم؛ تفقد الجيش؛ فلم يجد الهدهد وسأل عنه ولم ينشغل ببقية الجيش رغم صغر حجمه ]..!
ـ عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم) رواه الحاكم وحسنه الألباني.
ـ روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضِي الله عنه: (أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم افتَقَد ثابت بن قيس، فقال رجل: يا رسول الله، أنا أعلم لك عِلمَه، فأتاه فوجَدَه جالساً في بيته مُنكِّسًا رأسه، فقال: ما شأنك (مَا حالك)؟..). وفي هذا الحديث دليل على استحباب السؤال عن الصاحب إذا انقطع، قال ابن حجر: "قوله: (أعلم لك) أي لأجلك، وقوله: (علمه) أي: خبره".
ـ قال أبو الدرداء - رضِي الله عنه -: "مَن يَتفقَّد يُفْقَدْ"؛ (أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنَّفه"، وابن المبارك في "الزهد").
ـ روى البيهقي عَنْ جَابِرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى الْبَصِيرِ الَّذِي فِي بَنِي وَاقِفٍ نَعُودُهُ ) , وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى صححه الألباني في الصحيحة.
ـ روى الإمام أحمد، والترمذي وحسنه ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ اللَّيْلَةَ كَذَلِكَ فِي الْأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنَا مَعَهُ ". صححه الألباني في صحيح الترمذي.
ـ كان محمد صلى الله عليه وسلم يتفقّد أصحابه، ويسأل عنهم، فمن كان غائباً دعا له باليُمْن والسلامة، ومن كان حاضراً زاره، ومن كان مريضا عاده، ومن ذلك ما رواه مسلم عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : ( كنا جلوسا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ جاء رجل من الأنصار فسلم عليه ، ثم أدبر الأنصاري ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: يا أخا الأنصار ، كيف أخي سعد بن عبادة ؟، فقال : صالح ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : مَنْ يعوده منكم ؟، فقام وقمنا معه ) . ومن ذلك ما قاله عثمان ـ رضي الله عنه ـ : ( لقد صحبنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في السفر والحضر، وكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير ) رواه أحمد .
عذراً على الإطالة يا أحبة ويكفي من القِلادة ما أحاط بالعنق؛ وما زال في سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير والحمد لله رب العالمين ..