عن مالك بن أنس رحمه الله بلغه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
" تركت فيكـم أمرين لن تضلُّوا ما تمسَّكتُـم بهما كتاب الله و سنة نبيِّه صلى الله عليه و سلَّـم "
[رواه الإمام مالك في الموطأ]
يبين هذا الحديث الشريف الميزان الذي يعرف به الحق من الباطل و الهدي من الضلالِ ، فالرسول صلى الله عليه و سلم يرشد إلى أن في اتباع القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و امتثال امرهما و اجتناب نهيهما عصمة من الوقوعِ في الضلالة و الانحراف..
ما يرشد إليه الحديث
يجب على المسلم التمسك بالقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة ، لأن فيهما ما يعصم من الضلال و الانحراف ، و لا الإيمان بالله عز و جلَّ لا يتحقق إلا بالايمان برسالة محمد صلى الله عليه و سلم .. لهذا قرن رسولنا عليه الصلاة و السلام القرآن بالسنة النبوية في الحديث ..
ما هي السنة النبوية الشريفـــــة ؟
السنة هي ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم من قول او فعل او تقرير
فالسنة القولية هي : الأحاديث التي قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم في مختلف المناسبات و الأغراض
و السنة الفعلية هي : الأفعال و التصرفات التي صدرت عنه بوصفه رسولا مبلغا كتطبيق احكام الصلاة و الحج و القضاء.....الخ
أما السنة التقريرية فهي : ما أقرَّه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، مما صدر عن بعض الصحابة من أقوال و أفعـــال بسكوته أو موافقته ، كقوله صلى الله عليه و سلم [صَدَقَ سَلْمَــــــانُ] لما قال هذا الاخير لأبي الدرداءِ
[إن لربك عليك حقا و لنفسك عليك حقا و لأهلك عليك حقا فاعطِ كل ذي حقٍّ حقَّــــهُ] ~رواه البخاري~
أهمية السنة النبوية الشريفــــــــة
يأمر الله عزَّ و جلَّ باتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و جعل ذلك سببا في محبته و نيل ثوابه ، قال تعالى :
[قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّـــونَ اللهَ فاتَّبِعُــونِي يُحْبِبْكُـمُ اللهُ و يَغْفِـرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُـمْ واللهُ غَفُـــورٌ رَحِيـمٌ(31)قُــلْ أَطِيعُــوا اللهَ و الرَّسُــــولَ فَإنْ تَوَلَّــوا فإِنَّ اللهَ لَـا يُحِبُّ الكَــــــافِرِيـنَ(32)] ~ آل عمران ~
و تسمى هذه الآية آية المحبة لأنها تحكمُ على من ادعى محبة الله و هو ليس على طريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، كما يدعي النصارى..
و للسنة النبوية الشريفة مكانة رفيعة في الإســلام ، لأنها تتعلَّـقُ بالرسول صلى الله عليه و سلم ، الذي أمره الله عز و جل بتبليغ القرآن الكريم ، قال تعالى : [
يَا أَيُّهَا الرَّسُــولُ بَلِّغْ مَا أُنْــزِلَ إِلَيْــكَ مِنْ رَبِّكَ ......(67)] ~ المائِـــــدة ~
و قال أيضـــا : [
وَ يُعَلِّمْهُمْ الكِتَـابَ و الحِكْمَةَ وَ يُزَكِّيهِم إِنَّكَ أنتَ العزيزُ الحَكِيمُ(129)]
فالكتاب هو القرآن الكريم و الحكمة هي السنة النبوية ، فهي وحي من عند الله تعالى و ليست من عند رسوله صلى الله عليه و سلم ، إلا باللفظ فالرسول صلى الله عليه و سلم لا ينطِــقُ عن الهوىَ ، فقد قال : [
ألا إِنِّي أُوتِيتُ الكِتَـابَ وَ مِثْلَهُ مَعَــهُ] ~ رواه أبو داوود ~
و عليه اشتغل المسلمون بالسنة النبوية ، فدونوا الحديث و انكبُّـوا على حفظه ، و فهمه و تعليمه ، فكانت الرحلة في طلب الحديث و سماعه برغم المشاق و المسافة البعيدة طمعا في الاجر و رغبة في الـتأسي بالرسول صلى الله عليه و سلم ، الذي قال : [بلغوا عني و لو آيـــة] ~ رواه البخاري ~
و قال أيضا : [
نَضَّــرَ الله امرأً سَمِعَ مقَالَتِي فَوَعَــاهَا وَ حَفِظَهَــا وَ بَلَّغَهَــا فَرُبَّ حامِلِ فِقْــهٍ إلى مَنْ هُـوَ أَفْقَـهُ مِنْـهُ] ~ رواه ابن ماجه ~
و من أهم الكتب التي دونها العلماء في جمع الحديث النبوي لرسول الله صلى الله عليه و سلَّـم : صحيح البخاري و صحيح مسلـم ، مُوَطَّأُ مالكٍ ، سنن الترمذي ، سنن أبي داوود ، سنن ابن ماجه ، و مسند الإمام أحمد ..