لفتة لطيفة في معنى ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ )
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
« أمرنا سبحانه أن نسأله هداية الصراط المستقيم كل يوم وليلة في صلواتنا الخمس ، فإن العبد محتاج إلى معرفة الحق الذي يرضي الله في كل حركة ظاهرة وباطنة ، فإذا عرفها فهو محتاج إلى من يلهمه قصد الحق فيجعل إرادته في قلبه ، ثم إلى من يُقِّدره على فعله ، ومعلوم أن ما يجهله العبد أضعاف أضعاف ما يعلمه ، وأن كل ما يعلم أنه حق لا تطاوعه نفسه على إرادته ، ولو أراده لعجز عن كثير منه . فهو مضطر كل وقت إلى هداية تتعلق بالماضي وبالحال والمستقبل ؛
أما الماضي فهو محتاج إلى محاسبة نفسه عليه ، وهل وقع على السداد ، فيشكر الله عليه ويستديمه ، أم خرج فيه عن الحق ، فيتوب إلى الله تعالى منه ويستغفره ويعزم على أن لا يعود .
وأما الهداية في الحال ، فهي مطلوبة منه ، فإنه ابن وقته ، فيحتاج أن يعلم حكم ما هو متلبس به من الأفعال. هل هذا صواب أم خطأ ؟
وأما المستقبل ، فحاجته في الهداية أظهر ليكون سيره على الطريق » .