ليس في القوم عمر ما صحة هذه القصة؟
=================================================================
روى المؤرخون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم فرأى رجلا يأكل بشماله فجاءه من خلفه ، وقال
يا عبدالله كل بيمينك ..
فأجابه الرجل
يا عبدالله إنها مشغولة
فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الاجابة
فقال له عمر : وما شغلها
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة
_ فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك
ومن يغسل لك ثيابك
ومن يغسل لك رأسك
ومن .. , ومن .. , ومن ..
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها ..
هكذا تصنع القوانين ...
كان يخرج ليلا في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .
ذات مساء إذ بأعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً
فيقترب أمير المؤمنين ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه
فترد الأعرابية
لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني أشتاق إليه
فيرجع أمير المؤمنين إلى دار ابنته حفصة رضي الله عنها ويسألها
كم تشتاق المرأة الى زوجها
وتستحي الابنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلا
إن الله لا يستحيي من الحق ولولا أنه شيء أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك
فتجيب الابنة
أربعة أشهر أو خمسة أو ستة
_ ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها .
تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع
( الأعرابية وحفصة )
واعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع .......
هكذا تَشكَّل ( قانون المرأة ) ..
* والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟
فترد أم الطفلة :
( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )
حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضي إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .
يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) .
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر ....
لو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة ..
وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل ) ..
* وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة .
ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً لوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته .
يخاطبه الفاروق غاضباً :
( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح ) .. !!
فيسأله الأعرابي متوجساً :
( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين ) .. !!
ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا ) ..
فيغادره الأعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلا :
( إنما تأسى على الحب النساء ) ...
أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير
( الحقوق والواجب ) !!
* لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الأعرابي وسخريته وواصل التجوال .. !!
لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .. !!
تَشكَّل في المجتمع
( قانون حرية التعبير ) ..
* ثم امرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت
( أخطأت يا عمر )
وكانت هذه بمثابة نقطة نظام امرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر .. !! لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل إعترف بالخطأ بالنص الصريح :
( أخطأ عمر وأصابت إمرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الاستطاعة ..
هكذا تُصنع القوانين ،
حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين .. !!
فالمجتمع هو مصدر القوانين وليس السلطة
(بمالا يخالف كتاب الله وسنة نبيه
محمد صلى الله عليه وسلم )) .. !!
لم يتغير الناس ولا الحياة ..
ولكن ليس في القوم عمر
رواها أبو يوسف في كتابه ((الآثار)) رقم (927 )،
عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَرَّ بِرَجُلٍ وَهُوَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَعُمَرُ يَقُومُ عَلَى النَّاسِ وَهُمْ يَأْكُلُونَ، فَقَالَ لَهُ: «كُلْ بِيَمِينِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ» ، قَالَ: إِنَّهَا مَشْغُولَةٌ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ الثَّانِيَةَ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ الثَّالِثَةَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: شُغْلُ مَاذَا؟ قَالَ: قُطِعَتْ يَوْمَ مُؤْتَةَ، قَالَ: فَفَزِعَ عُمَرُ لِذَلِكَ فَقَالَ: «مَنْ يَغْسِلُ ثِيَابَكَ؟ مَنْ يَدْهِنُ رَأْسَكَ؟ مَنْ يَقُومُ عَلَيْكَ؟» قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ بِمِثْلِ هَذَا، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِجَارِيَةٍ وَرَاحِلَةٍ طَعَامٍ وَنَفَقَةٍ، قَالَ: فَقَالَ النَّاسُ: جَزَى اللَّهُ عُمَرَ عَنْ رَعِيَّتِهِ خَيْرًا.
وعلي بن الأقمر ثقة، ولكنه لم يدرك عمر رضي الله عنه. والله أعلم.
ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق 68 / 100 - 101 بلاغا دون إسناد:
9063
رجل من أهل اليمن أدرك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) شهد اليرموك فأصيبت يده له ذكر .
بلغني أن عمر بن الخطاب كان يغدي الناس يوما فجاء رجل فجلس يأكل ويتناول بشماله فقال له عمر وكان يتعهده الناس عند طعامهم كل بيمينك فلم يجبه فأعاد عليه فقال هي يا أمير المؤمنين مشغولة فلما فرغ من طعامه دعا به فقال ما شغل يدك اليمنى فأخرجها فإذا هي مقطوعة فقال ما هذا قال أصيبت يدي يوم اليرموك قال فمن يوضئك قال أتوضأ بشمالي ويعين الله قال فأين تريد قال اليمن إلى أم لي لم أرها مذ كذا وكذا سنة قال أوبر أيضا فأمر له بخادم وخمسة أباعر من إبل الصدقة وأوقرها له.اهــ
اذن القصة مكذوبة ولم تحدث وهذا واضح جداً من الفاظها وطريقتها فى الحوار
-----------------
المراجع
المجلي العلمى
الأ لوكة
فى رعاية الله