اذا كان أمر ما يشعر الأهالي بصعوبته بكل ما يتعلق بنوم أطفالهم فهو استيقاظهم المبكر.
يميل الكثير من الأطفال الرضع الى الاستيقاظ بحوالي الساعة الخامسة صباحاً ويشعرون بصعوبة للعودة للنوم.
قبل كل شيء, يجب الإشارة الى أنه ليس في كل مرة يستيقظ الرضيع فيها في ساعات الصباح الباكرة سوف تعتبر بمثابة استيقاظ له من النوم.
معظم الرضع ابتداءاً من جيل 6 أشهر, بحاجة الى 11 ساعة من النوم ليلاً. أي أن رضيعك الذي خلد للنوم في الساعة 6 مساءاً من المحتمل أن يستيقظ بعد 11 ساعة من النوم ويبدأ يومه. في هذه الحالة يُمكنك محاولة إعادته للنوم, لكن في معظم الحالات سوف يكون الأمر عبارة عن صراع لا نتيجة له وسوف يرغمك على العودة للنوم. لكن الهدف في هذه الحالة هو تعويد الرضيع على النوم في سريره حتى تستيقظون أنتم.
لماذا يستيقظ الرضع في ساعات الصباح الباكرة؟
العوامل الخارجية- ساعات الصباح الباكرة هي الساعات التي تبدأ فيها مستويات الميلاتونين في جسم الرضيع بالتلاشي, الأمر الذي قد يؤدي بسهولة الى وضعية اليقظة. اذا شعروا بوجود عامل خارجي مثل الضجة في الشارع, بكاء رضيع الجيران وما شابه فسوف يستيقظ الرضيع ويكون عليه من الصعب العودة للنوم.
القفزات التطورية- مرحلة جديدة من التطور مثل المشي أو الوقوف قد تؤثر أحياناً على نوم الرضيع. اذا حالفكم الحظ وقرر رضيعكم القيام بهذه الخطوة في الساعة الخامسة صباحاً, فلا تتوقعوا أن يكون من السهل عليه العودة من هذه الوضعية الى النوم.
تضييع ساعة النوم- يميل الكثير من الأهالي الى الاعتقاد بأنه اذا ذهب الرضيع للنوم في ساعة متأخرة فهذا يعني أنه سوف يستيقظ في ساعة متأخرة. هذا الأمر قد يكون صحيحاً بالنسبة لنا نحن البالغين أما بالنسب للأطفال الرضع فالعكس هو الصحيح. تذكروا هذه القاعدة: “النوم يشجع على النومن والتعب يؤدي الى التعب”. حين نضع الرضع للنوم وهم مرهقين أكثر من اللازم, ففي معظم الحالات سوف يكون عليهم من الصعب معاودة النوم بسهولة. لذلك احرصوا على أن ينام رضيعكم ليلاً ساعات الليل الملائمة لجيله.
الجوع – في بعض الأحيان, وخاصة حين يدور الحديث عن الأطفال الرضع, الجوع هو سبب الاستيقاظ المبكر. معدة رضيعكم الصغيرة لا يُمكنها أن تحتوي على كميات طعام كافية له حتى ساعات الصباح المتأخرة. اسألوا أنفسكم اذا كان حقاً رضيعكم جائعاً؟ اذا كانت إجابتكم نعم وأعطيتم رضيعكم قنينة في الساعة الخامسة صباحاً فتوقعوا ان يطور رضيعكم عادة.
رد فعل الأهالي- في كثير من الحالات حين يستيقظ الرضيع فإن الأهالي يتوجهون اليه فوراً. هذا الأمر يعزز الشعور لديه بأن الوقت قد حان للاستيقاظ. اذا كانت الساعة الخامسة صباحاً وقمتم أنتم بالتواصل مع الرضيع وقمتم بإخراجه من سريره فأنتم تقومون عملياً بالقول له أن الوقت قد حان للاستيقاظ.
اذاً ماذا علينا أن نفعل؟
نفترض ان رضيعنا معتاد على الاستيقاظ في الساعة 5 صباحاً.
نأخذ مصباح ليلي صغير غير موجود خلال ساعات اليوم في ونوصله للكهرباء مع الساعة.
قبل أن نضع الرضيع للنوم, في مرحلة متقدمة من مراسم النوم, يكون الضوء مضاءاً. حين نترك الرضيع لكي ينام نقوم بإطفاء الضوء ونقول له “سوف يذهب الضوء للنوم كذلك الأمر بالنسبة لرامي, وحين يستيقظ رامي من نومه سوف يستيقظ الضوء أيضاً”. يُكمن التمرن على هذا الأمر خلال ساعات اليوم.
خلال الأيام الثلاثة الأولى علينا ضبط الساعة بحيث سوف تشغل في تمام الساعة 5 صباحاً. وفي كل ثلاثة أيام نقوم بضبط الساعة لكي تضيء 10 دقائق لاحقاً. اذا استيقظ الرضيع قبل اضاءة الضوء علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لكي نعيده للنوم ولا نقوم بتاتاً بإخراجه من السرير قبل إضاءة الضوء. حين يضيء الضوء نقول له “صباح الخير أيها الطفل وصباح الخير أيها الضوء” ونقوم بإخراجه من السرير. وهكذا نقوم كل ثلاثة أيام بضبط الساعة لعشرة دقائق لاحقاً.
حتى لو لم ينم الرضيع فوراً فسوف يقوم بإشغال نفسه في السرير حتى يحين وقت الاستيقاظ, ويتعلم عدم مناداتكم فوراً لدى فتح عينيه.