يحكى القصة احد الذين حضروا هذة الواقعة فى المسجد الجمعة الماضية و كانت الخطبة تحكى عن الافلام السيئة الفاسدة التى ظهرت فى الاوان الاخيرة و تسئ الى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتسب اصحاب النبى علية الصلاة و السلام كأمثال عمر بن العاص و خالد بن الوليد وأبو هريرة رضى الله عنهم اجمعين . وكان الخطيب فى هذا اليوم هو الشيخ صفوت حجازى و قد بدأ فى سرد قصة حب واقعية لنا . قصة عن حب صحابة النبى له علية الصلاة و السلام و شدة اخلاصهم ووفائهم فى حبهم . لن اطيل عليكم فى الوصف . هيا لنبدأ القصة .
يقول الشيخ انه فى يوم بعد انتهاءة من احدى خطب يوم الجمعة قد جاءة شاب يعرفة جيدا و يعرف عنه الصلاح و التقوى . فهو فى الصفوف الاولى دائما فى جميع الصلوات و رغم انهم لم يتحدثوا قط و لم يجتمعوا فى اى مكان الا انه كان يلاحظ هذا الشاب التقى و قراءتة للقران دائما فى المسجد و قيام الليل . وكان هذا الشاب حافظا لكتاب الله كاملا و عمره 15 عاما لا يفوته قيام ليلة واحدة ولا فريضة واحدة .
وفى يوم من الايام جاء هذا الشاب يسأل الشيخ سؤال عجيبا جدا اندهش له الشيخ وكان سؤال الشاب : يا شيخ انت تعرف عن امرى الكثير فأنا بفضل الله مداوم على الصلاة و قراءة القران و القيام يوميا بين يدى ربى فما الفرق بينى اذا و بين صحابة رسول الله صلى الله علية و سلم ؟! تعجب الشيخ كثيرا من سؤال الشاب . لان هذا الامر قد حسمه النبى صلى الله عليه و سلم فى اكثر من حديث شريف , عن أبو سعيد الخدري رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تسبوا أصحابي ، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ” صحيح البخارى . عن أبو هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي . فوالذي نفسي بيده ! لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ، ولا نصيفه ” صحيح مسلم .
لم يرد الشيخ على الشاب و سكت برهة ثم اجابة قائلا انه سوف يرد عليه فى صلاة الفجر , ذهب الفتى الى بيته و نام ولم يستيقظ الا بعد صلاة الفجر فقد غلبه النعاس و لم يستيقظ فجرا كعادته و حزن الشاب حزنا شديدا لان هذة المرة الاولى التى يفوت صلاة الفجر . قام الشاب و ذهب الى المسجد فوجد الشاب فى انتظاره يساله لماذا لم ياتى كعادته الا صلاة الفجر بكى الشاب كثيرا بكاءا حارا فقال له الشيخ لما كل هذا البكاء ؟ قال الشاب للشيخ قد رأيت رؤيا فى نومى و جئت اخبرك بما رأيت . و بدا الشاب يقص على الشيخ رؤيتة قائلا : انى قد رأيت رسول الله صلى الله علية و سلم ممسكا يدى باحدى يدية و بالايد الاخير صحاىى وهو فى الوسط علية الصلاة و السلام . واذا بسيارة تأتى مسرعة فى اتجاة رسول الله فانظر الرسول الى قائلا كف عنى هذة السيارة فذهبت ابحث عن حجر او شئ امنع به وصول السيارة الى النبى صلى الله عليه و سلم فلم اجد و عدت الى النبى قائلا : يا رسول الله لم اجد شيئا ادفع به الاذى عنك . فاذا بى ارى الصحابى و قد وقف بكامل جسده فى وجه السيارة المسرعة و كف الاذى عن النبى مضحيا بنفسة حتى دهسته السيارة فداء لروح النبى .
استيقظ الشاب من نومه و هو يبكى و قال الشيخ الان عرفت الفرق بيننا و بين صحابة النبى و عدم صلاتك الفجر اليوم هذة عقوبة الله لك لمخالفة حديث الرسول و مقارنة نفسك بالصحابة . والان يا اخوتى قد عرفنا جميعا الفرق فهو شئ فى قرارة انفسنا فى حب واقعى و حقيقى لرسول الله صلى الله عليه و سلم و ليس قولا . و لكن ابسط شئ تثبت به حبك للنبى هو اتباعك لسنته .