أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129886 رمضان فرصة للتغيير



بسم الله الرحمن الرحيم

</span>
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:</span>
فالأيام تمر مر السحاب، وتمضي السنون سراعاً، وجلنا في غمرة الحياة ساهون، وقل من يتذكر أو يتدبر واقعنا ومصيرنا مع أننا نقرأ قول الله - تعالى -: ((وَهُوَ الَذِي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهَارَ خِلفَةً لِّمَن أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرَادَ شُكُوراً)) [الفرقان: 62].</span>
والمسلم في عمره المحدود وأيامه القصيرة في الحياة قد عوضه الله - تعالى - بمواسم الخير، وأعطاه من شرف الزمان والمكان ما يستطيع به أن يعوض أي تقصير في حياته إذا وفق لاستغلالها والعمل فيها، ومن تلك المواسم: شهر رمضان فرصة للتغيير رمضان المبارك، يقول الله - تعالى -: ((يَا أََيٌّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ)) [البقرة: 1833]، (إنه نداء رباني حبيب لعباده المؤمنين يذكرهم بحقيقتهم الأصيلة، ثم يقرر بعد ذلك النداء: أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله في كل دين، وأن الغاية الأولى هي إعداد رمضان فرصة للتغيير القلوب للتقوى والخشية من الله، هكذا تبرز الغاية رمضان فرصة للتغيير الكبرى من الصوم.. ورمضان فرصة للتغييرالتقوى هي التي توقظ رمضان فرصة للتغيير القلوب لتؤدي هذه الفريضة طاعةً لله وإيثاراً لرضاه.</span>
والمخاطبون بهذا القرآن من الرعيل الأول ومن تبعهم بإحسان يعلمون مقام رمضان فرصة للتغيير التقوى عند الله ووزنها في ميزانه، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها) (*).</span>
ولهذا الشهر الكريم من الخصائص التي ميزه الله بها دون غيره من الشهور ما يساعد على أن يكون فرصة لزيادة معدلات التغيير والتصحيح في حياة كل فرد، بل في حياة الأمة جمعاء، يقول الرسول: (إذا دخل رمضان فرصة للتغييررمضان فتحت أبواب رمضان فرصة للتغيير الجنة وغلقت أبواب رمضان فرصة للتغيير النار وسلسلت الشياطين) [أخرجه الترمذي]، وفي رواية أخرى: (إذا كان أول ليلة من رمضان فرصة للتغيير رمضان صفدت الشياطين ومردة رمضان فرصة للتغيير الجن وفتحت أبواب رمضان فرصة للتغييرالجنة، فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب رمضان فرصة للتغيير النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادٍ,: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من رمضان فرصة للتغيير النار، وذلك في كل ليلة).</span>
هذه الفرصة العظيمة سانحة في هذا الشهر المبارك حيث تصفو النفوس، وترق رمضان فرصة للتغيير القلوب، فيؤوب العباد إلى ربهم ويقومون بين يديه.</span>
وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة رمضان فرصة للتغيير رمضان لزيادة رصيده من الصالحات، وتصفية ما عليه من الآثام، حيث هو لبنة في بناء الأمة التي وعد الله بتغيير واقعها إلى أحسن وحالها إلى أفضل إن هم غيروا ما بأنفسهم: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ, حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم....)) [الرعد: 111].</span>
ما أحوجنا معشر المسلمين كافة إلى وقفة محاسبة، كل منا مع نفسه في هذه الأيام الفاضلة، نراجع أحوالنا لا سيما من أسرف وفرط في جنب الله ومن قصّر في حق أهله أو حق من ولاه الله رعايته، ومن زلت به القدم وفرط في حقوق إخوانه المسلمين فلم يسلموا من أذاه.</span>
إنها فرصة لأن يتساءل فيها كل منا مع نفسه: حتى متى يبقى ضالاً عن صراط الله المستقيم، وهو يعلم أن الطريق الصحيح هو ما دعا إليه البشير النذير وأن خلافه ونقيضه هو الضلال المبين؟، لماذا أكون ((كَالَّتِي نَقَضَت غَزلَهَا مِن بَعدِ قُوَّةٍ, أَنكَاثاً)) [النحل: 92]؟!.</span>
إن الاستمرار على الحق والعض عليه بالنواجذ، والعودة إلى رحاب الله، وترك ما ألفته رمضان فرصة للتغيير النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعباً كما قال الشاعر:</span>
رمضان فرصة للتغيير النفس كالطفل إن تهمله شب على حب رمضان فرصة للتغيير الرضاع وإن تفطمه ينفطم</span>
لكن لا بد من إرادة قوية واستشعار لواجب التغيير، وبخاصة إذا آمنا إيماناً جازماً أننا معرضون للخطر ورمضان فرصة للتغيير سوء الخاتمة إن لم يتداركنا الله برحمته، فما أحوجنا إلى رمضان فرصة للتغيير الصبر والمصابرة حتى نلقى الله وهو عنا راضٍ,.</span>
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن من ورائكم أياماً الصابر فيهن كالقابض على الجمر، للعامل فيها أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله خمسين منهم أو خمسين منا؟ قال خمسين منكم) [رواه أبو داود].</span>
إننا معشر المسلمين حكاماً ومحكومين يجب أن نصطلح مع الله، وهذا الشهر الكريم فرصة وأي فرصة.</span>
فمن الحاكمين بأمرهم اليوم من يحارب الله ورسوله جهاراً نهاراً، فأنّى له أن يوفق وأنّى له أن يمكّن، وأنّى له أن يختم له بخير، فإن كانوا مسلمين حقّاًº فليعلنوا حقيقة إسلامهم، وليحكِّموا شريعة الله، وليوطدوا العزم على السير بهدي الإسلام، وليغيروا وفق منهاجه، فليس الأمر مجرد دعوى.</span>
الدعاوى إذا لم يقم علي ها دليل فأصحابها أدعياء</span>
وهنا أيضاً دعوة لكل جماعة أو فئة تنتمي إلى الإسلام وتدعو إلى ذلك أن تحقق ولاءها لله (- تعالى -) وأن تجرد متابعتها للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فكم رأينا في الواقع من يزعمون أنهم من الداعين إلى الإسلام، بينما هم في رمضان فرصة للتغيير العقيدة منحرفون، وعن السنة زائغون، وعن آداب وأخلاق الإسلام متخلون.</span>
وقصارى ما عندهم: الكلام والخصام والحزبية المقيتة واللدد في الخصومة، فما أحوج المنتمين إلى سلك رمضان فرصة للتغيير الدعوة إلى الله لتمثل الإسلام في منطلقاتهم وتعاملاتهم والولاء للمسلمين والبراء من أعداء الدين.</span>
فهل يكون هذا الشهر فرصة للعودة إلى الله وسلوك صراط الله المستقيم؟! عسى ولعل.</span>
وأخيراً: ندعو كل مفكر وكاتب مسلم ممن اتخذ الكتابة مهنة ومصدر رزق ألا يزل به القلم ويتبنى الأطاريح المنحرفة والآراء الفجة فيما يزعمونه علاجاً للمشكلات، لأننا قَلّ أن نجد من هؤلاء الكتاب من يسلك السبيل السوي فيما يسود به الصفحاتº لكثرة ما يقولون بلا علم، ولجُل ما ينقدون بلا فهمº فضلاً عن هجومهم المتوالي على الدعاة والطعن في نواياهم واتهامهم بما هم منه براء.</span>
فهؤلاء إن كانوا غير مسلمين فليس بعد الكفر ذنبº وإن كانوا مسلمين فعليهم أن يتوبوا إلى اللهº وأن يستشعروا الأمانة الملقاة على عواتقهمº وعليهم ألا يتسببوا في أذى إخوانهم والإساءة لهم والتحريض ضدهم بلا دليلº وعند الله تجتمع الخصوم.</span>
فلعل في هذا الشهر المبارك ما يوضح الرؤية رمضان فرصة للتغيير الشاملة في الموقف من الإسلام ودعاتهº وألا يكونوا أذناباً لأعداء الله في الهجوم على الإسلام والتخويف منه بمناسبة وغير مناسبة.</span>
ولعل في هذه الأيام الفاضلة ما يعين على تجاوز الأخطاء وتناسي الإحن، والعودة إلى الحق وعدم التمادي في الباطل، وماذا بعد الحق إلا الضلال؟.</span>
والله أسأل أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير.</span>
وصلِّ اللهم وسلم على البشير النذير وعلى آله وصحبه وسلم..</span>




________________</span>
</span>
الهوامش:</span>
* في ظلال القرآن، م1، ص 168، بتصرف.</span>

</span>


</span>


</span>

رمضان فرصة للتغيير</span>



إظهار التوقيع
توقيع : نسيم آڸدکَريآت
#2

افتراضي رد: رمضان فرصة للتغيير

اللهم بلغنا رمضان
تسلمى يا جوجو

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: رمضان فرصة للتغيير

جز اكى الله خيرا حبيبتي
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
عادل لبيب.. وزير غير قابل للتغيير.. تولى منصب محافظ قنا والبحيرة والإسكندرية سارة سرسور اهم الاخبار - اخبار يومية
كيف تجعل من رمضان نقطة انطلاقة للتغيير وإلى الأبد هبه شلبي عدلات في رمضان
«الوطنية للتغيير والوفد»: حل المجلس العسكري هو الخطوة القادمة لمرسي لافالانتينا اهم الاخبار - اخبار يومية
رمضاااااااااااااااااااااا ااااان جئت اليناااااااااااااااا sho_sho عدلات في رمضان
في 5 نقاط فقط.. اجعلي من العام الجديد بداية للتغيير .. ؟؟ ريموووو الحياة الزوجية والاسرية


الساعة الآن 03:37 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل