أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

2131 1168506062 كُنْ أبا خيثمة ~


كُنْ أبا خيثمة ~

كُنْ أبا خيثمة ~



عين ماء يقال لها تبوك، وعرفت كذلك بغزوة العُسْرة، لصعوبة وشدة الظروف التي وقعت فيها، من شدة الحر، وقلة الماء، وبُعْد المكان، وقلة المال والدواب، ويصف عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ذلك فيقول: " خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرثه فيشربه "، وقال الله تعالى عن هذه الغزوة: { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ } (التوبة: 117) .


ورغم صعوبة وشدة هذه الغزوة فقد استجاب للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ، فنفروا للجهاد مسرعين، يسيرون في الصحراء المترامية، بين الحر الشديد ووعورة الطريق، لا يكترثون بوعثاء السفر، ولا يثنيهم عن غايتهم ما يحيط بهم من المتاعب، بل يَجدون في طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم ـ ما يذهب كل ألم ويزيل كل مشقة.
ومع ذلك فقد تخلف عن الخروج مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعض المسلمين عن غير شك ولا ارتياب، منهم: كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية .
وهناك الذين فترت - أول الأمر- هممهم، فلما جدّ الرحيل وانطلق الجيش أحسوا خطر التخلف على إيمانهم، فنهضوا يدركون ما يوشك أن يفوتهم، منهم : أبو خيثمة،قال ابن إسحاق عنهم : " نفر صدق لا يُتهم في إسلامهم، غير أن أبا خيثمة لحق برسول الله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ في تبوك " .
كُنْ أبا خيثمة ~





روى البيهقي في الدلائل، والطبراني، والواقدي، وابن كثير، وابن إسحاق في قصة أبي خيثمةـ رضي الله عنه ـ: " .. ثم إن أبا خيثمة رجع بعد أن سار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيامًا إلى أهله في يوم حارّ، فوجد امرأتين له في عريشين لهما في حائطه (بستانه) قد رشت كل واحدة منهما عريشها، وبردت له فيه ماء، وهيأت له فيه طعامًا, فلما دخل قام على باب العريش، فنظر إلى امرأتيه، وما صنعتا له، فقال: رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الضح (الشمس) والريح والحر، وأبو خيثمة في ظل بارد، وطعام مهيأ, وامرأة حسناء في ماله مقيم؟!، ما هذا بالنَصَف (العدل)، ثم قال: والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فهيِّئا لي زادًا، ففعلتا، ثم قدم ناضحه (جمله) فارتحله، ثم خرج في طلب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى أدركه حين نزل تبوك، وقد كان أدرك أبا خيثمة عميرُ بن وهب الجمحي في الطريق، يطلب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فترافقا، حتى إذا دنوا من تبوك، قال أبو خيثمة لعمير بن وهب: إن لي ذنبًا، فلا عليك أن تخلف عني حتى آتي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ففعل حتى إذا دنا من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو نازل بتبوك، قال الناس: هذا راكب على الطريق مقبل، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( كن أبا خيثمة ) , فقالوا: يا رسول الله, هو – والله - أبو خيثمة، فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أوْلى لك يا أبا خيثمة، ثم أخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخبر، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيرًا، ودعا له بخير ) " .
قال ابن هشام: وقال أبو خيثمة في ذلك شعرًا, واسمه مالك بن قيس :


لما رأيت الناس في الدين نافقوا أتيت التي كانت أعفَّ وأكرما
وبايعت باليمنى يدي لمحمد فلم أكتسب إثما ولم أغش محرما
تركت خضيبا في العريش وصرمة صفايا كرامًا يسرها قد تحمما
وكنت إذا شك المنافق أسمحت إلى الدين نفسي شطره حيث يمما
خضيبا : المرأة، وصرمة : جماعة النخل، صفايا : كثيرة الثمر، تحمما :اسود وطاب، أسمحت : انقادت .



كُنْ أبا خيثمة ~
هذه القصة فيها الكثير من الدلالات والعبر أهمها :
كُنْ أبا خيثمة ~


ـ حكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقوله: ( كن أبا خيثمة ) يدل على معرفته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأصحابه، ومعرفة خصال الرجال ومعادنهم .
ـ الدلالة على حب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه، وحرصه عليهم، فهو ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قال عنه ربه ـ عز وجل ـ : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }(التوبة:128) .
ـ توجيه صاحب الخطأ إذا أخطأ، إذ قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأبي خيثمة: ( أوْلى لك ياأبا خيثمة )، وهي كلمة فيها عتاب وتربية، ومعناها: دنوتَ من الهلكة، وكان الأجدر بك ألا تفعل ذلك، وهذا منهج نبوي كريم في تعليم القادة والمُرَبِّين عدم السكوت على الخطأ، لأن ذلك يضر صاحبه ويلحق الضرر بغيره، مع توجيه المخطيء برفق وحب ..
كُنْ أبا خيثمة ~

وفي قصة أبي خيثمة درس لكل مسلم، أن لا يتخلف أو يتردد عن عملٍ يقتضيه دينه، فالراحة والسعادة لا معنى ولا طعم لهما مع مخالفة أمر الله، أو أمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فالتخلف عن القيام بواجباتنا نقص في الإيمان، وخلل في الدين، لابد فيه من التوبة الصادقة مع الله، ولذلك سارع أبو خيثمة إلى إصلاح خطئه، فهذا سلوك المتقين الذين تمر عليهم لحظات ضعف يعودون بعدها أقوى إيمانا مما كانوا عليه إذا تذكروا وحاسبوا أنفسهم, وفي ذلك يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } (الأعراف: 201


كُنْ أبا خيثمة ~




إظهار التوقيع
توقيع : حڸآۉة آڸرۉح
#2

افتراضي رد: كُنْ أبا خيثمة ~

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: كُنْ أبا خيثمة ~

اجسنتِ احسن الله اليكِ
مبارك التثبيت ثبتكِ الله على الخير
اعلى تقييم لمجهودك الطيب
اسعدك الله فى الدارين @حڸآۉة آڸرۉح;

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#4

130003 رد: كُنْ أبا خيثمة ~

بارك الله فيكي و جعله في ميزان حسناتك
إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
شخصيات مشهوره ( متجدد بإذن الله ) ام عشتار شخصيات وأحداث تاريخية
أبو عبيدة بن الحراح رضي الله عنه نسيم آڸدکَريآت قصص الانبياء والرسل والصحابه
ابو بكر الصديق رضى الله عنه سيره الصحابى الصديق ابوبكر رضى الله عنه وارضاه عمر ابانا وعائشه امنا قصص الانبياء والرسل والصحابه
♥الماسنجر ايام الجاهلية ضحك♥ ★н̃̾ɑ̃̾ı̃̾σ̃̾ѕн̃̾ɑ̃̾★ فرفشة عدلات
النت أيام أبو جهل اماني الغالية فرفشة عدلات


الساعة الآن 10:28 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل