شعرنا جميعًا في مرحلة من حياتنا بالتوتر، فهو شعور يواجه الجميع من وقت لآخر. كما أنه ليس شيئًا نستطيع تجنبه كعدم تناول المواد الغذائية غير الصحية. ومع ذلك هناك أنواع جيدة وأخرى سيئة من التوتر. النوع الجيد يأتي نتيجة الإجهاد لمناسبات سعيدة كالتخطيط لحفل زفاف، أو الحصول على ترقية، أو عند التنافس. أما الإجهاد السيئ يكون عادة ناجم عن مشاكل في العمل، أو الدراسة، أو قضايا الحياة الشخصية كوفاة أحد أفراد الأسرة، وبطبيعة الحال فهو يختلف من شخص لآخر.
من أين يأتي التوتر؟
التوتر يتطور أساسًا من مصدرين هما: خارجي وداخلي. وتشمل الضغوطات الخارجية وظيفتك، أو مشاكل علاقاتك الشخصية، وأمور أخرى لا نستطيع السيطرة عليها. أما الضغوطات الداخلية، فهي مشاعر داخلية كالخوف أو مشاكل التغذية، والنوم. وهي في الواقع أمور يمكن السيطرة عليها.
التوتر والوقت
التوتر يمكن أن يأتي بشكل سريع كالتعرض لامتحان مفاجئ، ويمكن أن يطول مدة أسابيع مثلاً عند التحضير لاجتماع عمل مهم. فعند الانتهاء من الامتحان المفاجئ تعود الحياة إلى طبيعتها، لكن من ناحية أخرى يستمر التخطيط للاجتماع أشهر أو أسابيع، مما يتيح مزيدًا من الوقت للتفكير في الأمر وزيادة التوتر.
وبسبب التباين في هذه الحالات ينقسم التوتر إلى فئتين، حالات قصيرة المدى، وحالات طويلة المدى. في حين يمكن أن يحدث التوتر في كل يوم وأحيانًا عدة مرات في اليوم، إلا أنه لا يسبب العديد من الأثار السلبية على الجسم. لكن التوتر طويل المدى قد يسبب آثار صحية سلبية خطيرة.
التوتر وتأثيره على الصحة
يأتي شعور التوتر نتيجة لإفراز هرمون الكورتيزول الذي ينتج من الغدة الكظرية. وارتفاع الكورتيزول يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى مشاكل في القلب. بالإضافة إلى ذلك فإن انخفاض الكورتيزول، يقلل من قدرتك على مقاومة الأمراض والالتهابات ويرفع من مستويات السكر في الدم. الأمر الذي قد يؤثر على الأفراد المصابين بالسكري، أو الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع مرض السكري.
وما قد يصدم كثير من الأشخاص هو تأثير الكورتيزول على السمنة، فهو يسبب زيادة في تخزين الدهون خصوصًا دهون منطقة البطن، والتي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 25%، والسكتة الدماغية بنسبة 50 %. كما أن التوتر وحده يمكن أن يزيد من فرصة حدوث مشاكل في القلب بنسبة 36%.
الآثار الصحية المرتبطة بالتوتر لا تنتج فقط عن طريق المستويات المرتفعة من هرمون الكورتيزول، بل تحدث أيضاً نتيجة استجابتنا لشعور التوتر، فهل سبق أن فكرت في كيفية الاستجابة للتوتر؟ ردودنا قد تكون مضرة لصحتنا في كثير من الأحيان، فالبعض يميل إلى تناول كميات هائلة أو كميات قليلة من الطعام، كما يلجأ البعض إلى النوم لفترات طويلة، في حين يقوم بعض الأشخاص بالاستغناء عن النوم.
–
وبذلك الكثير من التوتر يضعك في خطر حدوث مشاكل صحية وخيمة، وهنا سنلخص أهم آثار التوتر على جسمك:
زيادة معدل ضربات القلب
ارتفاع ضغط الدم
زيادة معدلات التنفس
إبطاء عملية العضم
قرحة واضطرابات في الجهاز الهضمي
الصداع النصفي
آلام الظهر
الكآبة
–أخذ نفس عميق عدة مرات، وممارسة التمارين الرياضية التي تضيف فوائد صحية أخرى على الجسم.
–تناول الطعام بشكل صحي والحد من الكافيين الذي يؤثر سلبًا على هرمون الكورتيزول، وتجنب الأطعمة المصنعة، وتناول المكونات الطازجة بدلا من تلك المعلبة.
–العثور على هواية والبحث عن أمر جديد للتركيز عليه بدلا من التفكير في الأمور السلبية، وقضاء بعض الوقت في القيام بشيء مرح ومفيد.
–عدم قمع عواطفك خجلا من إظهارها، الأمر الذي قد يسبب آثار سلبية على صحتك.
–الحصول على قسط كاف من النوم، وذلك من خلال النوم لمدة 7 – 8 ساعات كل ليلة.
–تجنب التحدث عن الماضي وعدم الخوض في حالات مزعجة سابقة، وبدلا من ذلك استخدمها كتجربة للمضي قدمًا.
استرخاء
خلاصة القول؛ التوتر لا يجعلك عاجزًا عن المضي قدمًا في حياتك. ورغم الضغوطات التي تتعرض لها في حياتك، إلا أنه يمكنك تجاوز تلك المحن من خلال السيطرة على التوتر والتغلب عليه، لتجنب الآثار السلبية التي قد يسببها لصحتك.